أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - ضيق الخيال الايراني














المزيد.....

ضيق الخيال الايراني


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2489 - 2008 / 12 / 8 - 08:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمة عجز عن قراءة المعطيات الدولية الجديدة ، والتعاطي معها، يكشفه تخبط الاداء ، وارتباك الخطاب السياسي الايراني مع انتخاب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة ، واقرار الاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن ، والمتغيرات المتسارعة في الوضع الفلسطيني ، واعادة خلط اوراق المعادلة الداخلية اللبنانية .

جوهر التخبط الايراني يكمن في ضيق الخيال السياسي لحكام طهران الى درجة استبعاد نجاح رئيس ديمقراطي اسود للولايات المتحدة استبعادا تاما والاستعداد للتعامل مع امتدادات لولاية الرئيس جورج بوش .

والواضح ان الاستبعاد الذي قاد الى خطأ الاستنتاج ، ويضيف دلائل جديدة على ضيق رؤية ملالي طهران ، لم يأت صدفة ، بقدر ما هو تعبير عن رغبة داخلية لدى حكام ايران ، غير القادرين على التوصل الى تسوية مع القطب الكوني ، المحتفظ بفرادته رغم الازمة المالية العالمية .

تلاشي الثابت الرئيسي في الحسابات الايرانية ، والمتمثل بالمراهنة على عدم حدوث متغيرات في السياسة الاميركية يملي على طهران وحلفائها في المنطقة بناء تصورات جديدة للمراحل المقبلة ، وادخال تعديلات على الاداء المتبع بالشكل الذي يتماشى مع التغيير .

الا ان مؤشرات الاداء السياسي الايراني لا تدلل على تواضع يتيح الاعتراف بالخطأ ويفتح المجال امام تقويمه وبناء سياسات جديدة .

ابرز هذه المؤشرات رفض الاعتراف بالوقائع التي كانت تحدث على الارض خلال الايام التي سبقت التوقيع على الاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن .

فلم تتراجع طهران لحظة واحدة عن توقعاتها بتعطيل اقرار الحكومة والبرلمان العراقيين للاتفاقية الامنية .

ومع اقرار الاتفاقية في مجلس النواب انتقلت طهران الى المراهنة على الغائها وايقاع الاذى بالموافقين عليها .

اعراض الارتباك الناجم عن انحسار الخيال ، وفشل القراءة السياسية ، وغياب القاعدة التي تبني عليها طهران حساباتها الاقليمية والدولية لم تقتصر على الحالة الايرانية .

فالاداء السياسي للاذرع التي تستخدمها طهران في تسميم اجواء المنطقة ومناوشة قوى الاعتدال يدلل على اصابتها بذات الاعراض .

ينطبق ذلك بنسب متفاوتة على حماس وهي تفوت فرصة المصالحة الوطنية بتهربها من الحوار ، وتشن الهجمات الاعلامية على القاهرة والرياض بسبب وبدون سبب ،وحركة الجهاد المصرة على خرق الهدنة رغم ما يجلبه الخرق من ويلات على قطاع غزة ، وحزب الله اللبناني التائه في لعبة التحالفات الداخلية الجديدة .

ولا يترك انسداد افق طهران واذرعها التخريبية ، وطريقة تفكير قيادتها هامشا واسعا للتفاؤل بوضع حد للتوتر الذي تشهده المنطقة.

فالتناقضات الداخلية الايرانية تقلص باستمرار قدرة الملالي على اتخاذ خطوات بحجم التراجع عن البرنامج النووي ، والتسليم بانحسار النفوذ الامني والسياسي في العراق ، والتخلي عن وهم التحول الى قوة اقليمية عظمى تلعب دور الشريك الاستراتيجي في ادارة المنطقة .

و لا يمكن للمجتمع الدولي باي حال من الاحوال التعايش مع افرازات هذه التناقضات على المديين المتوسط والبعيد ، مما يعني الاستمرار في تسخين بؤر التوتر التقليدية في العراق وفلسطين ولبنان .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نهج الاقصاء الحمساوي
- افق عربي ... لعراق مختلف
- حول صورة العربي في فضائية العالم
- ازمات المركز ...ومأزق الاطراف
- قلة الاستيعاب في صحافة الاعراب
- عار الصحافة العربية
- حماس تواجه الواقع باختزال التاريخ
- ديمقراطية الامعاء الخاوية
- خطاب -التخريف- السياسي
- علمانيون برسم الاسلمة
- من اجل فايز .... ورفاقه
- صراع الهويات الشرق اوسطية
- الخطيب يحاكم التجربة القومية
- حين يبحث -الغريق- عن قشته في -طبخة حصى-
- المالكي يحترف اللعب على التوازنات
- دوامة قصور الهواء
- لهاث اللحظات الاخيرة
- حواف الهاوية
- رهينة الحلف الطائفي
- استراتيجية اكياس الرمل


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - ضيق الخيال الايراني