أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدو أبو يامن - أصداف ولآليء – 5 – ( مارك توين.. والنمل – 2 - )














المزيد.....


أصداف ولآليء – 5 – ( مارك توين.. والنمل – 2 - )


عبدو أبو يامن

الحوار المتمدن-العدد: 2491 - 2008 / 12 / 10 - 03:13
المحور: الادب والفن
    


فالإبداع الإنساني ليس منتجا ماديا، يضمن صانعه جودة الصناعة، ويضمن خلوه من عيوب التصنيع، إذ لا تكفي العلامة التجارية لضمان الجودة، ورفعة الأداء.. فالإبداع الإنساني فنا كان أو أدبا لا يخضع لتلك المقاييس الكمية والكيفية المادية والتوقع الدقيق الذي يضمن النتائج مائة في المائة؛ فالنفس البشرية لها مدها وجزرها، ولها إقبالها وإدبارها، ولها لحظات صفاء وشفافية وعطاء وإلهام تأتي فيه بالمعجزات، ولها أوقات أخرى تعجز فيها عن الحركة والأداء، وهي إن تحركت أو أعطت فهو ذلك العطاء الفج الساذج الباهت الذي يظهر عليه الإعياء والكد، والذي يقع في مستنقع الرتابة والاعتيادية والتقليدية..
ولطالما اشتكى المبدعون من تلك الأوقات العصيبة التي جفت فيها ينابيع الإلهام، وغاض معين الإبداع، والتي كانت في نظرهم أسوأ ما يتعرض له مبدع في حياته، ويصفونها بالعقم والجدب والإفلاس، وهي على كل حال أوقات ضائعة من حياتهم، هذه الحياة التي يقيمونها بما أنتجوا وأبدعوا.
فصاحبنا ( مارك توين ) يبدو أنه كان يعاني – وهو يكتب مقالته الآنفة الذكر- مثل هذه الأوقات، أو لعله مجرد الاستمرار؛ فكثيرا ما يلجأ المبدعون إلى هذا، خوفا من انحسار الأضواء وفقدان بريق الشهرة الكاشف، وفزعا من نسيان الناس لهم، والفنان المبدع نرجسي بطبعه يؤثر الثناء ويحرص على المديح لأنه هو الوقود الذي يسير به ماكينة إبداعه، وهو في النهاية يكتب أو يبدع لكي يجد صدى لذلك، وهو لا يكتب لنفسه وإلا لما حرص على انتشار اسمه وذيوع صيته، فصوت المبدع دائم البحث عن صداه وإذا انتفى الصدى كف الصوت عن الصياح؛ لأنه سيكون حين ذاك صرخة في واد، سرعان ما تتبدد مع ذرات الأثير!!
ولعل صاحبنا- وهذا أخطر ما في الموضوع، وهو الجانب الأسوأ والباعث على الرثاء والشفقة – كان يكتب لمجرد لقمة العيش، فالكتابة عموما لا تكاد تحمل همها؛ فهو يكتب في صحيفة يومية، أو دورية أسبوعية أو شهرية فهو ملزم ومضطر بأن يغذي هذا الوحش الشره، هذا الوحش الذي لا يقتات إلا الكلمات، ولو كانت كلمات لا معنى لها!!
والإبداع ضد الإلزام، ضد القسر، ضد حسابات الربح والخسارة، ضد ضغط الوقت وأهواء الجماهير.. إنه لا يعيش إلا في جو من الحرية وإن حرم من هذه الحرية فإنه سرعان ما يموت، كالسمك الذي لا يعيش إلا في الماء فإن أخرجته منه فإنه سيموت..
ولعله – التماسا للعذر – واقع تحت رحمة الجمهور، فكثيرا ما يفرض الجمهور رأيه وذوقه على المبدع؛ فإذا أمتعهم المبدع بمقالة أو مقالتين من النوع الساخر عفو خاطره وبملء إرادته استلذوا مثل هذا النوع من الكتابات فصاروا يبحثون عنها وإذا لم يجدوها طالبوه بها وحاولوا قولبته في إطارها، إرضاء لغرائزهم وتحقيقا لشهواتهم.. وويل للفنان أو الكاتب الذي يساير الاتجاه العام أو الذوق السائد إنه سيحفر قبره بيديه؛ لأنه سيقع في إسار الوقتي واللحظي والمعتاد، وسيوصد الأبواب في وجه أي إلهام جديد..
كل هذه الأعذار يمكن أن تساق دفاعا عن ( توين ) وهو في النهاية ليس سوى نموذج دائم التكرار في كل مكان وزمان.. وأما وجه الاعتراض على رأيه في النمل فلنرجئه إلى المقال القادم. ( يتبع )



#عبدو_أبو_يامن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصداف ولآليء -4 - ( مارك توين.. والنمل -1 - )
- أصداف ولآلئ- 3-
- أصداف ولآلئ- 2 -
- أصداف ولآلئ – 1 -
- دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء .. ( حصاد ما سبق ) – 8 ...
- دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء .. ( أساليب متفرقة ) – ...
- دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء .. ( قنابل صوتية وضوئية ...
- دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء .. ( قنابل صوتية وضوئية ...
- دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء.. ( حين يتسلق اللبلاب ) ...
- دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء.. ( حين يتسلق اللبلاب ) ...
- دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء.. ( التابوهات الثلاثة ) ...
- هذا ما علمتنيه الحياة – 3 -
- دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء.. ( التابوهات الثلاثة )
- هذا ما علمتنيه الحياة -2-
- هذا ما علمتنيه الحياة
- كلنا يهرب
- إلى من سيضرم النار سريعا في هشيم العالم!!
- كليلة ودمنة في أراب ستان -7-
- ديكتاتور.. وغباء .. وقمر
- الظاهرة المحفوظية


المزيد.....




- إيرادات فيلم الدشاش في السعودية 2025 في الأسبوع الأول بعد ال ...
- المنافسة تشتعل.. أوفر 10 أفلام حظا للفوز بجوائز الأوسكار 202 ...
- الموصل تنهض من رماد: السوداني واليونسكو يشهدان إحياء روح الم ...
- ليبيا تطلق استراتيجية رقمية لنشر الثقافة والإبداع
- دمشق التي تغادر زمن الوجع والمرارة
- منظمة التحرير وشرعية التمثيل الوطني في الميزان الفلسطيني !! ...
- مصر.. قرار للنيابة في واقعة صاحب رسالة الانتحار الموظف في دا ...
- الذكاء الاصطناعي في الترجمة.. أداة مساعدة لا بديلا
- -نسائم الإضاءة وستائر الدهشة-.. حوارات مع الشاعر الفلسطيني م ...
- أوكرانيا تعترف بأن اللغة الروسية تضاهي الأوكرانية استخداما ب ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدو أبو يامن - أصداف ولآليء – 5 – ( مارك توين.. والنمل – 2 - )