أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالاله سطي - محنة الرأسمالية ونكبة الاشتراكية: ما العمل؟














المزيد.....

محنة الرأسمالية ونكبة الاشتراكية: ما العمل؟


عبدالاله سطي

الحوار المتمدن-العدد: 2487 - 2008 / 12 / 6 - 06:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



منذ انهيار جدار برلين استفردت المنظومة الرأسمالية بمعظم الأنظمة الاقتصادية والسياسية العالمية، وسلم الجميع بجدوى هذا النظام وعدم جدوى المنهجية الاشتراكية الاقتصادية. فركنت معظم الدراسات إلى التمجيد بمناهج الرأسمالية وتخصيص مراكز خاصة بتطوير هذا المنهج وتدريسه مع تحجيم دور الفكر الاشتراكي ومناهجه، فبات أي حديث عن الاشتراكية من قبيل الترف الفكري والكلام التقليدي الذي لا يغني ولا يسمن. هكذا غدت الاشتراكية تذوق أذيال هزيمة البيروقراطية السوفياتية ومرارة البيرستويكا الكورباتشوفية، وبالتالي حالة النكبة التي ألمت بها بعد انقلاب يلسن على كورباتشوف وتفكيك الاتحاد السوفيتي مع مطلع التسعينيات من القرن الماضي، ثم انهيار جدار بيرلين، وإعلان توحيد الألمانيتين، وبالتالي إحداث القطيعة مع التجربة الاشتراكية وإحلال المنظومة الرأسمالية كبديل لها. ها ما يوصف بالنكبة الاشتراكية سوف يكون له تداعيات عالمية كبيرة، أولها تشين بداية التراجع عن التجربة الاشتراكية في معظم معاقلها (الصين، دول أمريكا اللاتينية، وبعض الدول العربية التي كانت تحمل ذات الشعار...). ثاني هذه التداعيات هو أفول عهد الثنائية القطبية واستفراد أمريكا بقيادة العالم والتحكم في دواليبه، حيث لم ينفك أن تتفكك التحاد السوفياتي حتى دعمت الولايات المتحدة الأمريكية قواتها في شتى أنحاء العالم وإشعاله فتيل النعرات في العديد من المناطق الحيوية حتى تضمن تبعيتها ورضوخها. من جاء مشروع العولمة الذي دشنت خطاباته مع الرئيس جورج بوش الأب، وكرست مع الرئيس بيل كلينتون. وبدأت ملامح عالم جديد تتشكل في الأفق تقوده منظومة رأسمالية برموز أمريكا ـ الحرية، السلم العالمي، والعولمة ـ ستتضح أكثر بعد هجومات 11 سبتمبر 2001، وإعلان الحرب على الإرهاب، بشعار إما معنا أو ضدنا، وبالتالي إما تنغمس في المشروع الأمريكي برمته، وإما أنت داعم للإرهاب ومهدد للسلم العالمي وبالتالي يستوجب مهاجمتك ومحاربتك.
أما بعد التحولات التي شهدها الاقتصاد العالمي بانهيار مؤشرات كبريات المصارف في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا معقل الرأسمالية، بات السؤال يفرض نفسه على مستقبل هذه المنظومة وتداعياتها على التوازنات الدولية والسلم العالمي ذاته. فكل المؤشرات الآن توحي بأن الأزمة ليست أزمة مارة أو عابرة، فهي أزمة تفرض نفسها بقوة وبإلحاح على هذا النهج الرأسمالي. ومن يخاطب الناس بكلام من ذوي ما أشبه اليوم بالبارحة قاصدا أزمة 1929، فهو مخطئ تمام الخطأ لأن البيئة العالمية والفاعلين الاقتصاديين وكذا المؤشرات التي تتحكم في اللعبة الاقتصادية كلها تغيرت. وبالتالي لا مندوحة في تغيير التفكير في طريقة الحل بما تتلاءم مع المعطيات الحديثة. وهذا ما يستوعبه الخبراء العالميين جيدا، والذين يدركون أن سير العملية الاقتصادية بذات الوتيرة وبذات الآليات يعني الاستمرار في الأزمة وتبعاتها.
هنا يطرح سؤال ما العمل؟ أمام نكبة لتجربة اشتراكية ومحنة بطعم الانهيار للمنظومة الرأسمالية؟
التفكير في عمق السؤال يؤدي حتما إلى ضرورة التحرر من القيود الفكرية التي تفرضها كل منظومة فكرية على ذاتها سواء كانت اشتراكية أو رأسمالية، بحيث يصبح المجهود الفكري لا ينظر إلى كل طرف من زاوية التشفي وثنائية الانتصار والهزيمة، فالوضع بات واضح وفاضح، كلتا المنظومتين أبانتا على تفوقهما في بعض الأوقات وأبانتا على ضعفهما في أوقات أخرى. إذا فالعمل يجب أن ينظر إليه بشمولية من خلال تركيب كل المعايير الناجعة في كل منظومة على الثانية، حتى يمكن الخروج بمشروع تركيبي يحمي العالم من كوارث قد لا تحمد عقباها. بمعنى آخر المنظومة الرأسمالية اليوم أصبحت في أمس الحاجة إلى تطعيم وتلقيم ذاتها من المنظومة الاشتراكية باستعمال مفاهيم البيولوجيا، من أجل تفادي الانهيار والخروج من محنتها التي باتت أمر واقع ومفروض على الجميع.
فهل هذا ممكن؟؟؟
هذا ممكن لكن الأمر يحتاج إلى تمحيص ومزيد من الجهد الفكري؟؟؟

عبد الاله سطي/ طالب باحث في العلوم السياسية





#عبدالاله_سطي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أمريكا يتغير كل شيء من أجل أن لا يتغير أي شيء
- الاتحاد الاشتراكي المغربي: عن أية اشتراكية تتحدثون؟
- استئناف القول حول -حركة لكل الديمقراطيين-
- حركة لكل الديمقراطيين: في ميزان المسائلة العلمية؟
- إشكالية التحليل السياسي العلمي
- أي دور؟ لأي مثقف؟
- اليسار المغربي : واقع و آفاق ؟
- نهاية التاريخ العربي
- سؤال التغيير السياسي في المغرب
- إلى أين يسير المغرب؟
- المغرب وحالة استعطاف الديمقراطية3
- المغرب وحالة استعطاف الديمقراطية2
- المغرب وحالة استعطاف الديمقراطية
- ريش الطير لا يطير...
- خمس أطروحات حول انتخابات 7 شتنبر 2007
- الدستور المغربي لا يمنح للملك السلطة المطلقة في تعيين الوزير ...
- عن أي انتخابات تتحدثون..
- الانتخابات مشات وجات والحالة هي هي
- لننتخب الدستور
- العلاقة بين السلط في النظام السياسي المغربي 2/2


المزيد.....




- مدرسة تأوي نازحين تتحول إلى ركام بسبب غارة إسرائيلية على جبا ...
- اتفاق السلام في أوكرانيا.. ما سر غموض تصريحات ترامب؟
- الولايات المتحدة.. إصابة شرطيين في تبادل لإطلاق نار (فيديو) ...
- الجيش الأمريكي يشن سلسلة من الغارات على مواقع مختلفة في اليم ...
- السعودية تحذر من الحج بلا تصريح وتحدد طريقة الحصول عليه
- موقع عبري يتحدث عن أسوأ كابوس لإسرائيل قد يتحقق على يد بن سل ...
- الخارجية الروسية تعلق على تصريحات ألمانيا بشأن نقل صواريخ -ت ...
- كارثة.. ارتفاع حصيلة ضحايا حادث تحطم قارب في الكونغو والمفقو ...
- بودابست: انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي سيفتح الطريق أمام ...
- محللون: ضربات واشنطن باليمن حرب بلا إستراتيجية والعمل البري ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالاله سطي - محنة الرأسمالية ونكبة الاشتراكية: ما العمل؟