معنز رشدي
الحوار المتمدن-العدد: 2462 - 2008 / 11 / 11 - 06:30
المحور:
الادب والفن
خزي الضفادع اللاحمة
الطريقة الشهيرة في كشف لعاب المنتمين الى احط مدارك حزب البعث المقبور من الشعراء
خاصة ، والفنانين عامة ، وذلك عبر رصد ما سال منه في طوايا نصوصهم ؛ لم تعد مجزية .
ففي العراق ، ذلك البلد الذي ارضعتهم فيه ثعابينُ حزب البعث السم ، ولقنتهم ضباعه طرائق شم
رائحة المخالفين لمناهجه القراقوشية عن طريق الشبهة والظن ، بعض ابناء هذا البلد المبتلى وضعوا
اياديهم الكريمة ، حقا ، على اضابير عائدة لرفوف ودهاليز اجهزة مخابرات وامن النظام البائد .
فقد تم العثور على كثير منها ، في الفوضى المرعبة التي تلت سقوط النظام .
كانت اسماء كتبة التقارير ، وكاسري رقاب البشر باثمان بخسة دراهم معدودات ، واضحة لا لبس فيها .
ومن بينهم شعراء ثمانينيون ، دوخوا رؤوسنا باشعارهم ومقالاتهم عن حرية وجنون الشاعر والكاتب
المحدثين .
وتكاد غالبية الاسماء المكرسة ، حينئذ ، في صحف ومجلات النظام كالثورة والقادسية والجمهورية
وبابل وحراس الوطن والاقلام وافاق عربية ، قد ارتكبت هذا الفعل الجرمي الشائن ، اي كتابة التقارير
لاجهزة امن النظام المكلفة برصد حراك وهواجس الوسط الثقافي العراقي .
لم يكونا المجد والشهرة ، في اروقة وزارة الاعلام العراقية ، طريقا سالكة لكل من هب ودب ، فلكي تنالهما
ينبغي عليك ، اولا ، تلطيخ كفيك ولسانك بدماء المشكوك في ولائهم لاسيادك .
باب الشهرة جسدُ مخالفٍ سيء الحظ ، قد يكون اخا او صديقا لك . ومفتاحها تقرير مكتوب بمهارة قواد وجلاد متلبس
لبوس شاعر او ناقد تشكيلي .
لكأن البعث اخرج هؤلاء بدمائهم الفاسدة من بيضة فاسدة .
بعضهم طرح على رفاق السوء من ضباع البعث خدماته بلا تكليف منهم .
والبعث ، في نهاية الامر ، هو البعث كما عرفناه ؛ لا يضع وذرة لحم في ماعونك ان لم تكن ساقطا
وفاسدا مثله .
بعض كتبة التقارير من الشعراء الثمانينين ، كانوا على قدر من الموهبة ؛ كعدنان الصائغ رئيس تحرير
مجلة حراس الوطن سيئة الصيت ، و ( م . ت . ن ) والذي اصدر مجموعة شعرية في ثمانينات القرن المنصرم
احدثت من الضجة ما احدثت . و ( ح . ق ) صاحب اول دراسة انسكلوبيدية عن فكر وفلسفة قائدنا الجريذي .
ووسام هاشم ، وهو اضعفهم موهبة ، ولكنه اشدهم بأسا في كتابة التقارير . و ( ح . ن ) وهو شاعر صعلوك
كتب تقارير فاشلة وصفت ، حينها ، بالجبن لكونها كانت رحيمة وخجولة . اما بالنسبة لعلي السوداني ، فقد كان ،
والحق يقال ، نظيف اليد ، ولكنه ورط نفسه مع مخابرات دولة المنظمة العراقية السرية في زمن ما بعد الاحتلال
كما ورطها ، شر ورطة ، مع المخابرات الاردنية .
آفة هؤلاء انهم يعشقون الشهرة واللذة ولو على حساب ضمائرهم . ويكرهون الكدح الشريف الحلال .
وقصة عمل الكتاب في مهن غير مهنهم الاصلية معروفة لكل من هب ودب . مهن متعبة ومقرفة احيانا ، ولكنها
تحفظ للمرء ماء وجهه وكرامته كانسان اولا واخيرا ، وليس كسلعة تباع وتشترى في مزادات الدماء والدموع والرقاب
المكسورة .
اما بالنسبة للستينيين والسبعينيين والتسعينيين فحدث ولا حرج ، اذكر منهم ، على سبيل المثال لا الحصر : منذر الجبوري
ومنذر عبد الحر الغبي ، وحميد سعيد ضيف الشرف الدائم على حفلات التعذيب والشواء البشريين . وسامي مهدي بصلعته المغسولة
بزيت خروع رديء ، والمكفوخة ، كفخة ابدية ، بالشمس . وعبد الخالق قيطان . وخالد مطلك الهارب الى الامارات من سوء
سمعته كضابط امن برتبة شاعر . وعباس الازرقي ، وهو نديم شعراء بمستوى عضو عاطل عن المروءة والعمل . ولؤي حقي
وهو ثمرة محرمة لعلاقة غير شرعية في سرير جمع امه بصدام حسين ، والويل الويل لمن كان يقول له عكس ذلك ؛ هذا النغل
اتى بما لم تأت به الاوائل ؛ نغل فخور . وعبد المنعم حمندي الغليظ الوجه واليد واللسان . ورشا فاضل . وامل الجبوري
حاملة قرابين العاهرات البعثيات الى مراحيض جهنم . وفاروق يوسف الرداح الاشد بعثحالجية من خالد علي مصطفى .
ورعد بندر الديوث . وعباس جيجان الشاعر البعثي المتلبس لبوس عاهرة بشوارب قواد كثة في شوارع سوريا والخليج .
وعبد الباري عطوان ؛ صحيفة القدس العربي قائمة على ساقين من عظام ضحايا قبورنا الجماعية . وجواد الحطاب صاحب
اكبر واغبى خدين في العالم ، والذي اغتصب كل النساء اللواتي عملن معه في صحف وجرائد وزارة الاعلام الفرانكشتانية
وقد دعي غير مرة لاغتصاب الشيوعيات في السجن ، هذا الوحش الشعري ما زال حرا طليقا في بغداد ، وليست محاولة
اغتياله المفبركة الا محاولة منه ، بالاتفاق مع البعثيين طبعا ، لاخراس لغط وهمهمات تعالت ، متهمة اياه بالضلوع في جريمة
اغتيال المثقف العراقي الكبير كامل شياع . وعبد الستار ناصر القمرجي العفن ، والتي وقعت تقاريره بين يدي صديق لي من
سكنة منطقة البلديات .
لقد افسد البعث ابناء له اشد فسادة ودونية منه .
كان الوسط الادبي العراقي ، حينذاك ، مباءة حقيقية .
ما ان سقطت عظمة عليها دسم وفير من جيوب الحزب حتى تناهشها هؤلاء بتقارير مسمومة كسرت رقاب اخوة واخوات لنا .
ان ادباء العراق لفي ورطة مع انفسهم اولا . الا من رحم ربي .
تراب عليهم .
في المقال القادم مزيد من الاسماء .
ان عمود ثقافتنا العراقية الفقري ، قائم في جسد طويل شعر الرأس والاظافر . منهوش لحم الطيز بانياب كلاب سائبة .
له شوارب عروبية كثة ، وثديا سخلة عجوز ومتهتكة . والجسد ، كما تعلمون ، عبارة عن هيكل عظمي مزخرف
باحط شعارات وهوسات غيادتنا ( بالغين كما يلفظها تكارتة الشيطان ) الحكيمة .
تراب عليهم و : تُف .
والمبكي المضحك في الامر ، انهم ما ان تجمعهم طاولة ما ، فان اول ما يتبادر على اذهانهم الخاوية ، هو تراشق العظمة
بمفردات بائسات معلوكات بالف ضرس وناب ، كأن يقول واحدهم لصاحبه : انت مجنون . فيرد عليه الآخر البئيس : يا اخي
انت شاعر مشاكس . فينبري الاول ، بلا حياء يذكر ، الى رد الرشقة برشقتين : حبيبي انت ايها العدمي النحيل . فلا يفوت الاخر
فرصة اثبات المحبة للصديج الوفي : الله يا رائع ، يا اخي منجزك اثار جنون اعداء الحداثة والابداع . فيصرخ الاول المنافق منهما
بصوت دامع وعينين محتقنتين بالجاجيك : لك داد احنا احسن شعراء في الكون . وعلى هالرنة وطحينج ناعم حتى الصباح الباكر .
من اين لكم كل هذا الجمال والروعة يا ادباء وشعراء العراق : منجز ، رائع ، مجنون ، مشروع ، مشاكس ، مدونة ، تجاوز ، نص باسل .
ان وسطا ، لا يخجل نقاده من كتابة النقد بمفردات شعرائه البائسين ، لهو سهل الاختراق كفرج عاهرة .
في مثل هذا الوسط الادبي والفني التافه ازدهرت ثقافة وعبقريات كتاب التقارير .
تراب عليكم . واه على شعب بسطاء مساكين ابتلى بكم يا : نغوله .
#معنز_رشدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟