أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - عراق بلا إتفاقية














المزيد.....


عراق بلا إتفاقية


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2478 - 2008 / 11 / 27 - 10:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد لاتمر الاتفاقية الأمنية بسلام في مجلس النواب لتكون ضحية أخرى لسياسة الصفقات، هذه السياسة التي دخلت بشكل خاطئ في موضوع الاتفاقية لأن الاتفاقية لا تخص طرفا دون آخر، لكن يبدو إن بين الساسة من قرأ الاتفاقية في آخر نتائجها العرضية وهو نهاية أو تقليص دور الضامن الامريكي في العملية السياسية وبالتالي إمكانية تفرد شخص عراقي بمقاليد الحكم في ظل شك بقوة المؤسسات الدستورية على ردع من يريد التفرد بالسلطة.
الصورة الاولى لهذا الوضع تبدو وكأن ثمة أصابع إتهام توجه الى رئيس الوزراء، لكن الحقيقة إن عدم الثقة الموجود في الساحة السياسية العراقية وبين أطراف العمل السياسي كانت ستقود الى نفس الحالة والى نفس المشاعر بغض النظر عمن يكون في منصب رئيس الوزراء/القائد العام للقوات المسلحة.
إذا لم تمر الاتفاقية في مجلس النواب فإن ذلك ليس نهاية العالم ولا نهاية العراق ولكنه نهاية دور الضامن الامريكي، هذه هي الحلقة التي صنعها رئيس الوزراء لخصومه، فتوقيع الاتفاقية يعني إنهاء أو إضعاف دور الضامن الامريكي وكان البعض في الساحة العراقية يرى إن البديل الوحيد للإتفاقية هو تمديد التفويض الاممي، لكن رئيس الوزراء باغت المناورين برفضه تقديم طلب للتمديد ليضع الآخرين في زاوية حرجة، وهي كذلك بالفعل.
رافضو الاتفاقية كانوا يمنون النفس بتمريرها عبر أصوات الآخرين وفي أسوأ الأحوال يكون هناك تمديد أممي لوجودالقوات ويكسب الرافضون البطولة الاعلامية فضلا عما قد يكسبونه في مناورات اللحظات الاخيرة قبل التصويت من ضمانات يضطر إليها رئيس الوزراء أو الامريكان ليضمنوا أوضاعهم بعد توقيع الاتفاقية، متصورين إن بقاء الامريكان أمر حتمي وفق القاعدة التي تأسس عليها الكثير من العناد السياسي الانتحاري والتي تتحدد بـ"الامريكان دخلوا العراق ليبقوا فيه" أو إن الحكومة ستستميت من أجل إبقاء القوات الامريكية ومن هذا المنطلق هناك بين القوى السياسية من لا يصدق بخروج الامريكان حتى لو رأى خروجهم بأم عينيه لأنه يتحرك وفق الخارطة الذهنية لسياسة العشرينيات من القرن الماضي.
القوى التي أرادت أن تعقد صفقة مع رئيس الوزراء أمام مشكلة كبيرة فهي إكتشفت فجأة بأن أوراقها محروقة وعملتها مضروبة ولا سوق لها في ميدان الصفقات، فما الذي قد يحدث في عراق بلا إتفاقية أمنية.
لإول مرة يشهد العراق إصطفافا سياسيا من شطرين واضحين، الاول يؤيد الاتفاقية بشكل مباشر، والثاني يؤيد الاتفاقية مع صفقة ثانوية (فوق البيعة)، والصف الاول يمثله حزب جديد قوي متماسك يعرف ما يريد هو حزب السلطة، أي الاشخاص الموجودون في الحكومة والمقربون منهم وهؤلاء قد أوفوا للأمريكان بتعهداتهم وأخلوا ذمتهم السياسية تجاه الحليف الاستراتيجي ولذلك فهم مطمئنون، أما الصف الثاني فأمرهم معلق حتى اللحظة الاخيرة أي المصادقة عليها وهم إذا لم يمرروها بأغلبية جيدة أو ساهموا في تعطيل مرورها في حلقات المصادقة المختلفة فإنهم لن يخسروا فقط دور الضامن الامريكي بل سيعيشون في دولة تديرها حكومة يدعمها الامريكان سواء بقوا في العراق أم غادروه، وسيعاني المتسببون في عرقلة الاتفاقية من فتح كل ملفات مخالفاتهم السابقة وتكشف ظهورهم في عراق مفتوح على كل الاحتمالات.
لايمكن أن تنجح سياسة الصفقات في كل مرة وتوقيت إستعمالها هذه المرة كان خاطئا بشكل مؤذ، لأن سياسة الصفقات لا تنجح حين يكون الامريكان طرفا في الموضوع.





#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغيير المواقف
- مناورات الاتفاقية
- مصير الميزانية
- عالم يتغير...عالم ينتحر
- الملفات العراقية في دول الجوار
- علامات الوضع الهش
- تحريم الاتفاقية..المسؤولية والقرار
- تحريم الاتفاقية..تشويه الدين والسياسة
- شجاعة صنع القرار
- طائفية ألكترونية
- الصراع والبدائل ..المجلس والدعوة والتيار
- العوامل السياسية للتحسن الأمني
- مفارقة إنتخابات المحافظات
- الاجنحة العشائرية
- مخاوف الفراغ الامني
- مفهوم الانسحاب
- إستضافة أم إستجواب؟!
- منزلق الشعارات
- إدارة ملف الاتفاقية
- سلاح الاعلام


المزيد.....




- -جزيرة إنستغرام-.. أكثر من 200 زلزال يضرب سانتوريني في اليون ...
- -لم أتوقف عن البكاء-.. رصاصة تخترق جدار منزل وتصيب طفلًا نائ ...
- تشييع جثمان حسن نصرالله وهاشم صفي الدين في 23 فبراير.. وهذا ...
- -9 آلاف مجزرة وأكثر من 60 ألف قتيل- في غزة.. أرقام مرعبة يكش ...
- الرئيس الكولومبي يصعّد انتقاداته لسياسات الهجرة الأمريكية وي ...
- الجيش الإسرائيلي يفجر 23 مبنى سكنيا في مخيم جنين
- كيف نطق الإنسان؟ أهم الفرضيات حول أصل لغة البشر
- ملك الأردن يلتقي ترامب بواشنطن في 11 فبراير
- نائبة أيرلندية: إسرائيل دولة فصل عنصري والعالم بدأ يدرك ذلك ...
- دفعة ثانية من الجرحى والمرضى تغادر قطاع غزة عبر معبر رفح


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - عراق بلا إتفاقية