أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم الخندقجي - لعنات ثروة الامم














المزيد.....

لعنات ثروة الامم


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 2479 - 2008 / 11 / 28 - 08:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشهق في الأعلى ناطحات السحاب في (سدوم الجديدة ) لتحجب عن السماء ما يجري فوق الأرض من حروب و مآسٍ ...
هناك ... عند الشواطئ الشرقية للغرب ... رست سفينة (ماي فلور ) المزدحمة بالحجاج الوافدين إلى العالم الجديد ... حيث لذة الاكتشاف و أكثر من أورشليم القدس لاظفاء القداسة على الشجع المتجذر في أعماق العنف البشرية ...
حيث (وول ستريت ) ذلك الوحش الرقمي الضخم الذي يبتلع تطلعات الفقراء و المساكين ... وينهش أحلام الملايين ...
البداية كانت في يوم ( خميس أسود ) من عام 1929 عندما أصابت العالمين الجديد و القديم لعنة اقتصادية تسبب بها سن المراهقة الذي كان يمر به ( وول ستريت ) ... و قتذاك أضيف سبب أخر لبناء ناطحات الإنسانية ألا وهو الانتماء ... كانت الأبراج الشاهقة الملاذ الأخير في 1929 للمستثمرين و الرأسماليين لكي يضعو( نهاية لعبثهم و طعمهم) ...
و لكن ما لبثت تلك الأزمة أن انتهت عندما استغلتها قوى الرجعية و التطرف التي بدأت بإعداد و تأليف النظريات و الإيديولوجيات حسب هواها و رغباتها القاتلة ... و تعززت مسميات مقيتة مثل ( نحن ) و ( هم ) و تجلت بوضوح مؤذ عندما أصرت تلك الأفكار التنويرية الشكل _ الظلامية الجوهر على إدخال العالم في طقوس و احتفالات دموية و مذابح و محارق أدت إلى تخلي السماء و النجوم و الورد و القمر عن الإنسانية .
حينذاك كان ( وول ستريت ) على مشارف التعافي و الشفاء و الانتهاء أيضا من سن المراهقة لكي يدخل في سن الرشد و العقلانية و هذا ما تحقق له ... إذ أنه و لكي يثبت دقة رأسماليته توجه في حملة إنقاذ مقدسة صوب العالم القديم بصحبة الحرية و الديمقراطية وبضع أرقام ... ليصبح السيد الأكبر بعد 1945 و بعد خطة ( ما رشالة ) .
و كبر ( وول ) و كبرت إمبرياليته و لبس ثوب الكوزموبوليتانية الإنسانية و أصبح سيد الأرقام و لا رقم يعلو فوق أرقامه ... و انهارت الاشتراكية التي لم تكن يوما اشتراكية ... و جاء ( فوكي ياما ) بنهاية التاريخ ... و بعده جاء ( هنتجتون ) بصدام الحضارات ... و لكن يبدو أن هنالك ثمة أكثر من نهاية التاريخ لم تبدأ بعد ...
فكما يصاب الملوك بداء النقرس الناتج عن التهامهم للحوم دوما ... فإن ( وول ستريت ) الشره التهم ما تبقى من آمال و تطلعات و أحلام إصلاح النفس الإنسانية ... فأصابته تخمة الرأسمالية في نهاية 2008 مما أدى إلى كسله و عدم قدرته على تقبل الانعكاسات الناتجة عن تناقضات مائدة الرأسمالية التي تصر على حتمية انهيارها .
رأس المال.. أمال حظه فانكسر ظهره و انهار ... و عمليات الإنقاذ و الإنعاش التي يحاول العالم من خلالها غسل معدة ( وول ) الأكول و إخراج و لائم الأرقام الضخمة من داخلها لم تزل تبوء بالفشل ...
و أما الآثار الجانبية فإنها حتما ستكون كارثية بسبب الكسل و النعاس ... و أمهر أطباء الاقتصاد و أكثرهم براعة لن يقوى على معالجة الطمح الرأسمالي ... حتى نبش قبر ( آدم سميث ) و محاولة إحيائه من جديد لمداواة عزيزنا ( وول ) لن تسهم و لن تساعد في إعداد برنامج حمية رقمية كي يستعيد عافيته و شراهته ...
فسميت الذي نادى بحرية السوق و ( دعه يعمل .. دعه يمر ) لا يعلم أن شعاره أصبح ( دعه يقتل .. دعه يستغل ) .
اليوم ...
من ذا الذي ينهض و يأخذ على عاتقه إعداد الوجبة الرقمية الأخيرة ( لوول ) كي يمضي إلى الصفر و بئس المصير ؟
من ذا الذي يتقن التفاهم مع انعكاسات مصيبة ( وول ) لكي يقود ويلهي تطلعات المساكين و المخذولين في الأرض ؟
إنه صراع أرواح و ليس صراع طبقات ...
كل ما يحدث فوق الأرض من مآس و حروب و كوارث و أحزان هو نتاج لمجموعة رغبات و أفعال وتصورات اولغاركية ارتدت أطهر الأثواب و أنقاها لتنفيذ مأربها الجشعة ...
و صراع الأرواح هذا لا يمكن حله إلا عبر تعرية تلك المجموعات الآثمة ! من أثواب الدين و الحرية و المساواة السامية ... و إلقائها في جحيم البرد التي صنعته هي بأيديها الملطخة بدماء الإنسانية ..

الأسير:باسم الخندقجي
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني
سجن جلبوع المركزي
الحكم مدى الحياة



#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارج نيسان والمكان
- يخذلني الورد..
- إلى أكلة أحلام الوطن
- شذرات صباحية
- ... إلى محمود درويش ...
- الحلم و الزيف الأنيق ....
- نحو ابتكار المثقف مرة اخرى
- الى روح الشهيد « محمود درويش
- اليسار و لاهوت التحرير
- هكذا تحتضر الإنسانية
- نحو ابتكار المثقف الحلقة الثانية
- نحو ابتكار المثقف العلاقة ما بين الثقافة والمثقف الحلقة ا ...
- أوراق يسارية ... وعي بلا جسد
- ايدلوجية المأساة
- استحداث شيء مبتكر للقضية
- ثمة إنسانية … .؟.
- من الأسرى إلى الأسرى
- من داخل قضبان سجن الظلم جلبوع
- مجلس حكم انتقالي ذات دولة محدودة القدرات
- بحاجةٍ لمحطةٍ وجودية


المزيد.....




- ما الطريقة الصحيحة لاستخدام الشوكة والسكين أثناء تناول الطعا ...
- مصر.. القوات البحرية تنقذ 3 سائحين بريطانيين بعد فقدانهم خلا ...
- لماذا تريد أوكرانيا ضرب العمق الروسي باستخدام صواريخ غربية ب ...
- فون دير لايين تكشف عن أعضاء المفوضية الأوروبية الجديدة
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لقتلى قوات كييف في كورسك
- المجر تكشف كيف تحمي مصر أوروبا
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل 3 عناصر في -حزب الله- (فيديو)
- -حماس- تدين بأشد العبارات قصف إسرائيل لمربع سكني مكتظ شرق مخ ...
- بفيديوهات جنسية.. ضجة في العراق وتحرك أمني إثر ابتزاز شبكات ...
- روسيا.. إطلاق أقمار صناعية للأغراض العسكرية


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم الخندقجي - لعنات ثروة الامم