|
دعوها فأنها مأمورة
اتنكاويس أق مايسان
الحوار المتمدن-العدد: 2489 - 2008 / 12 / 8 - 00:47
المحور:
الادب والفن
... وعن الثقافة دائما طراطيش كلام ودعوها إنها مأمورة غافلة كعادتها وزارة ووزيرة الثقافة عن كل (الخلبطات)التي يتسبب فيها ولد القطاع والرجل الوحيد والمثقف الأول ، الرشّام واللاّعَّاب في نفس الوقت، المهوس بالأكادميين ، ذلك الذي يسمى مجازا أو جوازا مدير دار الثقافة ،وبعد كل (قساوة الراس وتاغننات) المعروف بها ها هو يوجه ضربة أخرى لما يعرف بالمسرح ويغتال أحلام الأطفال البريئة لأنه فقط يريد أن يقفز على المراحل وينشئ مسرحا جهويا بتمنغست ،وما هَمُّ تمنغست الذي يشغله بل هو مشغول بأن يرضي الحاشية المحيطة بالوزيرة عساه وربما،يحقق انجاز انتقاله إلى ولايته التي ذهب منها بصفة البطال السكير ويعود إليها بصفة المدير المثقف الجدير، وأكيد أنّ هذا التحول الخارق لا يتحقق إلاَّ في ولاية اسمها تمنغست ، رغم أن زمرته الدموية تشكلت لأجل احتقار الناس ولأجل احتقار ناس تمنغست بالخصوص،هذه الولاية التي لم تتق شر من أحسنت إليه،هذه الولاية التي شهدت عليه كل شوارعها وهو يتأبط حبيبة قلبه وعشيقته الدائمة والتي دفعته في أكثر من مرة بأن يفعلها على رجليه؟ حملتني الصدفة من قريتي اندلاج ومن بستان جدتي الذي تفرغتُ له بعدما تأكدت أن شهادتي الجامعية فاقدة للصلاحية رغم تأشيرة وزير التعليم العالي عليها وأتيتُ قاطعا مسافة 43.50 ميل أي حوالي 70 كيلومتر لأصل للولاية و في مساء ذالك اليوم توجهتُ إلى مقهى هوبل وكنتُ قرب طاولة رأيت نبرات الحوار فيها قد علت وسألت النادل عن هذه الشلة ،فقال أنهم خريجو الجامعة كل يوم هذه هي حالتهم،ولم أكن بحاجة لاستراق السمع لأعرف الموضوع الذي يخوضان فيها، الحمد الله أن هذه الفئة من خريجو الجامعة ليسوا من دفعتي ،فهم يعانون من عقدة النقص والاضطهاد وبكائيين كثيرا دلالة على عدم التجربة وأعتقد أنني بعد عشر سنوات بطالة عرفتُ ما مشكلتهم وهي افتقارهم للتأطير في الحركة الجمعوية،ومن أحاديثهم الممتعة والتي كانت تدور عن كل شيء في تمنغست ،عن أحدهم وكانوا يصفون بالأستاذ بالكاد سمعت اسمه قالوا أنه استسلم للأمر الواقع وذهب ضمن الأسبوع الثقافي لتمنغست بالعاصمة كراقص ،وعلق أحدهم رغم احترامي له إلاّ أنني لن أتورع عن وصفه بصفة (الأستاذ الراقص) لأنه بهذا يدفعنا جميعا لممارسة هكذا فعل علق أخر قائلا :معرفتي بالأستاذ يا صاحبي تجعلني شبه متأكد أنه سيضمك لفرقة الرقص خاصته ويجعلك ترقص على أنغام موسيقى قيثاره وأنت تضحك وعن قناعة تامة، فالأستاذ هو الوحيد من ضمننا القادر على التأقلم وفي أسوء الظروف ،وأنت تعرف مثلما أنا أعرف أنه لا ينافق ولا يداهن أحدا. فهمتُ من كلام الأخير أنه كان يدافع عن هذا الذي يصفونه بالأستاذ وشوقوني فعلا لرؤيته، وليس من عادتي أن أعجب بوصف لم أره، ولكن الأستاذ لم يحضر وأنا عليَّ العودة للقرية غـدا صباحا. ومن طراطيش الكلام التي سمعتها أن مدير دار الثقافة الذي بالمناسبة كانت لي معه معركة عمرها عشر سنوات بعد تخرجي مباشرة وكان وقتها مجرد موظف بدار الثقافة، ومن ذلك الوقت أعمل على تصيد أخباره والمشاركة في كل المعارك التي تُخاض ضده أن هذا المدير أمر موظفيه الجدد المستشارين والمنشطيين الثقافيين أن يتسلموا زمام الأمور،وقال للمستشار المتخصص بالمسرح أن عليه ينطلق من الصفر ليبني مسرحا جديدا،وكأن ما قامت به المجموعة المجاهدة والمثابرة ومن ضمنها ابنته لا أساس له،أو كأنه مجرد لعب أطفال ،وآن لنا أن نعمل عملا أكاديميا. وهذه الكلمة التي يتشدق بها هذه المدير ما هي إلا الغطاء الذي يريد أن يبرر به احتقاره لكل أبناء تمنغست والوزارة والوزيرة يغضون الطرف عن كل هناته وما أكثرها ،والسر يكمن في تلك الخرجات التي يضمنها لهم كلما جاء وفد من العاصمة والذي يُستقبل أحسن استقبال ويسكن في فندق طاهات ،بينما الوفد التمنغاستي يرمى به في بيت الشباب حسيبة في شاليات وكأنهم أكداس من الغنم زيادة على أنهم جاؤوا برا بينما وفد العاصمة يأتي جوا،وهذا مجرد سؤال... لماذا؟ وكل هذه الأمور لا تخفى على أحد ولا أحار إلاّ في قدرة أبناء الولاية على الصبر على أمثال هذا المدير وأشباهه ،ونقلت هذا السؤال إلى موظف بسيط في دار الثقافة فقال لي: (غدوا إرُوحْ وِيجِي خُوهْ) ،ونعم صدق غدا يذهب ويأتي أخوه ، فمن مدير فاسد إلى آخر أكثر منه فسادا،ودعوها إنها مأمورة. الثقافة في تمنغست تناهشتها الكلاب وزمرة الانتهازيين كأمثال رئيس جمعية مشهور اعتاد على استغلال الناس والتلاعب بهم وعليهم لينال هو الاعتراف والمكاسب وليذهب الآخرين للجحيم ،هذا السيد الشهير يقود معركة حامية الوطيس ضد مدير دار الثقافة للولاية ،وليس من عادته أن يفعل وليس من المشغولين بأمور الولاية ،وإنما هو في هذه جريح لأنه حرم من الكعكة هذه المرة،لذلك يقيم الدنيا ويقعدها ولو قدم له من الدسم نصيب لغض الطرف، وأنا بذلك زعيم لذلك لن أتعب نفسي بمشاركته تهجمه على ذلك المدير،رغم أنّ ذلك هو شغلي الشاغـل وسأحمل نفسي وهمومي معي إلى بستاني وأعمل على انتاج شيء حلو
#اتنكاويس_أق_مايسان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|