صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2455 - 2008 / 11 / 4 - 06:53
المحور:
الادب والفن
18
.... .... .....
غصنٌ شامخٌ ..
اخضرارٌ متصالبٌ بشهقةِ البحرِ
زهراتٌ ململمةٌ على بعضِهَا
بانسجامٍ لذيذٍ
متوهِّجةٌ بالشَّوقِ
إلى ياسمينِ الرُّوحِ
يداعبُ النَّدى خدودَ النَّهارِ
فتهطلُ رذاذاتُ المحبّةِ
على أغصانِ اللَّيلِ
تسقي صحارى الحلمِ
خيوطُ بتلاتِ زهرة بنفسجيّة ناعمة
كأيدي أطفالِ الملائكة
خيوطٌ منحنية في نهاياتِهَا
متصالبة مع تغريدِ البلابلِ
في وسطِهَا دائرة قمريّة
مبهرة تويجاتها
يشعُّ من وجهِهَا حروف مذهَّبة
تسندُ أحلامَهَا
على خشبةِ الخلاصِ!
زهورٌ بيضاء صغيرة
تنافسُ الأقحوانَ رونقاً
تطايرَتْ بذورها
من أزهارِ الجنّةِ
سقطَتْ فوقَ خدودِ التُّرابِ
فأزهرَتْ انتعاشَ الرُّوحِ
شوقَ الانسانِ
إلى بساتينِ المحبّةِ
استرخَتْ فوقَ الرِّمالِ النَّاعمةِ
نامَتْ على إيقاعِ وشوشاتِ البحرِ!
*****
تريدُ أنْ تغفو
بين مرافئِ الغاباتِ
تعبرُ أوجاعَ القصيدة
غير عابئة
بانكساراتِ الحلمِ
ولا بدخانٍ متصاعدٍ
من تلالِ الرَّمادِ
تتواصلُ معَ وجنةِ الهلالِ
محلِّقةً فوقَ بزوغِ الشَّفقِ
تنثرُ باقاتِ الفلِّ
على تلألؤاتِ النُّجومِ
تبلسمُ جراحَ الطُّفولةِ
بحبقِ الشِّعرِ
تستلهمُ رؤاها
من وجعِ الأيامِ
راغبةً
أن تمسحَ المراراتِ الملتصقةِ
في سماءِ حلقِهَا
لكنّ حلقها
معفّرٌ
بمخالبِ الذِّئابِ
بشرٌ نبتَتْ لهم مخالبُ الذِّئابِ
أكثرَ افتراساً من الضَّواري
...... ... ... ..... .....!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟