أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - منع النشر علينا !














المزيد.....

منع النشر علينا !


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2473 - 2008 / 11 / 22 - 09:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشرت صحيفة الأهرام ووسائل الإعلام الأخرى في يوم السبت 17 نوفمبر أن المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام حظر النشر في القضية المتهم فيها كل من محسن السكري‏‏ وهشام طلعت مصطفي‏ بالقتل والتحريض علي قتل المطربة سوزان تميم‏ . وشدد بيان النائب العام علي أن الحظر يشمل جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ، ويتعرض من يخالف الحظر لطائلة أحكام المادة 189 من قانون العقوبات. لهذا كله لن أكتب في هذا الموضوع ، أعني موضوع مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم ، والظروف التي أحاطت بمصرعها ، والتشابك المذهل بين المال والقوة والقانون الذي جسدته تلك القصة . لن أتساءل من أين يمكن لمواطن ما أن يعطي مواطنا ما آخر ملايين الدولارات ( لم أحدد كميتها ) لقتل مواطنة ما ؟ لن أسأل ، فهناك قضايا أخرى لا تحصي ولا تعد يمكن للصحفي أن يتناولها شرط أن تكون قضايا أنيقة ، ومهذبة . فإذا أردت أن تكتب في شئون الصحة فلا تكتب عن الوزارة وسياستها ، اكتب عن فوائد التمر المنقوع ، وإذا أردت أن تكتب في السياسة فاكتب عن ذنوب الخديو إسماعيل ، وإذا أردت أن تكتب عن العلم فاكتب ما تشاء لأن كل ما ستكتبه هو في كل الأحوال عديم الجدوى ، أما في الثقافة فإن بوسعك أن تتخير موضوعا مثل " التنوير عهد رفاعة الطهطاوي " على ألا يتجاوز الموضوع عشرين سطرا بخط رقعة . أقول ذلك لأن المادة 189 المذكورة في الدستور ضمن الباب الرابع عشر المعنون ب " الجرائم التي تقع بواسطة الصحف وغيرها " مكتوبة بلغة مطاطة تسمح بتوقيع العقوبة على الصحفي في كل الأحوال . وفيها أنه " يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة وغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد عن عشرة آلاف أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من نشر " ماجرى في الدعاوى المدنية أو الجنائية التي قررت المحاكم سماعها في جلسة سرية " . ما الذي دفع المحكمة لحظر النشر في قضية جنائية كتلك التي أشار إليها المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام ؟ . الباب نفسه في الدستور يشير إلي العقاب ذاته لكل من يوزع أو يعرض ملصقات أو مطبوعات " إذا كانت منافية للآداب العامة " فما هي الآداب العامة ؟ . الباب نفسه يشير في مادة أخرى من مواده إلي العقاب بالحبس لكل من صنع أو حاز بقصد الاتجار أو التوزيع أو اللصق أو العرض صورا " من شأنها الإساءة إلي سمعة البلاد " . فما هي سمعة البلاد ؟ . ويشير الباب 14 الخاص بجرائم الصحف وغيرها في مادة أخرى إلي العقاب بالحبس والغرامة لكل من " أهان أو سب " مجلس الشعب أو مجلس الشوري أو غيره من الهيئات النظامية . فما هي الإهانة ؟ وما هو تعريفها القانوني؟ . والسؤال الآن هو : لماذا يمنع النشر حينما يتعلق الأمر بقضية يكون المتهم فيها شخصية سياسية ذات شأن ؟ بينما يصبح النشر مباحا إلي أقصى درجة حين يكون المتهم في قضية مماثلة شخصا من البسطاء ؟ . أذكر أنه في عام 2002 عندما ارتكبت إسرائيل مجزرة مخيم جنين خرج العديدون في مظاهرات احتجاجا على المجزرة ، وتم اعتقال بعضهم وكان من بينهم طبيب معروف صاحب صيدلية ، فلفقت له كبريات الصحف تهمة أنه مروج مخدرات ! في حينه كان النشر بل والتلفيق مباحا ؟! أما الآن عندما يتعلق الأمر بهشام طلعت فإنه يصبح محظورا؟ . والواضح أن " التمييز " وليس القيام بدور الحكم الموضوعي هو جوهر القانون !
والقانون الذي يدعي المساواة السياسية والقضائية بين أفراد المجتمع كافة ، لا يستطيع عمليا القيام بهذا الدور في ظل اللامساواة الفعلية الاقتصادية والاجتماعية. ويظل التحامل على الصحفيين أسهل بكثير من التحامل على أعمدة الثراء غير المشروع في المجتمع ، ويظل منع الصحفيين من النشر أسهل من منع رجال الأعمال من القتل ! القانون الذي يدعي الحياد إزاء الجميع ليس محايدا كما يبدو ، فمن حيث الشكل القانوني يتمتع الفقراء وأيضا رجال الأعمال الأثرياء بالحق ذاته في إصدار صحيفة يتكلف إصدارها ملايين الجنيهات ، وفي الترشح لعضوية البرلمان بكل ما يتكلفه ذلك من نفقات ، أما في الواقع فإن من يملك المال والثروات هو وحده من يتمتع بالحقوق القانونية . إن وهم " القوانين القضائية والسياسية المحايدة " هو جزء من وهم أكبر بنظام " ديمقراطي " فوق الجميع ، تكون الديمقراطية فيه حكما " محايدا " بين مصالح مختلفة لكتل متعارضة . لهذا كله لن أكتب في هذا الموضوع ، أعني موضوع مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم ، والظروف التي أحاطت بمصرعها ، وقصة التشابك المذهل العنيف بين المال والقوة والقانون .
...



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيرسترويكا أمريكية ؟
- المدارس المصرية .. عذاب الطفولة
- نحن والقمر جيران .. فكيف سبقتنا الهند إليه ؟
- بركة الثقافة الشعبية
- الأزمة العالمية.. مالية أم سياسية ؟
- هوليود .. على من تطلق الرصاص ؟
- نقابتنا والتطبيع
- نظرة واحدة إلي روسيا
- مدرسة تولستوي لتعليم الكتابة
- إسرائيل من غزة لأوسيتيا الجنوبية
- مارينا تسفيتايفا .. الشعر والموت
- فالنتين راسبوتين .. بحثا عن الحقيقة
- المعلمون في مصر يطالبون بحق الحياة
- محاسبة المطبع مع إسرائيل جورج البهجوري
- محمود درويش .. والعابرون في كلام عابر
- رحيل سولجينتسين .. أسطورة المواجهة
- ثورة يوليو والثقافة
- الفن والكرامة
- ماذا كسب جورج البهجوري بزيارته لإسرائيل ؟
- د. محمد غنيم .. من أحلام مصر


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - منع النشر علينا !