أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - من وثائق الأممية الموقفية تصحيح بعض الاعتقادات الرائجة الخاطئة عن الثورة في البلدان النامية















المزيد.....

من وثائق الأممية الموقفية تصحيح بعض الاعتقادات الرائجة الخاطئة عن الثورة في البلدان النامية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2467 - 2008 / 11 / 16 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1
ينحصر الدور الثوري ذائع الصيت للبرجوازية في أنها أدخلت الاقتصاد في التاريخ بطريقة حاسمة لا يمكن عكسها . كسيد مؤمن بهذا الاقتصاد , كانت البرجوازية منذ ظهورها السيد الحقيقي ( رغم أن ذلك أحيانا كان يتم بشكل غير واع ) "للتاريخ العالمي" . للمرة الأولى توقف التاريخ العالمي عن أن يكون وهما ميتافيزيقيا ما أو عملا ما للروح الكونية و أصبح حقيقة مادية ملموسة مثل الوجود التافه لأي فرد . منذ نشوء الإنتاج السلعي لم يتمكن أي شيء من النجاة من هذا القدر الجديد العنيد , العقلنة الاقتصادية غير المرئية : منطق السلعة . و لأنها شمولية و إمبريالية في الجوهر , فإنها قد طالبت بكل الكوكب كمجال خاص لها و كل الإنسانية كخدم لها . حيثما توجد السلعة لا يوجد إلا العبيد .

2
في سبيل التماسك الاستبدادي للبرجوازية لإبقاء البشرية في مرحلة ما قبل الإنسانية , احتاجت الحركة الثورية – المنتج المباشر و غير المقصود للسيطرة البرجوازية الرأسمالية – لأكثر من قرن لوضع مشروع مضاد للتماسك التحرري الذي هو عمل كل فرد , التدخل الحر و الواعي في خلق التاريخ : الإلغاء الفعلي لكل الانقسامات الطبقية و إخضاع الاقتصاد .

3
في أي مكان نفذ إليه – الذي هو كل مكان تقريبا في العالم – لم يتوقف فيروس السلعة عن الإطاحة بأكثر البنى الاجتماعية - الاقتصادية تحجرا , ممكنا ملايين البشر من أن يكتشفوا , من خلال الفقر و العنف , الزمن التاريخي للاقتصاد . حيثما حل كان ينشر خاصيته المدمرة , مدمرا آثار الماضي و دافعا بكل التناقضات إلى أقصاها . بكلمة فإنه قد سرع بالثورة الاجتماعية . محطما كل أسوار الصين في سيره , و مقيما نفسه في الهند فقط عندما تفسخ كل شيء حولها و انفجرت الثورات الزراعية في بومباي و البنغال و مدراس . لقد انضم الحزام ما قبل الرأسمالي إلى الحداثة البرجوازية لكن من دون قاعدتها المادية . هناك أيضا , كما في حالة البروليتاريا , فإن القوى التي ساهمت البرجوازية بتحريرها , أو حتى خلقها , تستدير الآن ضد البرجوازية و خدامها الأصيلين : تصبح ثورة الدول المتخلفة واحدة من الفصول الرئيسية في التاريخ المعاصر .

4
إذا كانت مشكلة الثورة في البلدان النامية تفرض نفسها بطريقة خاصة فإن هذا بسبب تطور التاريخ ذاته : لأن التخلف الاقتصادي العام في هذه البلدان – الذي ترعاه الهيمنة الاستعمارية و الطبقات الاجتماعية التي تدعمها – و تخلف القوى المنتجة قد أعاق تطور البنى الاجتماعية – الاقتصادية التي كانت ستجعل النظرية الثورية التي جرى تفصيلها في المجتمعات الرأسمالية المتقدمة قبل أكثر من قرن قابلة للتطبيق . و هي تدخل الصراع ليس لدى أي من هذه البلدان صناعة ثقيلة معتبرة و البروليتاريا بعيدة عن أن تكون طبقة الأغلبية . الفلاحون الفقراء هم من يلعبون دورها هنا .

5
حركات التحرير الوطني المختلفة التي ظهرت بعد هزيمة الحركة العمالية الناتجة من هزيمة الثورة الروسية , التي تحولت فورا بعد انتصارها إلى ثورة مضادة في خدمة البيروقراطية التي تزعم أنها شيوعية . لذلك فقد عانت – إما بشكل واعي أو عن طريق الوعي الزائف – من كل نواقص و نقاط ضعف الثورة المضادة تلك , مع العبء الإضافي لظروفها المتخلفة عموما , لم تكن قادرة على التغلب على أي من قيودها التي فرضت على الحركة الثورية المهزومة . و لهذا السبب بالتحديد كان على البلدان المستعمرة و شبه المستعمرة أن تحارب الإمبريالية بنفسها . لكن لأنهم حاربوا الإمبريالية فوق جزء فقط من المجالات الثورية فإنهم قد تمكنوا من طردها جزئيا فقط . إن الأنظمة الاستبدادية التي نصبت نفسها في كل مكان اعتقدت ثورات التحرر الوطني أنها قد انتصرت فيها هي فقط واحدة من المظاهر الكاذبة التي عاد من خلالها المستبدون .

6
لا يهم ما هي القوى التي شاركت فيها , و بغض النظر عن راديكالية قادتها فإن حركات التحرر الوطنية قادت دوما المجتمعات المستعمرة سابقا إلى أشكال حديثة من الدولة و إلى مزاعم التحديث في الاقتصاد . في الصين الرمز الأكبر لثوريي البلدان النامية , انتهى صراع الفلاحين ضد الإمبريالية الأمريكية , الأوروبية و اليابانية بسبب هزيمة حركة العمال الصينيين في 1925 – 1927 بإيصالها إلى السلطة بيروقراطية على النمط الروسي . ليست الدوغمائية الستالينية – اللينينية التي تموه بها هذه البيروقراطية إيديولوجيتها – و التي اختزلت مؤخرا في الكتاب الأحمر لماو – إلا كذبة , أو في أحسن الأحوال وعي زائف يرافق ممارساتها المضادة للثورة .

7
إن الفانونية ( نسبة لفرانز فانون أحد منظري الثورة الجزائرية ) و الكاسترو – غيفارية هي وعي زائف ينجز الفلاحون من خلالها المهمة الهائلة لتخليص المجتمع قبل الرأسمالي من بقاياه شبه الإقطاعية و الاستعمارية و يستحضرون مجدا وطنيا داسه من قبل الاستعماريون الرجعيون و الطبقات الحاكمة . أفكار بن بلا , الناصرية , التيتوية و الماوية جميعها إيديولوجيات تشير إلى نهاية هذه الحركات و الاستيلاء عليها من قبل البرجوازية الصغيرة أو الطبقة المدينية العسكرية : إعادة بناء المجتمع الاستغلالي مع سادة جدد و بالاستناد إلى بنى اجتماعية – اقتصادية جديدة . في كل مكان قاتل فيه الفلاحون بشكل مظفر وأوصلوا إلى السلطة طبقات اجتماعية أدارت و وجهت نضالها , كانت هي بالذات أول من يعاني من عنفها و من يدفع الثمن الباهظ لسيطرتها . البيروقراطية الحديثة , مثل سلفها ( في الصين مثلا ) أقامت سلطتها و رفاهيتها على الاستغلال المفرط للفلاحين : لا تغير الإيديولوجية أي شيء في هذا الموضوع . في الصين أو كوبا , مصر أو الجزائر , لعبت نفس الدور في كل مكان و أخذت على عاتقها ذات الوظائف .

8
في عملية التراكم الرأسمالي قامت البيروقراطية بإنجاز الغاية غير المنجزة فقط من قبل البرجوازية . ما احتاجت البرجوازية لقرون لتقوم به "من خلال الدم و الوحل" , أرادت البيروقراطية أن تحققه بشكل واعي و "عقلاني" في عدة عقود . لكن لا يمكن للبيروقراطية أن تراكم رأس المال دون أن تراكم الأكاذيب : ذلك الذي شكل الخطيئة الأصلية أو الأولى للثروة الرأسمالية يشار إليه بشكل شرير على أنه "التراكم الاشتراكي الأولي" . كل شيء تستخدمه البيروقراطية في البلدان النامية ليمثلها أو تتخيل أنه اشتراكي ليس إلا مركنتيلية جديدة منجزة . "الدولة البرجوازية من دون البرجوازية" ( لينين ) لا يمكنها أن تذهب أبعد من المهام التاريخية للبرجوازية , و قد بينت الدول الصناعية المتقدمة للبلدان الأقل تطورا الصورة التي سيأخذها تطورها القادم . ما أن وصلت إلى السلطة لم تجد البيروقراطية البلشفية شيئا أفضل لتقترحه للبروليتاريا الروسية الثورية من أن "تتبع دروس رأسمالية الدولة الألمانية" . كل ما يسمى بالسلطات "الاشتراكية" ليست إلا محاكاة متخلفة للبيروقراطية التي سيطرت على , وهزمت , الحركة الثورية في أوروبا . كل ما تستطيع البيروقراطية أن تفعله أو تجبر على فعله لن يؤدي سواء إلى تحرير الجماهير العاملة أو تحسين ظروفها الاجتماعية بشكل هام , لأن أهدافها لا تعتمد فقط على القوى المنتجة بل أيضا على الاستيلاء عليها من قبل المنتجين . في كل الأحوال ما لن تعجز البيروقراطية عن عمله هو خلق الظروف المادية لتحقيق كليهما . هل فعلت البرجوازية أقل من ذلك ؟

9
في الثورات الفلاحية – البيروقراطية فقط البيروقراطية تسعى بشكل واعي و واضح إلى السلطة . الاستيلاء على السلطة هي اللحظة التاريخية التي تضع فيها البيروقراطية يدها على الدولة و تعلن استقلالها في مواجهة الجماهير الثورية قبل أن تقضي على بقايا الاستعمار و تحقق الاستقلال الفعلي عن القوى الأجنبية . عند دخولها الدولة تقمع الطبقة الجديدة كل استقلالية للجماهير بالتظاهر بقمع استقلاليتها هي نفسها و تكريس نفسها لخدمة الجماهير . كمالك حصري لكل المجتمع تعلن نفسها الممثلة الوحيدة لمصالح المجتمع العليا . بفعلها هذا تكون الدولة البيروقراطية هي تحقق الدولة الهيغلية . بانفصالها عن قبول المجتمع و في نفس الوقت انقسام المجتمع إلى طبقات متناقضة : فإن الوحدة المؤقتة للبيروقراطية و الفلاحين هي وهم خيالي فقط ينجزان من خلاله المهام التاريخية الهائلة للبرجوازية الغائبة . السلطة البيروقراطية التي تبنى على أنقاض المجتمع الاستعماري قبل الرأسمالي ليست إلغاء التناقضات الطبقية , إنها فقط تستبدل طبقات جديدة , ظروف جديدة للاضطهاد و أشكال جديدة للنضال مكان القديمة .

10
فقط الشعوب المتخلفة بالفعل هي التي ترى قيمة إيجابية في سلطة سادتها . يبقى الاستعجال للحاق بالرأسمالية أفضل الطرق نحو تعزيز التخلف . لا تنفصل قضية التطور الاقتصادي عن قضية من هو المالك الحقيقي للاقتصاد , السيد الفعلي لقوة العمل . كل شيء آخر ليس إلا ثرثرة متخصصين .

11
حتى الآن حاولت الثورات في البلدان النامية فقط أن تقلد البلشفية بطرق مختلفة . من الآن فصاعدا فإن القضية هي في تجاوزها من خلال سلطة السوفيتيات .

مصطفى خياطي ( 1967 )

ترجمة : مازن كم الماز
نقلا عن http://www.bopsecrets.org





#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمع الاستعراض لغي ديبورد
- تصحيح بعض الاعتقادات الرائجة الخاطئة عن الثورة في البلدان ال ...
- كارل بولاني و العولمة لغيريش ميشرا
- من وثائق الأممية الموقفية ما بعد التصويت
- إعادة توزيع الثروة ؟ نعم ( لكن ليس كما يقترح أوباما ) بقلم ب ...
- إننا نتهم
- من سيدي إفني إلى المحلة إلى بغداد إلى السكرية
- عن حل الدولتين و حل الدولة الديمقراطية العلمانية الواحدة
- عن الحملة ضد ما يسمى بجرائم الشرف
- خطة إنقاذ وول ستريت لن تفعل الكثير لمساعدة الاقتصاد المريض
- الشيوعية التحررية لسيباستيان فاور
- أممية الفيدراليات الأناركية : تسعى إلى حركة أناركية أممية في ...
- بين الشكل الشمولي لرأسمالية الدولة و الشكل النيو ليبرالي
- الثورة المضادة و الاتحاد السوفيتي لماكسيموف 1935
- كيف ظهر الإمام أبو حنيفة في مسلسل أبي جعفر المنصور
- البيروقراطية و الفن
- أحياء دمشق الفقيرة كمنتج للثورة
- الاقتصاد السوري و أزمة النظام الرأسمالي و رأي الحكومة
- قتل فيل
- 1958 : الثورة الهنغارية


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - من وثائق الأممية الموقفية تصحيح بعض الاعتقادات الرائجة الخاطئة عن الثورة في البلدان النامية