أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم النجار - مقترح للشاعر سعدي يوسف لأجل الحوار














المزيد.....

مقترح للشاعر سعدي يوسف لأجل الحوار


كريم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 760 - 2004 / 3 / 1 - 09:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا جدال في أن الوضع العراقي الراهن يمر بأصعب الظروف وأعقدها، لا أريد سرد تفاصيله لأنها باتت معروفة للجميع. لكن ما أريد قوله أننا نعيش مرحلة انتقالية لم يمر بها البلد منذ زمن طويل، قوى احتلال تهيمن على كل مفاصل الدولة وتتحكم بشؤونها الإدارية والاقتصادية والسياسية والأمنية بعد أن انفردت بالإطاحة بنظام صدام دون الاعتماد على قوى المعارضة العراقية، ومقابل ذلك هناك مجلس حكم عينه الاحتلال (مرغما) يضم اغلب الأحزاب والفصائل الوطنية، تلك التي قارعت الدكتاتورية عبر زمن حكمها الذي جاوز الثلاثة عقود، والذي لا مثيل لقسوته في التاريخ المعاصر لبلدان العالم النامي.. لكن مهمة هذا المجلس ستنتهي عما قريب بعد أقرار قانون الحكم الإداري للدولة العراق الجديد وتسليم السلطة فيما بعد لهيئة عراقية سواء عبر توسيع تشكيلة مجلس الحكم الحالي ليشمل أوسع فئات وقوى الشعب، أو تشكيلة تحظى بانتخابات جزئية وصولا إلى مرحلة أعداد الدستور العراقي وتهيئة الانتخابات العامة. وهذه التجربة مرت بها بلدان مهمة كـ(المانيا واليابان وكوريا الجنوبية) في الزمن الماضي القريب، لكنها في النهاية حازت على استقلالها ونهضت من جديد.
ومما لا شك فيه أن الكثير من العراقيين، وأنت وأنا من ضمنهم لدينا ملاحظاتنا وأسئلتنا وشكوكنا بقوى الاحتلال وفي بعض الرموز السياسة الحاكمة الآن، ومدى ارتباطاتها السابقة والحالية بالمشروع الأمريكي الذي يريد فرض التغيير بالمداهنة والقوة وفرض الأمر الواقع على المنطقة برمتها.
لكن.. كيف يكون رد فعلنا إزاء هذه الأحداث، والمقبل منها، والعراق يواجه جملة مشاكل أساسية منها مخاطر تتعلق في تغيير بنيته وتركيبته الاجتماعية والثقافية وتقاليد كانت راسخة عبر الأجيال باعتباره شعبا منفتحا على الآخر ودولة رغم توالي الطغاة عليها سنت قوانين تحفظ التوازن بين القوميات والمذاهب وتعطي بعض المكاسب للمرأة وفي مجالي التعليم والصحة. وبين قوى ظلامية اجتمعت أهدافها مع أهداف أزلام النظام البائد لأحداث بلبلة وعدم استقرار دائم في العراق لأجل إرجاع الحكم الاستبدادي الذي لم يبخل بعدائه الإنسان والأرض والبيئة والطير.. ودول الجوار.
هل علينا أن نواجه هذه المرحلة.. وكذلك مستقبل العراق بعقل منغلق؟؟. لا يكون للحوار الحضاري الذي يقرب المسافات ويشرح الأحداث بصدق وانتقاد مخلص لأجل أحداث النقلة المهمة في تاريخ البلاد، وهي الاستقلال والاستقرار وبناء عراق ديمقراطي يعيش فيه الإنسان حرا كريما يستطيع التعبير وإبداء الرأي والمشاركة في كل مفاصل الحياة داخل بلده.
نحن نمتلك الآن.. ولأول مرة تعددية سياسية متنوعة ومختلفة المشارب لا مثيل لها في المنطقة كلها، من أقصى اليمين لأقصى اليسار.. وشعب فاعل لا يستكين على الخطأ والظلم والاستغلال.
ما ينقصنا هنا هو الحوار.. الحوار الموضوعي الذي يشير للأخطاء ويعالج الاشكالات الكبرى.. ولا أشك للحظة أن رموز ثقافتنا الوطنية.. وأنت أحدهم، يمتلكون الشجاعة في مواجهة هذه المسألة بروح مخلصة واعية.. لا شكاكة أو متفرجة على الأحداث من بعد.
تذكرني هذه المسألة بحوار شفاف ورائع دار بين أثنين من أهم شعراء فلسطين المعاصرين في أواسط الثمانينات، وهم بالتأكيد (أصدقائك).. جرى ذلك على صفحات مجلة اليوم السابع التي كانت تصل العراق وقتها بين الشاعر الذي يعيش المنفى آنذاك (محمود درويش) وبين الشاعر الذي يعيش قساوة الاحتلال ويواجهه يوميا (سميح القاسم). حوار في شؤون القضية والوطن والداخل والمنفى والشعر والمرأة والحلم والمستقبل.. كنا نتمتع بقراءته والحرص على متابعته وتعلم أشياء جديدة كانت غائبة عنا وقتها.
لم يتعرض فيه الشاعرين بالسب والشتم لخصومهما السياسيين.. بل كان حوارا قيّماً ومثمراً وكاشفاً.
لذا.. ونتيجة بعض التشابه الذي يجمع بين وضع العراق الحالي ووضع فلسطين المحتلة ذلك الوقت وحاليا أدعوك.. (وأنت أهل لها) بفتح حوار مع أحد مثقفي العراق ممن بقي داخله أبان نظام التسلط والقهر وحتى اللحظة، وهم كثر كما تعلم.. منهم على سبيل المثال لا الحصر في بصرتك وبصرة العراق الجميل القاص الرائع محمد خضير أو القاص محمود عبد الوهاب.. أو في بغداد مثل رفيقك الشاعر الفريد سمعان الذي واجه جبروت النظام بالصمت والممانعة ونزاهة اليد والسمعة.
أو أقترح أنت ما شأت من الأسماء التي تحترمها داخل العراق كي نطلع ونتفهم بشكل واضح لا لبس فيه مجريات الأمور التي تحدث في العراق الآن ونعرف حقيقة مشاعرها ومشاعر وهواجس من هو في المغترب وعينه على العراق الذي يحب.               



#كريم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة من فضاء بعيد
- الفنانة مي شوقي قررت أن أصمت حتى لا أشارك في الإساءة للفن
- مشاهد وشواهد من الفن التشكيلي العراقي في أوروبا - هولندا مثا ...
- في أعمال الفنان كريم فرحان التدوين بقوة الرسم
- الفنان التشكيلي العراقي محمد قريش فنان مولع بخلق حيوات غير م ...
- الفنان كاظم الخليفة بحث لأجل لوحة.. وتفاصيل في فوضى الواقع
- الذاكرة والمكان في أعمال الفنان جون نقاشيان
- الفنان صالح حسن ممثل يتحدث بلغة الجسد على خشبة المسرح
- الضوءُ يشفُّ عَنكِ
- الوضع العراقي الراهن.. بين خيار الفوضى والاستقرار
- بلاد خلف أبعادها تهوي
- ليس انتصاراً لجاسم المطير بل من أجل الحقيقة- دعوة للتسامح


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم النجار - مقترح للشاعر سعدي يوسف لأجل الحوار