|
طوبوغرافيا المجتمع وملامح السلوك الإنحرافي
حسن طبرة
الحوار المتمدن-العدد: 2470 - 2008 / 11 / 19 - 10:08
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
المقدمة
لمظاهر السلوك الإنحرافي الذي ينتشر في أغلب المجتمعات أسباب عديدة ومتنوعة تنوع تلك المظاهر ، حيث أجريت دراسات كثير لتحليل تلك الأسباب بغية وضع الحلول الناجعة لها والسيطرة عليها ، ولتحليل تلك الأسباب ودراستها يمكن تقسيمها إلى قسمين رئيسيين هما السلوك الإنحرافي المرضي الذي ينتج عن مرض نفسي يدفع الفرد للقيام بأعمال وسلوكيات مضادة للمجتمع نابعة من خلل عقلي ، أما القسم الآخر فهو السلوك الإنحرافي الطبيعي ، والطبيعي هذا ليس تبرير لعمليات السلوك العنفي والإنحرافي ولكن التسمية نابعة من معرفة الظروف والبيئة الإجتماعية التي تسببت في ذلك إي إن العوامل هنا هي عوامل خارجية أي خارج نطاق الفرد عكس الأولى . ونحن هنا إذ نعمل على دراسة دور البيئة المادية (طوبوغرافيا المجتمع) التي يعيش فيها الفرد كنوع السكن وكل ما يتعلق به من خدمات ووسائل راحة ، وكذلك الجيرة أو المحلة التي ينشأ فيها الفرد وتأثير البيئة المادية على العلاقات الإجتماعية التي تربط الأفراد بعضهم ببعض ، ونخص بذلك الآثار السلبية المتمثلة بمظاهر السلوك المنحرف الذي يأخذ أبعاد وأشكال متنوعة كالقتل والسرقة والإعتداء على المال العام أو الخاص وغيرها .
الأسرة .. أصل التنشئة الإجتماعية
لعملية التنشئة الاجتماعية دور مهم وبارز في تربية الأبناء وتكوين شخصياتهم وتكاملها في مختلف المراحل العمرية ، حيث تعد المصدر الرئيسي الذي يكتسب من خلاله الفرد العادات والتقاليد والإتجاهات والقيم السائدة في البيئة الاجتماعية التي يعيش في ظلالها . تتم عملية التنشئة الإجتماعية من خلال عدد من الوسائط التي تكون على إحتكاك مباشر أو غير مباشر مع الفرد بحيث تؤثر في سلوكه اليومي ، ومن أبرز هذه الوسائط هي الأسرة إضافة إلى المدرسة والشارع والعمل وغيرها من البيئآت الإجتماعية ، إلا أن أهم تلك البيئآت الإجتماعية هي الأسرة لما تقوم به من دور فاعل ومهم في تشكيل سلوك الفرد وتطبيعه بالمعايير والأعراف والتقاليد التي تحملها الأسرة ، لذا فإن التركيز على أهميتها ودورها نابعاً من الأثر الكبير الذي تتركه على الفرد والذي في أغلب الأحيان لا يمكن محوه ، فإذا كانت البيئة الأسرية التي نشأ فيها الطفل سليمة ستكون نشأته سليمة وتدوم فائدة التربية السليمة حتى الكبر ، أما إذا كان العكس فالمشاكل التي تنجم عن ذلك يصعب حلها .
البيئة المادية للمجتمع نظراً للدور الفاعل والرئيس الذي تلعبة الأسرة في التنشئة الإجتماعية للفرد لايمكن إغفال ما للبيئة المادية التي تعيش في كنفها تلك الأسرة من دور وتاثير بالغ على أساليب التنشئة الإجتماعية ونوعها على تعدد انواع البيئآت الإجتماعية المادية التي أطلقنا عليها مصطلح (طوبوغرافيا المجتمع) كالبيت ، الزقاق ، المحلة ، البيوت المتداخلة مع الأسواق الشعبية والتجارية السكن العمودي (الشقق والعمارات السكنية) وكذلك الضروف والعوامل المحيطة بتلك البيئة ، حيث هنالك عوامل ومؤثرات كثيرة تسهم في خلق الطابع المميز لهذه المنطقة السكنية أو تلك ، فعلى سبيل المثال تتميز المناطق الشعبية عن المناطق الأخرى بكثافتها السكانية وتدني مستوى الخدمات وسوء توزيع الأبنية والمؤسسات الخدمية فيها ، إضافة إلى تدني المستوى الثقافي والمعرفي وإنخراط أغلب الشباب في الأعمال الحرفية وو غيرها من الأمور والمميزات التي تنعكس على البنية الإجتماعية والعلاقات التي تربط الأفراد فيما بينهم ، وبالتالي فإن لها تأثير بالغ على القيم والتقاليد والأعراف التي يحملها الأفراد ، وبالتالي فإن السلوكيات التي تصدر منهم ستكون مطبعة بتلك الطبائع التي إنبثقت من هذه البيئة الإجتماعية والمادية للمجتمع ، حيث يسهم هذا المناخ الاجتماعي بما لا يدعوا للشك فى تبنى أساليب معينة فى التنشئة الاجتماعية تختلف من مكان لآخر باختلاف الثقافة الفرعية للمجتمع إلى جانب المستوى التعليمى وثقافة الوالدين داخل الأسرة .
المناطق العشوائية
تنتشر في أغلب بلدان العالم الثالث مناطق عشوائية تنشأ وفقاً لضروف معينة تمتاز عن باقي المناطق النظامية بسوء توزيع المساكن والأبنية فيها إضافة إلى خلوها أو قلة توفر الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء والطرق الصالحة إضافة إلى البيئة الصحية غير الجيدة الناشئة من تكدس أكوام النفايات والأوساخ داخل فروع تلك المناطق ، تنشأ في مثل هذه البئآت العديد من أساليب التنشئة الاجتماعية التى تتبعها الأسرة فى تنشئة الأبناء فى تلك المناطق، يضاف إلى ذلك أن هذه المناطق تعتبر مناخا جيداً لتنامى البؤر الاجرامية والانحرافات بمختلف أشكالها، بما يؤثر بطريقة أو بأخرى على سكان تلك المناطق بصفة عامة والنشء بصفة خاصة، هذا من ناحية، وتبنى الأسر لأساليب تتواءم مع مختلف الثقافات الوافدة إلى تلك المناطق بما يعكس طبيعة أسرهم، مما يؤدى بالبعض من الأبناء إلى الانخراط فى تلك البؤر الاجرامية كنتيجة لبعض الأساليب الخاطئة فى التنشئة ، ويعد ذلك اهداراً للثروة البشرية التى يجب استثمارها لتقدم وازدهار المجتمع.
إشكالية السكن في العراق
وبما ان الواقع العراقي وخاصة في العقود الأخيرة أبرز إلى السطح مناخات إجتماعية غير ملائمة لتنشئة الأجيال من خلال تكاثر التجمعات السكنية العشوائية في كثير من مناطق العراق ، إضافة للتجمعات السكنية القديمة ولغرض الوقوف على أبرز مسببات تلك المناطق يمكن إجمالها بالنقاط التالية : أولاً : المناطق السكنية التي أسست إبان تأسيس الجمهورية العراقية في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم ، فبالرغم من الإنجازات الكبيرة التي حققت إبان تلك الفترة حلت معظم مشاكل السكن وأدت إلى توطين الكثير من العوائل النازحة من مناطق جنوب العراق إلا ان التضخم السكاني الحاصل في تلك المناطق مع ما كانت تعانية تلك العوائل من الفقر المدقع وضيق المساحات العمرانية أدت إلى تكدس العوائل في منازل صغيرة جداً والتي خلقت بذلك بيئة إجتماعية سيئة قد تؤدي إلى بروز الكثير من الأمراض الإجتماعية . ثانياً : إن التغيير الذي حصل في العراق بعد 9/4/2003 أوجد الكثير من تلك المناطق والتجمعات التي تشكلت نتيجة للإنفلات الأمني وذوبان سلطة القانون من ناحية وتفاقم أزمة السكن التي كان يعاني منها المجتمع العراقي ولا يزال ، والتي عرفت بمناطق التجاوز أو (الحواسم) لإقترانها بالحرب العراقية الأمريكية الأخيرة ، التي ترداف لفظة (الفرهود) ، حيث قامت الكثير من العوائل الفقيرة التي لاتسعفها الأمكانية المادية من تأجير وشراء المنازل والوحدات السكنية إلى اللجوء إلى المساحات الفارغة المملوكة للدولة والأبنية الحكومية وشغلها بصورة غير شرعية وغير نظامية أيضاً شكلت بيئة إجتماعية غير سليمة نتيجة لإنعدام الخدمات وتردي الوضع الصحي وعدم صلاحية الوحدات للسكن بسبب تشكلها من بقايا الأحجار والطابوق المستعمل وصفائح التنك . ثالثاً : بعد بروز ظاهرة التهجير الطائفي عام 2006 وخاصة بعد تفجير قبتي الأمامين العسكريين أدى ذلك إلى نزوح الكثير من العوائل من مناطقهم بسبب إنتمائهم الطائفي فمنهم من اسعفته موارده المالية وساعدته على تأجير المنازل في المناطق الآمنة أو الهروب خارج العراق ، ومنهم من عانى ضنك العيش وإضطر إلى السكن في المخيمات التي تتصدق بها الجمعيات الخيرية كجمعية الهلال الأحمر مكونين بذلك تجمعات سكنية غير ملائمة عرفت بمخيمات المهجرين . هذه وغيرها من الأسباب أدت بالمحصلة إلى إتساع المناطق السكنية غير المناسبة لتنشئة الجيال الصالحة والمتعلمة والتي أفرزت الكثير من الأمراض الأجتماعية كمظاهر الإنحراف السلوكي وشيوع الجريمة .
السكن وعوامل الإنحراف السلوكي
تبين من خلال العرض الذي تناول أبرز الأسباب التي أدت إلى نشوء التجمعات والبيآت الإجتماعية السكنية غير الملائمة إن العراق يعاني بشكل كبير من هذه الظاهرة والتي بدأت تتفاقم وتتزايد يوم بعد يوم ، ولغرض معرفة علاقة تلك البيآت الإجتماعية بالسلوك الإنحرافي للمجتمع يمكن أجمال بعض العوامل التي تفرزها تلك البيآت والتي تعد مقدمات غير سليمة لنشئة تشوبها العديد من المشاكل تخلق الإستعداد لدى النشئ لأكتساب المظاهر السلوكية المنحرفة ، ومن أبرز هذه العوامل : أولا: من المعلوم إن البيوت أو المنازل التي تمتاز بالإكتضاض السكاني وإنحشار أكبر عدد من الفراد في مساحات ضيقة يؤدي بالتالي إلى هروب الأطفال من الجو الخانق في المنزل والإضطرار إلى اللجوء إلى الشارع ليكون ملاذاً لهم ومكان لللتسلية والترفية ، فيكتسب بذلك الطفل العادات السلوكية والأطباع التي يمتلكها اطفال الشارع الذين غالياً مايكونون بعيدين عن أنظار الأهل فيتيح لهم هذا الجو خوض عدد من الممارسات غير الإخلاقية والتي لا يسع المجال لذكرها . ثانياً : إن الضروف والعوامل الأقتصادية الصعبة التي يعاني منها سكان المناطق العشوائية المتمثلة بالفقر المدقع وصعوبة توفير أبسط إحتياجات الأسرة يدفع بالأطفال إلى ترك مسيرتهم التعليمية والإنخراط في مجال العمل ، فولد بذلك مشكلتين كبيرتين أولاهما مشكلة إرتفاع نسبة الأمية وبروز مظاهر التخلف الثقافي والمعرفي وما يستتبع ذلك من سيادة الأعراف والتقاليد القبلية وغياب مظاهر التحظر والإنفتاح الفكري ، اما ثانيهما في مشكلة عمالة الأطفال التي تتمثل بولوج الأ طفال ميدان العمل والذي غالباً مايكون تأثيره سلبياً على الطفل وتنشئته الإجتماعية . ثالثاً : إن ضيق مساحات البيوت السكنية تردي الجو العام فيها إضافة لمظاهر الفقر يدفع بالآباء إلى قضاء أكبر أكثر أوقاتهم خارج المنزل أما لأغراض العمل وتوفير مصادر العيش للأطفال ، أو لغرض الترفيه والإبتعاد عن الأجواء الكئيبة التي يولدها المنزل وتجنب المشاكل العائلية في حال وجود أكثر من عائلة في المنزل الواحد ، وهذا بالتالي سيؤدي إلى إهمال تربية الأطفال وعدم متابعتهم . رابعاً : إن العيش في الأماكن القذرة والتي لاتصلح للسكن البشري قد تولد لدى الأطفال شعوراً بالنقص نتيجة للنظرة الدونية التي يكونها المجتمع تجاههم ، وتعد هذه الظاهرة من أبرز العوامل المسببة للأمراض الإجتماعية وخاصة السلوك العدائي (السايكوباثي) المضاد للمجتمع . خامساً : تؤدي قلة الخدمات وسوء الأوضاع الصحية وصعوبة الحصول على العلاج الازم من الأمراض التي غالباً ما تفتك بالعوائل الفقيرة التي تسكن تلك الأحياء يؤدي إلى تدهور شديد في البنية الجسمية للفرد ، ومن المعروف إن التدهور الصحي للجسم يلقي بتبعات وإنعكاسات سلبية على نفسية الفرد وبناء شخصيته . تؤدي هذه العوامل وغيرها إلى شيوع وتفشي العديد من مظاهر الإنحراف السلوكي في المجتمع ومن هذه المظاهر هي شيوع مظاهر الجريمة بكافة أشكالها والمتمثلة بالسرقة والقتل والإختطاف والمشاركة في أحاث العنف والقلاقل التي تحدث في البلد ، وقد تدفع بالأفراد إلى اللجوء إلى الطرق غير الشرعية لكسب المال كإستخدام الغش التجاري والصناعي والتزوير وما إلى ذلك ، ومن الآثار الأخرى التي تخلفها مشاكل السكن هي إنخفاظ روح المواطنة ولشعور بالإنتماء الذي يدفع الأفراد بالبحث عن ولاءآت أخرى قد تعود عليه بالنفع أكثر من المؤسسات الرسمية التي حرم من منافعها .
المصادر
1. عبد الحفيظ ، عزت مرزوق فهيم (2001) أساليب التنشئة الإجتماعية وعلاقتها بالسلوك الإنحرافي ، دراسة ميدانية في إحدى المناطق العشوائية في أسيوط ، موقع المنشاوي للدراسات والبحوث . 2. الربايعة ، أحمد (بلا) أثر العوامل الإجتماعية في الدافع إلى إرتكاب الجريمة ، الدليل الألكتروني للقانون العربي ، http://www.arablawinfo.com . 3. زكار ، زاهر (2005) السلوك المرضي .. وتداعياته على المعايير الإجتماعية والسلوكية ، مركز الإشعاع الفكري للدراسات والبحوث ، http://www.trcsr.com . 4. صالح ، سمير (2005) ظاهرة الإنحراف السلوكي للأطفال .. أسبابها وعلاجها ، مركز الإشعاع الفكري للدراسات والبحوث ، http://www.trcsr.com . 5. زهران ، حامد عبد السلام (1984) علم النفس الإجتماعي ، عالم الكتب ، القاهرة . 6. مسن ، بول (1986) أسس سيكولوجية الطفولة والمراهقة ، مكتبة الفلاح ، الكويت .
#حسن_طبرة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفقر .. مفهومه وأنواعه
-
وثيقة العهد الدولي .. وأزمة الديون العربية
-
الأخلاق في نظر الأديان المختلفة
-
حريق البنك المركزي .. من التالي؟
-
الفساد .. سرطان يهدد مؤسساتنا التعليمية
-
الفقر في العراق .. بين الأمس واليوم
-
لتكن اهدافنا وطنية فعلاُ
-
بلاد مابين النارين
-
مجلس النواب العراق .. وأزمة الفساد
المزيد.....
-
الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر
...
-
لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح
...
-
مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع
...
-
-حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم
...
-
خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم
...
-
هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
-
فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون
...
-
ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن
...
-
محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|