فراس غضبان الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 2465 - 2008 / 11 / 14 - 06:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدوا أن اكثر الامم التي شغلت طبقتها السياسية بصراع الامريكان على كرسي البيت الابيض هم ساسة العراق .
فيهم من اوشك ان يقيم مآتم العزاء كأنه اصبح يتيما بأزاحة سيده بوش من الرئاسة ، والباب الاخر كاد ان يقيم أحتفالات وكرنفالات للفرح بفوز باراك اوباما وكأنه يلتقي معه في الجد الثالث فما السر وراء ذلك ..؟
هل ان العراق اصبح الولاية (52 ) ضمن الولايات المتحدة .. حتى نقيم المآتم والافراح ؟ ام ان الامر لايخلوا كما يقولون اهلنا من ( الانة ) ويبدوا ان هذا الشك في مكانه فالعديد من ساسة العراق وللاسف الشديد ربطوا مصيرهم بالسيد بوش او نائبيه ووزير دفاعه او وزيرة خارجيته ، وبقية حاشية الحزب الجمهوري الذين كانوا يغدقون على هذه الاذناب بعضا من فتات الموائد الامريكية وهي عامرة ومزدهرة من نفط العراق وهنا ينطبق عليهم المثل العراقي ( من لحم ثوره واطعمه ) .
الغريب ان كل افراد هذه الشلة الامريكية التابعة لبوش كانت ترفع شعار الفيل المتغطرس والذي انهزم امام الحمار الديمقراطي الذي يمثل اوباما .
اما المفارقة المضحكة فان هذا الامر يعني انه جماعتنا سوف يستبدلون الولاء من الفيل الى الحمار وهنا تكمن الكارثة ، لان موالاتهم للفيل جرت علينا الويلات ، رغم انهم كانوا يراهنون ويطمئنون الشعب عن الرفاهية والسعادة التي سيحصدونها من الاحتلال الامريكي .
فما الذي سيقدمه لنا أتباع الحمار وهم بالتاكيد أنفسهم الذين بايعوا الفيل .
هذه المرة سيقولون ان هذا الاسود من الاصول الافريقية طيب القلب ومسالم وهو غير مسؤول عن أخطاء وجرائم امريكا في العراق لانها ستعلق جميعا على شماعة بوش .
هل سنصدقهم مرة اخرى ونمنحهم بضعة سنوات من حياتنا وثروات بلادنا ام اننا مطالبون بالبحث عن البديل عن الفيل والحمار .
لابئس اننا نمشي وراء حمار من أصول عراقية وليس لقيطا لانعرف له اصلا او فصلا ، ومعنى ذلك علينا ان لانبني الامال على الاخرين مهما كان لونهم او صنفهم ومقدار قوتهم . وكان من المفروض ان نتعلم من تجارب ودروس الشعوب الاخرى .
هل يعقل اننا نعود مجددا تحت نير الاحتلال والانتداب ونتجاهل هذه المأساة ونملىء الدنيا ونشغل الناس بالمراهنة بمن ينتصر في الصراع على كرسي الرئاسة في امريكا وكأننا نستهين بكل مقدراتنا ونعلن بأننا مسلوبي الارادة ننتظر الرعاية من السيد في البيت الابيض .
كان الاجدى ان نحترم انفسنا وشعبنا وتاريخنا وان نثقف الاخرين على ان العراق دولة مستقلة وان ارادتها مرهونة بوعي الشعب العراقي ونضاله وليس بمكرمات البيت الابيض سواء كان رئيسه ابيض او اسود .
#فراس_غضبان_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟