ظاهر شوكت
الحوار المتمدن-العدد: 2465 - 2008 / 11 / 14 - 02:46
المحور:
الادب والفن
بعد سنواتٍ من نزوحي قسراً عن مدينتي الفاتنة ,عدت حذراً,أتوجس من كل شيْ,أما الذين سبقوني في رحلة العودة ,فقد كانوا يتهامسون ,يبتسمون ,وإذا ظفرت بهم عيوني إعتدلوا في هيئاتهم واصطنعوا الوقار في أصواتهم مرددين:لقد مررنا فيما تمر به انت اليوم,ثم وبصوت أعلى:إطمئن ,لقد عبرنا الجسر,فلايمكن أن تعود عقارب الساعة الى الوراء,لقد ادرك الناس اللعبة,فالعائدون سيموتون مدافعين عن بيوتهم,ولن يغادروها ثانية,أجل لقد تغيرت الامور التي شرعت تنجلي,فقد عاد العراقيون الى تاريخهم في مقاومة المغول حتى تمكنوا من طردهم .
في عصر أحد الأيام,كان قلبي يرقص فرحاً,كان رأسي يشعر بخدر لذيذ,تزاحمت الاحلام الى النفس المتعبة لتطل الامنيات فتشطب الجملة التي كنت أرددها متحسراً:إنها الخيبة ثانية يا ولدي!
رغم إفتقار النهر الى مائه ،رغم بؤس الخضرة على الجانبين فقد بدت الحياة حارة ،طرية ،صاخبة ،سيارات لا يستوعبها الشارع ،أصوات متنوعة ،أغانٍ للشباب ،إزدحام الناس على كتف النهر الجريح ،ربما كانوا يجربون شجاعتهم أو يقضون على مخاوفهم بل يعيبون على أنفسهم ترددها ،الأضوية بدأت تعانق الحياة بعشق ،فحمداً لله حمدا .
من بعيد ،ربما لشدة الفرحة قرأت لوحة خطت عليها عبارة قرأتها آنذاك : ( معرض النور ) ،التهمني الفرح حقا ،فشرعت أشرح وبحرارة ماذا تعني هذه التسمية إنها تعني – بلا شك – الطيبة ،الثقافة ،الايمان بالمستقبل الجميل ،نبذ الظلام فلماذا لا يبحث الجميع عن تسميات رائعة مثل : نور ،عطاء ،فجر ،ربيع ،أمل ،وفاء ...................................
قهقه صاحبي على نحو مجنون حتى أفزعني وهو يصرخ : يبدو أن الفرحة جعلت عينيك لا تميز الحروف ، أعد النظر كرةً أخرى ،إنه معرض النمور فما زلنا نحلم بالغابة وربما يعيش البعض فيها ،استيقظت من غفوتي فأرتداني خجل يعبر عن طيبتي وسذاجتي في آن معاً ،حين نسيت أن التغيير في الذائقة لا يتم بين يوم وليلة
#ظاهر_شوكت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟