أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوهر يوحنان عوديش - اهذا جزاء الشعب العراقي ؟














المزيد.....

اهذا جزاء الشعب العراقي ؟


كوهر يوحنان عوديش

الحوار المتمدن-العدد: 2482 - 2008 / 12 / 1 - 03:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في رائعة من روائع المرحوم نزار قباني يصف لنا الشاعر الكبير في قصيدة جميلة وبكلمات بسيطة قصة عشق غريبة ومثيرة وهي حب شاب لفتاة عمياء، فتسأله كيف يحبها وهي ضريرة وفي الدنيا بنات حلوات ومثيرات وجميلات بلا امراض وعيوب هل هو مجنون او يشفق عليها؟ فيجيبها بأنه لا هذا ولا ذاك بل عاشق ولا يتمنى من الدنيا شيئاً الا ان تصبح زوجته، فاجابته بأنها ستحقق امنيته وتتزوجه ان هو اعاد اليها بصرها، وفي يوما من الايام جاء اليها مسرعاً ليخبرها بان شفاءها قريب وسترى خلق الله وجماله، وبعد ايام فتحت عينيها وكان هو واقفاً بجانبها يمسك يدها وعندما رأته دوت صرختها وشرعت تبكي حظها المشئوم لانه كان اعمى، فقال لها لا تحزني لانك ستكونين دليلي وعيوني في الحياة فمتى نتزوج؟ فأجابته بانها لن تتزوج ضريراً بعد ما اصبحت بصيرة !!! فبكى الشاب بحرقة والم وقال لها:- نعم من انا لتتزوجيني ولكن قبل ان تتركيني ( اريد منك ان تعديني .... ان تعتني جيداً بعيوني).
القصيدة ليست بهذه الصعوبة لشرحها فالتضحية ظاهرة وبالمقابل نكث الوعد واضح كالشمس، حال الشعب العراقي لا يختلف كثيراً عن حال هذا الشاب المضحي المخدوع، فالشعب قدم للكثير من الاحزاب الحاكمة والمتربعة على عرش العراق الجديد ! عيونه وقلبه وفكره وماله وفي احيانا كثيرة حياة عائلته ولم يبالي لانه كان ينتظر يوم التغيير والزواج من الحرية والديمقراطية التي وعدوهم بها عندما كانوا بعيدين عن الكرسي وكان الجلوس عليه حلماً وامراً مستحيلاً، لكن عندما تحققت الامنية وذاقوا طعم الكرسي الدوار نسوا وعودهم وكل ما قدمه الشعب من التضحيات ونكثوا بوعودهم وقالوا للشعب بكل جرأة وصراحة كما فعلت الفتاة مع الشاب بانهم لن يتزوجوا المرضى والعميان.
هكذا اخذ الرؤساء الجدد عيوننا واستولوا على بصرنا وعندما تمكنوا القوا بنا في كهف مظلم لا حياة فيه، فأي مستقبل ينتظر العراق عندما يفرغ من مكوناته الاصلية وتفجر اماكن عبادتهم ويقتل رجال دينهم علانية!، وعندما يقتل أبناء طوائفه المختلفة على الهوية والاسامي، وعندما يقتل مثقفيه ومفكريه في وضح النهار دون تحقيق او محاسبة، وعندما تقسم مدنه طائفياً وقومياً ويفصل بين ساكنيها جدران اسمنتية كالتي تفصل بين الدول، وعندما يلاحق ويهدد علمائه وأطبائه ومهندسيه بعلم السلطات من قبل عصابات وميليشيات متخلفة، وعندما تنهب الاموال العامة بالمليارات يومياً دون استفسار او محاسبة! وعندما يعين امام جامع وزيراً او سفيراً وبالمقابل يتسكع مثقفيه وخريجي كلياته في الشوارع ويفرشون البسطات!، وعندما تناقش الامور والقضايا المهمة في اروقة البرلمان حسب الاقلية والاكثرية!.....
ختاماً نقول للذين يقودون دفة الحكم في العراق الجديد! بانهم من لحمنا ودمنا وقبل ان يدفنونا ( ان تعدونا بانكم ستعتنون جيداً! بالعراق).




#كوهر_يوحنان_عوديش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نضالكم مشكور وزيادة
- دموع اوبرا ومآسي اطفال العراق
- انتخاباتنا وانتخاباتهم
- ماذا لو كنت لصاً كبيراً !
- عدا التوقيع ما هو الخيار ؟
- مسيحيو العراق مآسي ... استنكار ... لجنة ... ومستقبل مجهول
- ومتى يتم تعويض الشعب العراقي ؟
- ما هكذا تبنى االاوطان !
- اتفاق امني ام تكبيل ابدي ؟
- اهكذا تكافئون صانعي حضارة العراق ؟
- هذه السياسة تفرغ الوطن !
- اغتيال الحرية فقرة من دستور العراق الجديد
- مجزرة سميل واحلام الفقراء
- هل هناك مستقبل للمسيحيين في العراق ؟
- لتكن مجالس المحافظات الخطوة الاولى لتوحيد خطابنا القومي
- الوطن المباع ليس بحاجة الى المزيد من الاتفاقيات!
- مصائب قوم عند قوم فوائد
- ثمن الوطن
- في الذكرى الخامسة للاحتلال ماذا بقى من العراق؟!
- وطن كله سراب


المزيد.....




- الولايات المتحدة: إطلاق نار في حرم جامعة فلوريدا يسفر عن مقت ...
- بوشكوف: ترامب غير معجب بأوروبا ولا يريد تحمل مسؤولية الغرب ب ...
- مقتل طفل بهجمات مسيرة أوكرانية على جمهورية دونيتسك الشعبية
- موقع كويتي ينشر تقريرا -مثيرا- عن سوري اكتسب الجنسية وأمه أص ...
- قائد بريطاني: الضمانات الأمنية التي ستقدمها أوروبا لأوكرانيا ...
- الخطوط الجوية السورية تعلن رسميا عودة رحلاتها إلى الإمارات
- مقتل شخصين وإصابة 5 في حادث إطلاق النار بجامعة فلوريدا والسل ...
- اليمن: الولايات المتحدة تقصف ميناء نفطيا في الحديدة وتجمد أص ...
- حماس تستنكر -الانتقام الوحشي- من سكان غزة وتحذر بشأن الأقصى ...
- الجيش الفرنسي يعلن تدمير مسيرة في البحر الأحمر


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوهر يوحنان عوديش - اهذا جزاء الشعب العراقي ؟