أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رداد السلامي - حصافة سياسية مكشوفة














المزيد.....

حصافة سياسية مكشوفة


رداد السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 2482 - 2008 / 12 / 1 - 03:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين يتحدث الرئيس صالح أمام وسائل الإعلام الخارجية يتحدث بحصافة تبديه بشكل مقبول وبريء مما يحدث في اليمن ، وكأن حالة الانسداد السياسي الذي صنعه نظامه كانت بسبب المعارضة اليمنية التي طالما أرهقها بحواراته التي انقلب على اتفاقياتها بتاريخ 18 أغسطس .

يجيد الرئيس صالح فن التلوين للذات وتغيير الحقائق وقلبها لتصب في صالحه وتمرير ما يريده دون الرجوع إلى القوى السياسية بل يتجاوزها بعفوية فيها الكثير من الاستهتار والتحدي السافر ، دون إدراك لخطورة ما يمارسه وارتدادات سياساته المختلة على اليمن ووحدتها ككل .

فكثيرا ما صعر صالح خده لنداءات الإنقاذ الوطني ومبادرات الإصلاح السياسي ، وكثيرا ما راح يمارس مزاجه بعفوية تطغى على سلوكه السياسي ، لتكون محصلة تلك المزاجية قرارات عشوائية ووعود مستحيلة كان آخرها الوعد بجعل الكهرباء في اليمن تعمل بالطاقة النووية ، وكذلك أضحت الوحدة اليمنية في مأزق كبير يتنامى يوما بعد يوم وربما يصل استحالة احتواؤه .

وعكس أهداف الثورة اليمنية التي ناضل اليمنيون من أجلها وقدموا الكثير من التضحيات، يتجلى النقيض فالفوارق بين الشعب وطبقاته تزداد، والاستعمار والإمامة خلفهما الاستبداد والاستفراد ، والجهل في تنام مستمر والتخلف يحتل مساحة واسعة في اليمن ، والجيش تم استخدامه لقمع الشعب وإخراسه إذا ما نادى بإصلاح أوضاعه وتغييرها نحو الأفضل ، والفقر والمرض والجوع من أبراز سمات الوضع وفي ملامح اليمنيين يمكن لأي ناظر أن يرى مدى البؤس المنتشر الذي يلهو على وجوههم .



الدولة لم تتحقق بعد والمؤسسات شكلية يلهو فيها فساد مخيف ، وقارض لأمل أن تصبح في اليمن دولة حقيقية ، لا يديرها مزاج أو هوى ولا قبيلة أو عشيرة ، وكثيرا ما أكد صالح أنه يعرف الفاسدين وكثيرا ما اعترف بوجود الفساد لكنه لم يصنع شيئا يعمل على إيقاف تناميه بقدر ما مارس النقيض تماما فالمؤسسات أفرغها نظامه من الكفاءات وكل من يشعر أنه نظيف أو لم يتلوث بعد تبادر عصبة المصالح التي تدور حول صالح سواء كانوا وزراء أو أقارب أو مستشارون أو غيرهم بدس الشائعات ضد هذه الكفاءات ليقوم الرجل ببترها دون تروٍ وتأكد من حقيقة ما تدسه هذه العصبة، التي جعلت نظام صالح هو الأسوأ على الإطلاق مقارنة بالأنظمة العربية .



لا يعترف صالح بعجز نظامه وفشله برغم كل ما يدل على ذلك وبرغم التقارير الدولية التي تحذر من خطورة استمراره في قيادة البلاد بهذه الطريقة التي مازالت هي السائدة في إدارته لها ، كان آخر هذه التقارير هو تقرير المعهد الملكي للشؤون الدولية بلندن الذي قال أن الوضع في اليمن كل شهر يزداد قتامه .

الرجل لا يكترث لوضع اليمن الذي بات خطيرا، فيما يركز جهوده ويوظف كل مقومات البلاد من أجل إعادة إنتاجه بينما تمضي اليمن بخطى سريعة نحو انهيار وفوضى خطيرين وهو ما لا يتمناه اليمنيون لكنه فرض عنوة وما صالح إلا قدر غير جيد لهم .



بالإضافة إلى أن هناك إشكالية تتقمص صانع القرار اليمني الذي يبدو أنه يتحرك بعشوائية متقنة ولا يوجد ما يحدد توجهاته وقراراته ولذلك فمن الصعب حد تعبير أحد- المحليين السياسيين-تتبعه والحكم الحاسم إلى أين يتجه..فقراراته شخصية وليست مؤسسية وخاضعة للمزاج وردود الفعل معبرة عن حالته النفسية أو قد يتأثر بشخصيات حوله لا تتقن فن المشورة الصائبة تدفعه باتجاه سلوك سياسي غير سليم واتخاذ قرارات جعلته يتخطى بعفوية خطيرة القوى السياسية المعارضة ..فالنظام الذي يتربع عرشه مفرغا من صيغة مؤسسية يحاورها وتحاوره في اتخاذ القرارات المصيرية والهامة والقوى السياسية المعارضة هي أحد الأطراف الهامة التي يجب أن يشترك معها في مثل تلك القرارات، واستبعادها أو تخطيها والاستغناء عنها مؤشر خطير يهدد وجوده أولا، ومصير البلاد ثانيا لأن القرارات الهامة والكبرى لاتهم حزب أو نظام بعينه بقدر ما تهم شعبا برمته .

---------------------
*كاتب وصحفي من اليمن




#رداد_السلامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دكتور ياسين سعيد نعمان : ممكن نختلف معك..؟؟
- إيدز اليمن السياسي..!!
- اليمن : مستقبل الوحدة..!!
- الكاتب ودور الكلمة في التغيير
- السفارة السعودية والسيادة اليمنية ..!!
- اليمن سيناريوهات التوريث..!!
- كيف ينتقم الارياني من الرئيس صالح..؟؟
- أوباما: سياسة غامضة لكنها خطيرة..؟
- الرئيس صالح وحسين الأحمر وعلاقة شائكة
- الرئيس صالح والتعديلات الدستورية والتوريث
- اليمن: كيف ينهار نظام الرئيس صالح..؟
- الرئيس صالح والقوى التقليدية ..من أعاق التحولات.؟
- أمريكا تنتحر ذاتيا
- عاشقة الدم تحتضر..؟!
- اليمن: صحافة النفوذ ومنظمات الفيد.؟!
- اليمن: النقد كضرورة للتطوير وتأسيس الشراكة الوطنية
- اليمن وجنوبه وبداية الاهتمام الخارجي
- ميلاد فجر جديد
- حزب الاصلاح الاسلامي اليمني وصيغ المستقبل..رؤية نقدية
- عن مستقبل اليمن


المزيد.....




- الأردن: اتهامات جنائية لـ-خلية تصنيع الصواريخ-.. و-الجبهة-: ...
- الإمارات تدعو لـ-صمت المدافع- بذكرى حرب السودان.. وتتهم طرفي ...
- محاولة تهريب 5000 نملة من كينيا إلى أسواق أوروبا وآسيا
- حسابات ضحايا مجازر الساحل بأيدي قاتليهم وميتا غير عابئة
- بعد 3 سنوات من الترميم.. رومانيا تُعيد إحياء قلعة بويناري وت ...
- بايدن في أول ظهور علني: إدارة ترامب سببت أضرارا فادحة في أق ...
- بين أوكرانيا وإيران.. تفاؤل ترامب الحذر
- -دمي في رقبتك يا نتنياهو-.. -سرايا القدس- تبث رسالة من الأسي ...
- ترامب يمدد الحظر المفروض على دخول السفن المرتبطة بروسيا المو ...
- الدبيبة يعلن تخلي حكومته عن نظام المبادلة لاستيراد المحروقات ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رداد السلامي - حصافة سياسية مكشوفة