سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي
(Silvan Saydo)
الحوار المتمدن-العدد: 2484 - 2008 / 12 / 3 - 03:25
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
مترجمة عن صحيفة الإندبندنت البريطانية:
انجزت أمس في بغداد اتفاقية تاريخية، لقد صادقة الحكومة العراقية على الاتفاق مع واشنطن، والذي يقضي بانسحاب القوات الأمريكية من شوارع المدن العراقية بحلول منتصف العام المبل، ومن البلاد برمتها مع نهاية العام 2011.
كان المطلب الأساسي للإدارة هو إبقاء القوات لما بعد 2011، وذلك لآغراض التدريب (تدريب قوات العراق) ومن أجل انسحاب تدريجي تماشياً مع تحسن الوضع الأمني. مارست الحكومة العراقية من جانبها عملية شد وجذب.. إلى أن نالت مآربها. والاتفاق لا يزال بحاجة إلى موافقة البرلمان العراقي، لكن إذا مام مرّر، سعتبر ذلك خطوة أولية نحو وضع حدٍ لنهاية الاحتلال الأمريكي للعراق.
على الملئ، ينظر إلى الاتفاق على أنه خبر جيد بالنسبة لرئيس المنتخب "باراك أوباما" الذي سبق له وأن دعا إبان حملته الانتخابية، بسحب 150 ألف جندي أمريكي من العراق، في غضون 16 شهراً. ويبدو أنّ سياسته هذه قد تمت حتى قبل استلامه سدة الحكم.
لكن على السيد "أوباما" أن يكون حذراً، فالوضع في العراق على مدار السنوات الثلاثة المقبلة لا ينبئ بالاستقرار المنشود. فقرار إدماج العشائر السنية في المعركة ضد تنظيم القاعدة في العراق كان حاسماً في التوصل إلى المكاسب الامنية التي تحققت في العام المنصرم. لكن ثمة تقدمأ محدوداً في زج العشائر السنية في صفوف الجيش العراقي، بسبب معارضة الجكومة التي تقودها الشيعة. نتيجة لذلك، فإنّ إمكانية تجدد اندلاع الاقتتال بين الجماعات السنية والشيعية ما زال في حكم الوارد.
إن الاعتقاد الشائد بأنّ زيادة القوات إلى ما يقارب (30) الف جندي أمريكي في العراق بأنها حلت مشكلة دوامة العنف في العراق، كانت ذلك من قبيل التضليل، فما حدث كان تجميداً للعنف. فالصراع يمكن أن يتفاقم بسهولة مرة أخرى، في ظل حرارة الانسحاب الأمريكي من العراق.
على العموم، فتوقيع التافاقية أمر ايجابي بالنسبة للعراق، والحقيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بالانسحاب، بصرف النظر عن ما سبئول إليه الوضع السياسي في البلاد، من العنف الطائفي. ومع ذلك فالغالبية العظمى من العراقيين يرغبون انسحاب القوات الأمريكية. لكن على الرئيس "أوباما" أن يقوم بدور حاذق للغاية ودقيق من أجل ضمان عودة قوات بلاده من العراق نظيفاً، كما يريد هو والعالم أن يكون.
#سيلفان_سايدو (هاشتاغ)
Silvan_Saydo#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟