أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زهير الخويلدي - الزمن ضد الحقيقة














المزيد.....


الزمن ضد الحقيقة


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 2458 - 2008 / 11 / 7 - 09:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


جيل دولوز
ترجمة زهير الخويلدي
السؤال عن الحقيقة هو السؤال الحقيقي في الفلسفة ولذلك يطرح بشكل حقيقي إذا ما ربطناه بالسؤال عن الزمن وقلبناه على جميع وجوهه وشرعنا في البحث عن نقيضه أي السؤال عن الخطأ وإذا ما عرضناه وشرحناه على مشرحة التاريخ والزمن ولكن تشريح السؤال عن الحقيقة على محك الزمن هو الذي يوقع في أزمة ويحوله إلى مفارقة ليس لنا منها مخرج، فكيف سيعمل دولوز على إيجاد حل لمفارقة الحقيقة عندما يستنجد بمفاهيم لايبنتز عن الممكن واللامتجانس واللاتمايزية ورجها بواسطة المطرقة النتشوية؟
"إذا ما اعتبرنا التاريخ الفكري فإننا نلاحظ أن الزمن كان دائما وأبدا مصدر أزمة تصور الحقيقة.. وما يوقع الحقيقة في أزمة ليست الحقيقة التي تتنوع عبر العصور وليس المضمون التجريبي البسيط بل الشكل أو بالأحرى القوة المحضة للزمن .
تتفجر هذه الأزمة منذ القديم في مفارقة أشكال المستقبل الحدثي. لو كان صحيحا أن معركة بحرية يمكن أن تحدث غدا فكيف نتجنب أحد النتيجتين الآتيتين: أما أن ينبثق المستحيل من الممكن( لأن المعرفة لو حدثت فانه لا يمكن أن تحدث) وأما ألا يكون الماضي ضروريا ( لأن المعركة يمكن ألا تحدث).
انه من اليسير أن نعالج هذه المفارقة معالجة جدلية: إذا لم نبين على الأقل صعوبة التفكير في العلاقة المباشرة بين الحقيقة وشكل الزمن فإننا نكون محل اتهام لكوننا أسكنا الحق بعيدا عن الموجود أي في الأبد أو ما يحاكي الأبد. ينبغي أن ننتظر لايبنتز حتى تجد هذه المفارقة الحل الأكثر براعة ولكنه أيضا الأكثر غرابة والتفافا.
لقد ذكر لايبنتز أن المعركة البحرية يمكن أن تحدث أو لا يمكن حدوثها ، غير أن هذا لا يحدث في عالم واحد، أي يمكن حدوثها في عالم ولا يمكن حدوثها في عالم آخر، وهذان العالمان هما ممكنان ولكنهما لامتجانسان مع بعضهما البعض. ينبغي أن نختلق التصور الرائع عن اللامتجانس (المختلف عن المتناقض) لكي نحل المفارقة التي تنقذ الحقيقة.
إن الذي ينبثق منه الممكن حسب هذا المعنى هو اللامتجانس وليس المستحيل، وان الماضي يمكن أن يكون حقيقيا دون أن يكون حقيقيا بشكل ضروري. غير أن تصور الحقيقة سيعرف حينئذ هدنة بدل أن يجد حلا. انه لا شيء يمنعنا أن نثبت أن اللامتجانسات تنتمي إلى نفس الكون:" يحتفظ يانغ مثلا بسر، ثم يطرق بابه مجهول. يمكنك لفانغ أن يقتل الدخيل ويمكن للدخيل أن يقتل فانغ. لكن يمكن للاثنين أن ينجوا من الخطر ويمكن لهما أن يلقيا حتفهما والخ... يمكن أن تصل إلي ولكن في واحد من ممكنات الماضي كنت عدوي وفي عالم آخر صديقي.." هذا هو جواب برجس إلى لايبنتز:"إن الخط المستقيم بوصفه قوة في الزمن وبوصفه متاهة في الزمن هو أيضا خط يتشعب وما ينفك يواصل هذا التشعب بالمرور من أشكال لامتجانسات حاضرة والعودة إلى أشكال ماضية غير صحيحة ضروريا.
تنجم منزلة جديدة للسرد أي أن السرد يكف أن يكون سردا محقا بمعنى أن يطمح إلى الحق من أن يكون من حيث الماهية كاذبا. لا يتعلق الأمر أبدا بأن يكون لكل واحد حقيقته بل تنوعية متعلقة بالمضمون. إنها قدرة الخطأ التي تعوض وتشوه شكل الحق بما أنها تطرح تزامن أشكال اللامتجانسة من الحاضر أو تعايش أشكال من الحاضر ليست حقيقية ضرورة.
يبلغ الوصف البلوري من الآن فصاعدا إلى لاتمايزية الواقعي عن الخيالي، لكن السرد الكاذب الذي يناسبه يقوم بخطوة إلى الأمام ويطرح في الحاضر فروقات غير قابلة للتفسير ويطرح في الماضي بدائل غير قابلة للحسم بين الحق والخطأ.
إن الإنسان المحق قد مات وكل نموذج من الحقيقة ينساب من أجل منفعة السرد الجديد. إننا لم نتكلم عن المؤلف الأول في هذا المجال: إن نيتشه هو الذي جمع تحت اسم إرادة القوة القدرة على الخطأ إلى شكل الحق ووجد حلا لأزمة الحقيقة عندما سعى إلى تحديدها مرة واحدة إلى الأبد ولكن بشكل متعارض مع لايبنتز من أجل منفعة الخطأ وتحت اسم القدرة الفنية الخلاقة..."
من كتاب الصورة- الزمن
كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملف ماركس ومبررات اعادة الاحياء
- صورة الفيلسوف
- هل تؤدي عقلنة الدين إلى تدين العقل؟
- وول ستريت الثانية نهاية ايديولوجيا العولمة
- المسألة الوطنية: طريق جورج عدة من اليهودية إلى الإنسانية الت ...
- ترشيد ثقافة الافتاء
- منطق الاختراع العلمي عند العرب
- ملتقى فلسفي عالمي حول -الكلي ومصير الإنسان-
- موقف ميشيل فوكو من صعود الروحانية السياسية في إيران
- عودة من الباب الكبير
- استحالة التعايش بين باكستان والحكم الشمولي
- كان الشاعر محمود درويش ما سوف يكون
- علمنة الدين شرط امكان قيام الديمقراطية
- غرامشي والفيلسوف الديمقراطي
- عندما يزف المقاوم واقفا المسيري يترجل


المزيد.....




- -العين بالعين-.. كيف سترد الصين على أمريكا بعد فرض ترامب رسو ...
- ساعة رونالد وثمنها بلقطة مع تركي آل الشيخ بحلبة UFC
- دراسة صادمة .. الأرض قد تحتوي على 6 قارات فقط!
- قوانين جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي تدخل حيز التنفيذ في ا ...
- تسع دول تشكل -مجموعة لاهاي لدعم فلسطين-
- وفاة الرئيس الألماني الأسبق هورست كوهلر
- مهاجم مدرسة قازان أراد تدميرها بالكامل
- دراسة جديدة تفنّد الفرضيات السابقة حول علاقة صحة الأم باضطرا ...
- من السلطان سليمان إلى أردوغان: تطور الاستخبارات في تركيا
- عصر القطب الواحد انتهى – ماذا ستفعل الولايات المتحدة؟


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زهير الخويلدي - الزمن ضد الحقيقة