أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد الكحط - غادرنا مبكرا دون وداع الرفيق عادل طه سالم في ذكرى غيابه الخامسة عشرة














المزيد.....

غادرنا مبكرا دون وداع الرفيق عادل طه سالم في ذكرى غيابه الخامسة عشرة


محمد الكحط

الحوار المتمدن-العدد: 2456 - 2008 / 11 / 5 - 08:43
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في الثامن من نوفمبر 1993م غادرنا مبكرا دون وداع
الرفيق عادل طه سالم

كان شتاءاً حزينا، لحظات مؤلمة وقاسية، بل أقسى ما واجهت في حياتي، أن أسير في جنازة أعز أصدقائي، صديق الطفولة والصبا ورفيق الدرب وزميل الدراسة، لم نكن فقط رفاقا وزملاءا وأصدقاءا، كنا أكثر من أخوين، كان ظلي وكنت ظله، يفهمني وأفهمه، رحلتنا المشتركة استمرت طويلا، فرقتنا المسافات ولم تبعدنا عن بعض، كنا نلتقي، فكلانا يبحث عن صاحبه، كم من مرة التقينا دون موعد مسبق، كانت الصدفة أو كما يقول هو، "أننا قطبان متجاذبان سرعان ما نلتقي"، منذ سنة 1969 تعارفنا، كنا في الصف الأول المتوسط، أذكر اليوم والساعة والمكان، هناك حيث مدينة الثورة مدينة الكادحين والمثقفين والمبدعين وليس كما يتجنى البعض عليها اليوم، منذ اليوم الأول أصبحنا أصدقاء وكأننا نعرف بعضنا البعض منذ سنين، كان بيتهم ملتقى للمبدعين والمثقفين، مكتبتهم عامرة كما كانت مائدتهم عامرة دوماً، كنا ندرس مع بعض ونتقاسم اللقمة، وما أطيب قلب أم عادل وما ألذ طعامها، أكملنا المتوسطة والثانوية معا، وكانت خطواتنا النضالية معاً، أسسنا فرع اتحاد الطلبة العام في إعدادية طارق بن زياد في مدينة الضباط، التي كانت خالية من أي تنظيم سابق للإتحاد فيها، مما أثار عملنا سخط البعثيين وزمرة الاتحاد الوطني للطلاب، واجهنا المصاعب بروح حماسية عالية، كان هو يتحرك بهدوء بين الطلبة وكسب البعض منهم، كون المهمة صعبة فهناك أبناء الضباط لهم وضع نفسي خاص، ليس من السهولة أن ينجذبوا لهكذا نشاط قد يتعرضون من خلاله إلى مصاعب هم بعيدين عنها، كان نشاطنا الثقافي والسياسي في مدينة الثورة معروفا للعديد من أهالي المدينة، كان محبوبا ومرحبا بالضيوف والأصدقاء، يحس بالجميع ويحب الجميع، ولكون العائلة مهتمة بالشأن الفني، فكانت محط أنظار واهتمام الآخرين، لم يخلو بيتهم يوما من ضيوف أو أصدقاء، وكان هو الابن الأكبر في العائلة وعليه مجاملة الجميع، كان يحس بسعادة كبيرة وهو يلتقي مع الآخرين.
ذهب هو إلى كلية الإدارة والاقتصاد وأنا إلى كلية الزراعة، لكننا تواصلنا في علاقتنا التي كانت تضم رعد مشتت وماهر جيجان وغيرهم، عندما سافرت لأول مرة إلى الخارج سنة 1976م كان هو رفيق السفر، صاحبنا الطائرة بالصدفة العزيز ياسين النصير الذي تعرفنا عليه من خلال الحاج أبو عادل"طه سالم" في المطار وكنا متوجهين إلى برلين، من برلين توجهنا إلى وارشو ومنها إلى عدة دول اشتراكية، أختار هو زيارة دول معينة وسافر قبلنا، بعدها وصلت إلى تركيا، كنت في شوارع اسطنبول أفكر به، وإذا به أمامي تعانقنا وضحكنا كأطفال.
بعد الهجمة الدكتاتورية على الحزب غادر هو العراق مرغما، بسرية دون أن يودعني، لكن أهله أوصلوني عنوانه وسلامه، بعدها غادرت أنا الوطن وتنقلت بين عدة دول وكنت دائم السؤال عنه وهو كذلك، وصلت سوريا سنة 1982م، كنت في دمشق أبحث عنه وإذا به أمامي في الشارع وجها لوجه، سرنا معاً كالأطفال نلهو بفرح، افترقنا من جديد وطال البعد ولكننا اجتمعنا من جديد سنة 1992م في بلغاريا، قضينا سنوات فيها الحلو وفيها المر، توطدت صداقتنا، لم تعكرها الظروف الصعبة.
يفرح لفرحي ويحزن لحزني، تحمل الكثير من معاناة الغربة لكنه لم يتغير سلوكه ولا طيبته ولا أفكاره.
كان الوقت ليلاً، رن الهاتف أعتصر قلبي، لم يكن الخبر قاسيا فقط، لقد شل جسدي، كان بيني وبينه 600كم، أخذت القطار الليلي وصلتهم صباحا، لم يكن عادل هذه المرة في انتظاري كالعادة مرحبا ومعانقا، كان هناك يجثو في المستشفى راقداً رقدته الأبدية، لم أصدق، أهكذا تتركنا دون مقدمات، ما أقسى اللحظة.
سنوات طويلة صعبة مرت، لا زال الألم يعتصر قلبي...!!!
مجدا لك أيها الرفيق والصديق والأخ الحبيب، في ذكراك، وأعلم أنك في القلب وأن أهلك وأصدقاءك لن ينسوك أبداً.



#محمد_الكحط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبدعون في الغربة الفنان فاضل جواد المسافري
- في اللومانتيه خيمة طريق الشعب خيمة كل العراقيين
- كلنا نغني تحت خيمة طريق الشعب اللومانتيه، عيد باريس الكبير ع ...
- استذكارات الأيام الصعبة في عيد الصحافة الشيوعية
- جندي مجهول أسمه عبد الغني ججو
- السويد تحتضن مؤتمر العهد الدولي مع العراق
- سنوات الضياع المسلسل الذي أضاع أبطاله بوصلتهم
- باليه (كوستاف الثالث) عرضٌ راق لفنٍ راق
- في ميلاد الحزب، رفاق يستذكرون الأيام الصعبة
- رفيقٌ غادرنا قبل الأوان في ذكرى رحيله العاشرة الرفيق النصير ...
- ستوكهولم تشهد حفلاً شعرياً على شرف الذكرى المجيدة
- بلدية مقاطعة سبونغا تكرم الشاعر العراقي جاسم الولائي.
- أكليل الورد
- وقفة لابد منها
- الديانات السماوية وتحريم إراقة الدماء
- -المرأة والتكنولوجيا-
- المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون
- عشرون عاماً على الجريمة النكراء، حدثان وحّدهما التأريخ والدل ...
- مناضلان من الرعيل الأول
- ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد الكحط - غادرنا مبكرا دون وداع الرفيق عادل طه سالم في ذكرى غيابه الخامسة عشرة