جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 2462 - 2008 / 11 / 11 - 01:00
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
ما هو الفكر اليساري :إن الفكر اليساري يبقى يساريا مهما تبدلت الظروف وهذا يعني أن الفكر اليساري يختلف عن المعارضة السياسية فالفكر اليساري المعارض يبقى يساريا معارضا أما المعارضة فإنها تتخلى عن اليسارية إذا وصلت للسلطة وحكمت الشعب أو إذا شاركت في الحكم وهذا هو الصحيح حتى الفكر اليساري لا يحكم الشعب حكما مطلقا بل يشارك في الحكم ويشارك في صياغة قوانين حكم وطرائق حكم أما أن يحكم حكما مطلقا فهذا لا ء.
والمعارضة السياسية لها أجندات خاصة كل يوم هي في شان وكل يوم هي تختلف عن غيرها وصديق اليوم بالنسبة لها هو نفسه عدو الغد أما الفكر اليساري فإنه يختلف إختلافا مطلقا .
فالفكر اليساري وخصوصا اليسار الإجتماعي يبقى يسارا ويبقى معارضا للدين نفسه الدين الذي يرفض التطور والتنمية الشاملة ويقيم مع الدولة واليمين علاقات ود وإحترام وتبادل مصالح على حساب رغبة الشعب بالتغيير والتطوير .
اليمين المتخلف عقليا وإجتماعيا يناهض مصالح الأمة وقد يأتي يوم في الدول العربية لنشعر أنه لا يمكن التعايش مع الأنظمة اليمينية المحافظة لنطلب بالتالي الثورة البيضاء أو الحمراء أو الهجرة واللجوآت السياسية جراء عمليات القمع اليمينية المتطرفة في الدولة والمؤسسات الحكومية الرجعية الخالصة المخلصة للنظام المتقوقع والذي يرفض التغيير المطلق .
إن الفكر اليساري في الدول العربية يبقى يساريا مهما تبدلت الظروف وهو لايقيم علاقات سياسية من أجل المعارضة وتحقيق المكاسب وإنما الفكر اليساري يبقى معارضا للنظم الإجتماعية ويبقى معارضا للنظام السياسي إذا تحولت الإتجاهات اليسارية الإجتماعية إلى أحزاب سياسية يسارية ومعارضة في آن واحد .
إن هنالك تلغيز على الفكر اليساري من قبل اليمين المحافظ المتطرف فاليسار ليس تطرفا بل اليمين هو المتطرف وهو الذي يرفض أن يتصالح في الدول العربية مع الإتجاهات اليسارية الإجتماعية لقد أبدت فرنسا رغبتها في التغيير والإعتراف بالفكر اليساري وأصبح الفكر اليساري في فرنسا يشبه حكومة الظل أو قل أنه هو حكومة الظل التي تنتدب نفسها نيابة عن الشعب لرعاية مصالحه وللتحدث بإسم الطبقات المسحوقة سياسيا وثقافيا وإجتماعيا .
أما في إنكلترا فقد بدأت عملية المصالح منذ 1640م مع الفكر أو الإتجاهات اليسارية وبدأ الفكر الديني يقبل بالتغير أما في فرنسا فقد إستدعى الوضع هنالك لإقامة علاقات دموية مع الملك والكنيسة إلى أن أذعنت الكنيسة للشعب وقطعوا رأس الملك .
أما في الفكر اليساري الإنكليزي فقد بقي رأس الملك على جسده ولم يضطر هنري الثامن أو الذين جاؤوا بعده إلى تغيير رؤوسهم لأنهم إعترفوا بالجميع والجميع إعترف بهم .
لا توجد في الفكر اليساري عائلات مقدسة تحكم الشعب بإسم المسجد والكنيسة لذلك يجب أن تستجيب الحكومات العربية لرغبة الجماهير بالتغيير السريع .
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟