مثل إمبراطور.. يبدد ثروته في جناحه الخاص
في فندق المنصور ميليا
ومثل امبراطور ينام في البانيو الفاره
مفتضّا كأسه الأثير..
ومثل امبراطور كنا نرقص بأشاره من يده
وفي كل مرة كان يعبث بألزيت..
لا ألوان تكفي ليبددها على قماشة اللوحة ،
تاركا إرثه الوحيد لنا..بأشارة من يده..
مرة وهبني أن أختار لوحة من عبثه الأخير
..تسللت في المدينة..لكي لا يلمحني البصاصون
دخلت الرواق القديم حيث يبعثر لوحاته
يا ياإلهي من اين ابتديء البكاء..
.. يومها كنا آحتفلنا وبكينا أيضا
لأن الأمبراطور سيغادر الفندق..
أهذه بلاد أم فندق.. كيف للأمبراطور
أن يغير عينيه الفستقيتين..وعنوانه ومريديه
قال سأترك إمبراطوريتي الممتدة
من الفقر الى الفقر..ساترك لكم البلاد
وفندق المنصور ميليا ( تتبذهون ) ..فيه
أنا لاأحب اللوز والفستق..
البلاد لكم وآمنحوا فقرائي كعكا ولوحات..
إمنحوهم جداريات الكابوس الجمهوري
إمنحوهم التماثيل والتظاهرات والحروب
إمنحوهم التعليمات والحزب ..والفاصوليا
لاتنسوا قائمة الفاصوليا..إبعثوها الي..
أنا في هجراتي الباردة سأسدد الحساب
بطاقات الأئتمان سأرسلها لكم..
أغسل عنكم الفقر..وآلأجتماعات
تسلّوا ..هذه البلاد والرفاق والبلادة
إمسكوها مثل أغنام مبعثرة..
أنا لست وحيدا في الحافلة
ثمة آلافا من الأباطرة الوطنيين
لايحبون فاصوليا الوطن..أنا اتركها..
أتركها لعريف محمد..مزرعة نهر جاسم للدواجن
أتركها لنمرود..أسدد قائمة الكحول الذي شربته
ولم تنته الحروب ..
أتركها لفائز آكوب..لآخر فيديو كليب
أتركها لجماعة الرؤيا الجديدة
يتقيأون على لوحاتهم..
أتركها للمرحلة القادمة ..أية مرحلة
أنظر كم هي باذخة روحي ..
سأنتظر أن تخبروني أحوال الخبز..
والظلام..سأترك لكم فوانيس القصر..
قمت أعلق اللوحة وأصافح ظل الأمبرطور
في عريه الأخير..في جناحه الأمبراطوري
في فندق المنصور ميليا..
أعلق لوحة الأمبرطور في فقره الأخير.
بغـداد 2004