أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبتهال بليبل - الرؤيا الجدلية في لوحة الفنان التشكيلي حسين السلوان














المزيد.....

الرؤيا الجدلية في لوحة الفنان التشكيلي حسين السلوان


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2480 - 2008 / 11 / 29 - 14:04
المحور: الادب والفن
    


(أبصرت أرضاً جديدة ، لان الأرض الأولى مضت والبحر لا يوجد فيما بعد )
يوحنا الرائي
من رائحة الأحجار الرطبة تحت قبة الحروب التي أغرقت المدافن لتستريح جثمان أبناءها ، الذين أبوا أن يدخلوها وفضلوا الرقود على جذوع النخيل المبعثرة فوق سيل الدماء ليخرجوا من حطام الطبيعة المعفرة بالدنس المثقلة بالأوجاع المشبعة حد النخاع بالطغيان ، لتستنزف السماء ما في الأوطان ...
ومن معتقلات الزمان تسجن أجسادنا بأسماء النهاية ، يخرجون من فوهات الأحجار ملفعة جثمانهم بالدماء وأفواههم مضمخة بحكايا العطش ، مكفنة بالسعف العراقي ، وتفوح من ثناياهم رائحة العنبر التي نسجتها حضارة وادي الرافدين ..
ومن بين تلك الأحجار تورق الأرض نحو العطاء ، ويصرخ جرح الأرض بلهفة عارمة نحو السماء ، كفاكِ يا سماء وامنعي هطول مطركِ الأحمر فقد صبغتِ وجهي بعشب زاني ، واتركيني اطرح ما في رحمي ليتشكل من طينة البداية في الوجود ..
لن يستطع المارين في دروب البقاء على تخطيء الأعشاب التي طرحها رحمي يوم اغتصبوني في ليالي سوداء ...
وقفت أمام هذه اللوحة وأنا في طريقي إلى الأحجار التي فوق الأرض . . كانت مصفوفة في الممشى الكبير الذي يقود إليها . .
الأرض . . . التقط الحصيلة , التفت حولي بحذر ثم أهمس بداخلي : شكرا . . . .
ففي هذه المدينة الواسعة المتخمة بالغرباء , يصبح التفاهم مع إنسان ما معجزة غير عادية , وتصبح الاستجابة لرغبة ما في غاية الصعوبة , لحظة حلوة تذكر بالأنس والألفة ولكن بطريقة مريضة شرسة . . .
في البداية يتولد لدى من يرى لوحة الفنان حسين السلوان ، أحساس بان الأرض مذلولة ! لا أدري بالضبط لماذا , لكن إن حشرت نفسك داخلها , ستقذف في أمعاء المدينة المظلمة القذرة , تحس بالكراهية المشلولة لصوت الوجع الرهيب الذي نفث سما اصفر في العيون المتعبة المحيطة بك , والعدائية .
ولذا كن دوما وأنت في طريقك إليها بين الدروب ,محاولا أن تذل اكبر عدد ممكن من الأحجار الصغيرة المرشوشة حول الأعشاب التي أثمرتها ينابيع الحروب والقسوة والعداوة ..
حاول حسين أن ينشأ بين المتلقي وبين تلك الأجواء في لوحته صداقة من نوع مذهل إنها دوما تستجيب لرغبتك . . وأحيانا ترفض بصدق وترمي بوجهك جذع نخلة قطع بدون جذورها، بكبرياء صامت وبلا مبرر يقدمه ! . . لتشكرها , وأحيانا تساورك رغبة موجعة في التحدث إليها . . لترى في ريشتهُ الصغيرة عيونا تغمز بوجع مرير
يهبط إلى الدرجات الأخيرة وينحرف في الممشى الطويل الأخير الذي يقود إلى مدافن جثمانها وأنت ما تزال غارق في أفكار (الوجودية ) هذه , وتأملاتك (الذاتية ) حينما تفهمها , ,
الفنان حسين السلوان يجسد ذلك الجذع الجالس دوما في هذا الممشى معانقا ( لسيمفونية ) تعزف من وقت إلى آخر ألحانا تتدفق فجأة في شرايين الممرات والدهاليز وتفجر في شرايين العابرين الراكضين ذكريات بعيدة كان يظن انه اغتالها تماما . . وتبدأ خطواتك تتقلص وأنت تحاول أن تتذكر أين سمعت هذا اللحن من قبل . . .تتذكر , فاستحليت جثة مجروحة . .
ليؤكد لك حسين انك ستظل تسير نحو النهاية وأن تتذكر صورة ذلك الجذع التي أثار جنون دواخلك و أثار فضولك . . .
اللوحة تتحدث عن ( السلام ) الذي يعيشون في بلادهم . . عن آلاف الأشجار التي زرعوها , وعن الذين يحرمونهم من المياه اللازمة لرعايتها ! !
لا تحاول أن تنطلق في دهليز الحياة المعتمة الضيقة وفوق العشب الراكض فتعود الأحداث لتنتظم أمام عيونكم . . لم يعد هنالك مفر من ذلك . . لم يعد بوسعنا أن نغرف في أفكارنا (الذاتية) أو (الوجودية) , إننا فعلا بحالة حرب مع عدو يمتاز بالتخطيط الواعي العصري . .
ولم يعد الحديث عما يدور هنا , مجرد مناسبة سنوية يستعرض فيها الفنان (عضلات قوميته) , وإنما صار واجبا حقيقيا . .وكما قيل يوماً عن مقولة أعجبتني ( كواجب صفارة الإنذارات قبل الغارات . . وربما لا يشنف الأذان بموال مخدر مطرب , لكنه ينقل الحقيقية بحرارة صهيل الخيول الوحشية التي تصهل قبل الزلازل , وتتنبأ بالعواصف)
أقول , خرج الأمر عن نطاق الكواليس السياسية , وبدأ السم يتسرب إلى الأرض والعشب والشجر ...

وهنا رابط اللوحة التشكيلية

http://1.bp.blogspot.com/_pe8gWdy_rhw/SSQ4gDjKjbI/AAAAAAAABHg/dZmMo1xBrEc/s1600-h/photo+10.JPG
إبتهال بليبل
إعلامية ومحررة



#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا كاتبة لا نجمة إعلان
- العنف وجذوره الجزء الخامس /نساء يجلدهن التخلف تحت غطاء زواج ...
- بعق الإلهة تلاشت
- حوار ..الخاطرة ، الشموخ ، الأمل في لوحات الرسام حسين السلوان ...
- مدينة أهلها عراة وسماؤها تمطر . .
- تحقيق / موظفات بين الرغبة في الدراسة والسعي الى زيادة الراتب ...
- تحقيق / شخبطة طفلكِ على جدران المنزل ...حجر أساسي في بناء شخ ...
- خنفساء (1)
- (قصائد)
- هل من تعليق إيها الكتاب العرب عن حوار أمين عام المجلس الإسلا ...
- الأرملة العراقية في الهاوية ( الجزء الثاني )
- الأرملة العراقية في الهاوية ( الجزء الأول )
- ظاهرة ضرب الزوجات ...مسؤولية الرجل والمجتمع
- رقصات مياه الصرف الصحي على أنشودة المطر
- قراءة في مدونة يوميات إنسان
- العولمة الرأسمالية
- النظر الى الخلف قليلاً
- أمهاتنا.. جداتنا
- هواجس الأم العراقية من وباء الكوليرا
- سلسلة هموم آمراة / آدم وحواء


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبتهال بليبل - الرؤيا الجدلية في لوحة الفنان التشكيلي حسين السلوان