أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميرة الوردي - متى نعتزُ بالجمال !














المزيد.....


متى نعتزُ بالجمال !


سميرة الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 2486 - 2008 / 12 / 5 - 09:40
المحور: الادب والفن
    


أحقا مرت هذه العقود من السنين منذ أن عُرضت مسرحية النخلة والجيران ما قبل يومها الأخير وما اصطلح عليه الفنانون ( جنرال بروفه ) ، إذاً هي الساعات الأخيرة ويرفع الستار، ليحكم الجمهور بعد الأيام الطوال من التعب والتدريب وحجز المسرح وتهيأته لتلك المسرحية التي أحدثت ضجة وحركة مسرحية غير مألوفة ، في تلك الأمسية تحقق حلمي الذي رافقني ومازال منذ كنت صبية صغيرة أن أعتلي المسرح وأمثل فيه ، في ذلك المساء البعيد جدا ، حضرت لأول مرة الى فرقة المسرح الفني الحديث وفي ذلك المساء عرض علي الفنان قاسم محمد وبابتسامة ودية ومعتذرة أن أساهم في دور صغير جدا في أحد مشاهد النخلة والجيران لا يحتاج الى حفظ أو بروفات وهو دور تسواهن مع الفنانات زينب وناهدة الرماح وزكية خليفة وأنوار عبد الوهاب ، وآزادوهي صموئيل ، وكانت تلك المرة الثانية التي أصعد فيها المسرح وأواجه الجمهور إذ كانت تجربتي الأولى على مسرح كلية البنات في مهرجانها السنوي لتوديع خريجاتها . وبالرغم من صغر التجربة بالنسبة لي آنذاك الا أنها كانت الخطوة الأولى التي تبعتها خطوات أكبر وأعمق ، لم يكن اخراج المسرحية وطريقة عرضها مألوفا .. فقد كان لعودة الفنان قاسم من الخارج وحمله لهم الوطن وسعية للتغيير والتأثيرمن خلال المسرح ولإيمانه بقوة المسرح في إحداث التغييرات الإجتماعية والثقافية وتوظيفه للتراث في العروض المسرحية أثره في خلق حركة مسرحية نشطة ومؤثرة حينذاك . أيام امتلأت بالنشاط والحيوية وبأحلام كبار في بناء مسرح عراقي متميز يرتقي لأرفع المستويات الفنية في العالم .
هذه هي البداية ، وللرائي والسامع أن يقدر لو سارت الحياة في وطننا كما هي في كل بلاد الأرض التي تنعم بالديمقراطية والسلام ، فالى أين كان سيصل الفن وبالخصوص الفن المسرحي . تتصاعد الأحزان والألام وأنا أسمع بمرض هذا الفنان الإنسان ، فتعتصرني الهموم أ كُتب على العراقيين المعاناة حتى وهم في هذه الغربة الإجبارية بعيدا عن الأهل والأحبة والأرض التي أنجبتهم .
فرقة المسرح الفني الحديث في الليلة الأخيرة عائلة واحدة فنبضات قلوبهم تهفو يملؤها الأمل والرهبة من لحظة الإفتتاح ، الغيت حياتهم الخاصة ووجبات الأكل لتقتصر على تواجدهم في المسرح وفتات الخبز المتبقي من وجبات السندويج السريعة فالليلة الأخيرة غالبا ما تكون من أصعب ليالي الإستعداد ، ها هي الأيام مرت ولم يتبق منها سوى هذا العطر الغريب لتلك الأيام التي يخرج الجمهور مندهشا مذهولا من جمالية العرض والديكور ولذلك التراث الذي استمده المخرج من رواية غالب طعمة فرمان ( النخلة والجيران ) ووظف لها من الأغاني والموسيقى العراقية التراثية .
كان عرض مسرحية النخلة والجيران نقلة نوعية في المسرح العراقي خرجت به من نمطية الإخراج والتمثيل والديكور الى عوالم مسرحية أكثر تحررا وتطوراواوسع فكرا .
لم ينقطع الجمهور بل ظل الطلب على استمرار العرض وتوافد الجمهور على شباك التذاكر مستمر ، ولكن عدم توفر القاعة وانتهاء مدة العقد حتمت على الفرقة انهاء عرضها المسرحي . لم ينته المخرج من النخلة والجيران حتى أخرج مسرحية طير السعد والصبي الخشبي لفرقة المسرح القومي للتمثيل والتي استوحاها من قصة الصبي الخشبي وبذلك وضع اللبنة الأولى لإنشاء مسرح الطفل .
كانت فترة الستينيات والسبعينيات قمة نشاط المسرح العراقي الوطني فقدمت فرقة المسرح الفني الحديث ( الخرابة ، والشريعة ، ونفوس ، وأنا ضمير المتكلم الذي التحم بالفعل الماضي الناقص ، وشلون وليش وإلمن ، والرجل الذي صار كلبا ، وولاية وبعير ، وبغداد الأزل بين الجد والهزل ، وشفاه حزينة ، وزفير الصحراء ، وبيت برنارده البا ) وكثير غيرها لا تحضرني أسماؤها لإغتيال الزمن ومرارته ودحره لهذه الذكريات .
للفنان قاسم محمد دور رائد ومؤثر في كثير من الفرق ، ولكن انصب جل اهتمامه على فرقتة الأم فرقة المسرح الفني الحديث ، فرفدها بالكثير من نصوصه المستوحاة من التاريخ والتراث وساهم في الكثير من أعمال الفرقة وعروضها اخراجا وتمثيلا ، وبمساندة المخرج الفنان سامي عبد الحميد ، وبمد يد العون ومساعدة المخرجين الآخرين من الشباب الطموح باعطاء الملاحظات المهمة للإرتقاء بعروض الفرقة المسرحية والتلفزيونية.
للفن وللفن المسرحي عطر الحياة ووجود الشمس وشذى الوجد . مضت الأيام ولم تمض تلك الومضات الجليلة من مخيلة الكثير من فنانينا وجمهورنا ، اليوم وبالرغم من اغترابنا داخل غربتنا ، نسمع بمرض الفنان قاسم محمد بعيدا عن مسرحه ووطنه ، بعيدا عن زملاء الكفاح من أجل ارساء مسرح عراقي ملتزم يضاهي مسارح العالم الملتزمة بقضايا الوطن والمواطن .
متى تهتم وزارة الثقافة بمثقفيها وأدبائها وفنانيها ، كي تحرص على تلك البذرة الواعدة بالنمو والإزدهار بعد عقود التغييب ، ومتى تُعطى الأهمية لما قدمه روادنا من أعمال فنية أصبحت تراثا يُعتز به ، في وسائل الإعلام العراقية المسموعة والمرئية .



#سميرة_الوردي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الموت ؟
- بذور الحنظل
- سميرة الوردي تهنئ وتقول الأسود في البيت الأبيض
- أنا وولدي والوطن بين ... سيغموند فرويد ... وعلي الوردي
- الفن والحرية ... شعب في الإغتراب و شعب تحت التراب
- جواب
- القرضاوي وميكي ماوس
- ليلى والذئب وحكايات أُخرى
- جدلية الموت والحياة وغبارالحق الإلهي
- أحاديث منتصف النهار
- لماذا البكاء
- عينان خضراوان
- بين أوباما وماكين
- مسرح اليوم أو مسرح الستين كرسيا
- ! لماذا التشظي ؟
- التربية والتعليم والعقل
- أنموت بصمت !
- العراقيون يتوسلون
- الألغام والحياة
- أي مخترَع أو مكتشَف أفاد البشرية وغَيَّرَها ؟ !


المزيد.....




- وصف مصر: كنز نابليون العلمي الذي كشف أسرار الفراعنة
- سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون ...
- العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه ...
- إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025 ...
- بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميرة الوردي - متى نعتزُ بالجمال !