انتصار عبد المنعم
الحوار المتمدن-العدد: 2462 - 2008 / 11 / 11 - 06:45
المحور:
الادب والفن
علي أن أخفي الوردة الحمراء . لو رأوها لا أدري ماذا سيحدث لي بعدها . زجاجة البارامول التي طلبتها ريم ماذا سأفعل بها ؟ الشراب هو الآخر أحمر اللون. لن أصل إلى البيت سالما اليوم . وهذا العلم الذي يضم اللون الأحمر . أصر صديقي نواف أن يعلقه على زجاج السيارة تشجيعا لفريقه الذي وصل لنهائي كاس خادم الحرمين الشريفين . اشارة المرور هي الأخرى حمراء . هل سيعاقبونني على هذا أيضا ؟ تباً لهذا المسمار لقد جرح يدي . طلبت مرارا من الفلبيني راؤول أن يقطع هذا الجزء الناتئ منه . بقعة الدم حمراء واضحة على شماغي الأبيض. ولا أجرؤ على خلعه اليوم . بالتأكيد سيلاحظون شعري الطويل المسترسل على كتفي . سيلاحقونني . سيأمرونني بترك سيارتي في الجراج ثم يصحبونني في سياراتهم المكيفة ليتم حجزي في السجن المكيف . سأسمع العظات التوجيهية وهم يطلبون مني التوبة عما اقترفته من ذنوب حمراء في هذا اليوم الذي صار اللون الأحمر فيه ذنبا ومعصية يستوجبان التوبة النصوح . سألزم الصمت بالطبع وأرسم على وجهي علامات الندم . ولا مانع أبدا من أن أستحضر دمعة فتكون توبتي صادقة . سأمزق العلم الأحمر أمامهم وأهشم زجاجة البارامول . وألعن كل الإشارات الحمراء . سأتبرأ من كريات دمي الحمراء . سأعلن الحرب وأشحذ سيوف الجهاد ضد اللون الأحمر . سأهتف مطالبا بالقصاص ممن سولت له نفسه وسمح لهذا الغربي فالانتاين بأن يدنس واجهات محلاتنا الطاهرة . وعندما أرى نظرات الرضى على الوجوه ، سأتوسل إليهم أن يمنحوني الفرصة لأكون في صفوفهم مجاهدا ضد كل ألوان قوس قزح لا على تلك البدعة الحمراء فقط !!
#انتصار_عبد_المنعم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟