ظاهر شوكت
الحوار المتمدن-العدد: 2462 - 2008 / 11 / 11 - 06:36
المحور:
الادب والفن
هناك ،في المدينة المشهورة برمانها ،وحين كنت تلميذا في الصف الثالث الابتدائي من مدرستنا الرائعة لحد اليوم ،كنت اطير كالعصفور ،اتباهى كالزهرة ،اغرد كالبلبل وانا التهم الفرح ،وكالنخلة لا اخاف الرعد ولا الريح ،اسمع بالفيضان ،تجمع مدرستي معونة الشتاء ،وهبتني وزارة المعارف بدلة وحذاء ،لبستهما حتى وانا نائم ،لاني مأخوذ بهما لحد العشق ،وفي آن معا كنت مشغولا بضم الفلس الذي اخذه يوميا من ابي الى الفلس في اليوم التالي لاجمع عشرة فلوس . انطلقت كالسهم لأشتري من الحانوتي القريب ورقة مستطيلة عليها ست صور للملك – المفدى – كما علمونا ان نردد . طرت عائدا الى امي وأنا أصرخ : امي ،لقد اشتريت الملك المفدى ،وبسرعة البرق كذلك علقتها على جدارنا الطيني ثم اضطجعت قبالتها انظر مبهورا الى جلالته .
كنت أعتقد أنه يرانا ،يسمعنا ،يراقبنا ،وأنه بالتأكيد سيعاقبنا إن ................
أدركت امي الرائعة بذكائها حلقة الضعف هذه فاستخدمته وسيلة فعالة للسخرة . وفعلا لم ارد لها طلبا ،ولم امتعض الا في حالة واحدة ،حين تطلب مني أن اشتري ملء قنينة زجاجية صغيرة ( قنينة البيبسي كولا ) من النفط حين يمتنع ( البريمز* ) عن العمل لنفاد وقوده .
على مضض اذهب الى الحانوتي المتخصص ببيع النفط املأ قنينة البيبسي كولا نفطا واعود مسرعا لاغسل يدي واتخلص من الرائحة القوية للنفط آنذاك .
ترى ماذا ستفعل امي لو نهضت اليوم وارادت ان تطبخ لنا على ( البريمز ) ؟ فمن اين ستشتري قنينة نفط بعد تأميمه ؟! أتستطيع أن تهددني بالمفدى إن امتعضت او امتنعت ؟!
*البريمز : صورة بدائية للطباخ النفطي استخدم قديما
#ظاهر_شوكت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟