يوسف هريمة
الحوار المتمدن-العدد: 2464 - 2008 / 11 / 13 - 06:10
المحور:
الادب والفن
في بلاد العربان
كتبوا التاريخ من خلْفٍ
وقالوا لأقلامهم:
لا تشعلي نارا
اكتبي دون أن تكتبي
لا تذرفي دمعا
فالأرض قد شحَّت
ولم تعد تقبل حتى الأمطارا
في بلاد العربان
كنت أمشي وفي يدي غصن زيتون
تلألأت حباته في عيني
تكسر الغصن وتدفق الزيت
وما أشعلت أنوارا
حتى الطيور هاجرت
وعشُّ الحمام تسرب
وخيوطه نسجت عارا
مشيت ومشيت...
تذكرتُ
سيادة الوزير
وزير الحقوق بحقيبة فارغة
وهو يخطب
وزارتي قد حملت أوزارا
الحرية لكم...
العدالة لكم...
المساواة لكم...
الحرية الجنسية لكم...
فليشرب الظمآن...
ولْيَفْرَحْ من ارتشف أرض العربان...
سرا وجهارا
مشيت ومشيت...
تذكرت
تقارير الأمم المتحدة
حرية التعبير صفر...
التعليم صفر...
الصحة صفر...
التنمية صفر...
كفكفي دموعك بلادي
حسابنا صفر وأصفارا
حقوقي حقوقي
هكذا كان ترتسم الكلمات على وجه النضال
حقوق من؟
الذئب ينافح بلسان من خشب
والحَمَل يصفق،
إنه مناضل...
إنه ثوري...
لا يقبل مساومة وأعذارا
أتى يوم الحساب
كشر الذئب على أنيابه
سخرت مخالبه من الضحية
وانتفخ البطن مالا
وساخة، قذارة، وأقذارا...
أيها السادة:
أمسكوا عنا حضارتكم
فبسكينها قتلتم فينا إنسانا
والبساتين من لوعة الفراق
ما أثمرت أزهارا
لغتكم أعجمية
ونحن لا نكاد نفقه قولا
ما بال زهوركم تذبل في أرضنا
وتشعل نارا؟
أين شجر الأرز الشامخ؟
والنخيل تعلو علوَّ هامتنا
أشجار.... وأشجارا
أمسكوا عنا حقوقكم...
حريتكم...
فهل رأيت عبد العبيد يوما
صار سيدا
وتزعَّم أحرارا؟
#يوسف_هريمة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟