ريسان هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 2472 - 2008 / 11 / 21 - 01:55
المحور:
الادب والفن
( أي اوجاع سرية يورث المنفى ، أي شفاء يحمل الوطن )
الى كامل شياع
طيور بيض ملطخة بالحياة ، محصول بطاطا فاسد ، وكمائن.
اغنية حزينة للشتائم وللريح
امرأة تعيش مع اسمها ، تركت نافذتها نصف مفتوحة لريح الشمال . سنجاب بني
مذعور. ملائكة بيض ، وقزمة ، تجمع قطن اشجار تحت شرفة نصف مفتوحة .
امطار تبلل ظلام الليالي . عرائس بحر تقذفها الريحُ نازفة ً. وشتاء طويل .
فهود عمياء تجري في افق سهول مترامية ، وبعيدة .
خريف 2008
اغنية
عندما يهبط الظلام ، تهبط جنيتي . كنت انشب ذكرياتي في لحم سنواتها
الذي لم يبلغ التاسعة عشر . آثار مخالبكِ زمن احببته . قابلتها في الميدان
العام ، كانت نمرة مثقلة باللذة ، وجاهلة ، كلفتني ليال وليال لابصر
عسلها الاسود يروي ظمأ قفاري . كانت نمرة مجروحة تطلق عواءً
عميقاً من روحها – شلالات من عسل اسود تُسكر الليالي- كانت تبكي
بحرقة وتوسل، وكنتُ اعبرُ بها الليالي . كانت مالحة ومجروحة ، ملامح
زنجيتها تصهل في ليل عميق ورائحة جسدها تستدرج كل شياطين
العالم . كنت سكرانا بها ؛ ندخن نحن الاثنين حشيشة ً في غروب اصبح
الان بعيدا وغامقا ً. كانت نمرة شبقة تتمرغ على رمال صحراء لا نملكها
تذرف الكثير من الدموع ، وتلوح لاقوام غادروا عالمنا منذ زمن بعيد.
كنت اسمرا من حبها ، و سكرانا بها . كانت زنجية وساخنة وتجهل
الكثير عن الحياة . كنا ننفث دخان حياتنا بوجه شمس تغرب ؛ لم نتعاهد
على الوفاء ، ولم نقسم على أي شيء ، كنا فقط نضمد جراحنا في حمامات
كبريت اصفرله رائحة بول قديم .
2008
#ريسان_هاشم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟