جودت شاكر محمود
()
الحوار المتمدن-العدد: 2482 - 2008 / 12 / 1 - 06:42
المحور:
الادب والفن
نافرانِ ... جامحانِ
كغزالينِ شاردينِ
يبحثان عن مرعى
عن يدين..
عن شفتين..
لصياد ... ظمأى
مثيرانِ... مغريانِ
كرمانتينِ ناضجتينِ
تدلتا من غصنينِ
ومن العسلِ أشهى
تعلوهما ماستينِ
كأنهما تاجينِ
على رأسِ ملكتينِ
من الذهبِ أنقى وأصفى
كأنهما منحوتتينِ
من العاجِ..
ومن الصبحِ..
انصعُ وأبهى
قضيتُ ساعاتي..
أيامي..
سنين عمري
وأنا أرقبهما
أرسم صورٌ لهما
ها هما قد شقا الصدر
كبرعمين شقا
هاهما كاعبين... بارزين
هاهما أصبحا... ليمونتين
يشتهيان....
العصر والمصا
هاهما رمانتين
ناضجتين
شهيتين
خلقهما الربُ للضم واللثما
أرقبهما
ألصقُ عيني بهما
محدقاً مستغرباً...
من طريقة تكورهما
تأرجحهما
بين صعودا ونزول...
في حركة عُجلا
محدقاً خلف ستائر
الشيفون والحرير
منتظراً فرصة، غفلة..
مخترقا كل الحواجز والحجب
لأرى المرمر والنحرا
أرقبهما
وهما يكبران وينضجان
أرى برعميهما
وهما يتحديان
رجولتي.. كرامتي
خجلي.. جرأتي
حين أستعين بهما
كي لا أفقدُ الصبرا
أستنشقُ عطرهُما من بعدِ
أميال... وأميال
امسكهما ....
باحث عن شامة، عن خال
عن نظرة لسارق
عن همسة لعاشق
عن لمسة لفاسق
أو أثراً من قبلةٍ، لنسمة
مرت بهم خجلا
ما أجملُ أن أغفو... ولو للحظة بينهما
وألمسُ برعميهما
أقبلُهما... كطفل... رضيع
يرفض الفِطام
يرفض الصوم... والمنام
وعن صدر أمهِ... يرفض البُعدا
كأنهما قبتين لنبيينِ، لإمامين
لشهيدين عاشقين
صاغهما فنانٌ... فأبدع خلقا
قبتان يبحثان
عن منارة
لتصدحُ بتراتيل..
للصلاةِ
أناشيد للحياةِ
أدعية لزيارةٍ
تُنحر فيها القرابينِ...
وتقدمُ النُذُرا
قبتان تبحثان
عن هلالين..عن نجمتين.. عن كفين
عن لمسة من يدين
عن لثمة من شفتين
ترشفُ الخمر..
لتنتشي سكرا
قبتان
ترنح الفرسان
وستسلم الشجعان
فوق قمتهما...
وعلى سفحِهما...
وبين واديهما
وكتب العشاق فيهما...
نثرا وشعرا
فدعيني يامليكتي
أشاطركُ العشق
أوبادلكُ الشوق
وأنامُ بين قُبتيكِ
عمرا ودهرا
مليكتي....حبيبتي
حققي لي أمنيتي
ودعيني
أدفنُ بين قبتيكِ...
نهديكِ
وحيدا...ً
أن كنتُ ميتا ...
أو كنتُ حيا
#جودت_شاكر_محمود (هاشتاغ)
#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟