أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علاء اللامي - توجان الفيصل ..سلاما !















المزيد.....

توجان الفيصل ..سلاما !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 147 - 2002 / 5 / 31 - 08:51
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


     إنها  سيدة رقيقة الابتسامة ،فولاذية الإرادة ، وسيمة الملامح ، تعتز بعروبتها كانتماء حضاري وبجذورها الشيشانية كنوع من الأصالة . دخلت معترك السياسة في بلدها وفازت بمقعد في البرلمان فكانت المرة الأولى في تاريخ البلاد التي تفوز فيها سيدة بمقعد نيابي ، فشاركت بفاعلية في أعمال البرلمان ،ودافعت عمن انتخبها دفاعا أثار حفيظة القوى المحافظة  في السلطة وفي المعارضة السلفية معا، و شُنت ضدها حرب تشنيعية وتفتيشية ظالمة وظلامية  طالت حتى حياتها الشخصية الحميمة فزعموا أنها طعنت زوجها بسكين فخرج زوجها على الملأ وفضح الافتراء وأعلن عن اتفاقه وتضامنه مع زوجته ورفيقة دربه . وبعد تلك المحنة  لم تركن الى الصمت وخرجت من جولتها تلك بعزيمة أمضى  ووجدان أعمق .

  لم تتخلف توجان الفيصل عن مظاهرة أو فعالية تضامنية مع فلسطين وشعبها، أو مع العراق المحاصر وأطفاله المجوَّعين المشوهين باليورانيوم المنضب وشعبه المقموع بأقسى دكتاتورية . كانت حاضرة دائما في الزمان والمكان الصائبين .ومتأهبة للانطلاق في المشوار والحادث الطارئ أو المخطط له سلفا . شاهدها الناس على شاشات الفضائيات تساجل بحماس وعقل نقدي دفاعا عن بنات جنسها وتجبر خفافيش العتمة على الانزواء والانسحاب . شاهدناها تحمل لافتتها الصغيرة وتقول لا للظلم والعدوان الغربي ضد شعوب الشرق والعالم الثالث بعامة  ،وتقول لا لركود وتخلف النخب السياسية في هذا الشرق المستباح . إنها لا تقطع مع النور القليل  القادم من ساحات الخصم التاريخي ،ولا تواصل مع عفونة الاستبداد الماكث ساحة الوطن . لم تقطع مع الإسلاميين المستنيرين لأنها علمانية بل نسقت وشاركت  مع الإسلامي ليث شبيلات في نشاطات تضامنية شجاعة . ولم تسكت وتتملق الرأي العام حين لمح صحافي حكومي مدفوع  الى أصل عائلتها القوقازي الشيشاني  في محاولة رخيصة للإساءة إليها  فهاجمته وطالبته بالاعتذار أمام الجمهور .

وحين تكشفت أمامها آخر فضيحة فساد حكومية سارعت الى توجيه رسالة إلكترونية عبر الإميل الى الرجل الأول في المملكة  وشرحت أمامه الحقائق . وبعد أخذ ورد ولتٍّ وعجنٍّ وجدت المناضلة توجان الفيصل  نفسها في السجن فأضربت عن الطعام حتى قاربت الاستشهاد وأطلق سراحها لتعتقل بعد يومين ، لتحاكم يوم أمس ويصدر ضدها حكم بالسجن مدة عام ونصف . محامي الدفاع عنها انسحب احتجاجا على رفض المحكمة طلب مثول الخصم الرئيسي كشاهد، و أغلب الشهود الذين حضروا برءوها  من التهم التي وجهت إليها .

   وقفت السيدة تيجان في قاعة المحكمة وأعلنت أن المسؤول التي تتهمه بالفساد وهو رئيس الوزراء سبق له أن عرض عليها رشوة لكي تسكت وتغلق الملف، وشرحت للقاضي الحكومي أن تلك الرشوة تمثلت بثلاث سيارات ومنصب وزيرة  وشيك نقدي مفتوح ولكنها رفضت الرشوة وقررت خوض المعركة ضد الفساد ودفاعا عن قوت الناس  . صدر الحكم إذن وتنفس بعضهم الصعداء وشمت بعض الشامتين الذين عبر عن وجهة نظرهم صحافي حكومي حاول التحريض ضد هذه البطلة الشعبية  حين قال إنها هاجمت ( كل أو بعض أو كثيرين من رجال الدولة ورجال الدين وغيرهم ) ويمكن أن نأخذ صورة واضحة عن " صدقية" هذا الصحفي من خلال مساواته بين كلمات " كل " أو " بعض " أو " كثيرين من "  في جملة واحدة في فقرة واحة لقناة فضائية واحدة . فياللدقة و يا للصدقة !

هذه الليلة ستقضي السيدة توجان الفيصل ليلتها الأولى في السجن وهي على يقين من أنها في الخندق الصحيح ولكنها ستمضي الليلة نفسها في قلوب الكثيرين قبل الكثيرات من أبناء شعبها وأمتها التي اجتاحها قحط رهيب في القابضين على جمر المبادئ في مقابل تكاثر سرطاني للقابضين على أشياء أخرى كالشيكات المفتوحة !

هذه الليلة سيأخذ السجانون ومديرهم الحذر والحيطة فلا مجال لارتكاب الأخطاء في حضرة توجان الشعب ، توجان الأردن العزيز ..و فداء لك سيدتي سبعة أحزاب صامتة وعشرين جبهة خرساء  !



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة العبودية :قراءة في رسالة مفتو ...
- ثقافة الذبح العشائرية : و نقتل الأكراد مجانا..!!
- لتكن "كركوك" أنموذجا لعراق المستقبل والسلام والمواطنة الحقة
- بعد السماح للعراق باستيراد الفؤوس والرماح : هل سينتهي العراق ...
- الإسلامي "عبد الله نمر درويش " والتنازل عن حق العودة :لمصلحة ...
- حول دعوة وفيق السامرائي لتوطين الفلسطينيين في العراق: الهاجس ...
- هل يبحث صدام عن الشهرة حقا؟
- أخلاقيات العمل المقاوم واستهداف المدنيين الأبرياء .
- جلاد مقاديشو هل يصنع السلام في فلسطين ؟
- هوامش على دفتر المذبحة
- الحوار الكردي الفلسطيني
- لم يبقَ إلا مطالبة شارون بقطع العلاقات مع الدول العربية !
- الهاتف الرئاسي العربي بمواجهة دبابة مركافاه الصهيونية
- مغامرة التأسيس والريادة في رواية السيرة العراقية : في مواجهة ...
- من "ورقة الأمير فهد " الى " تصريحات الأمير عبد الله "
- خطاب العقيد القذافي الأخير :لا جديد تحت شمس العقيد !
- مناقشة لآراء " غراهام فولر" حول نهاية النظام العراقي
- الإسلام السياسي وإشكاليات الديموقراطية السياسية المعاصرة
- - بغدادُ ترتقي الجُلجُلة- فصلان من مسرحية عراقية جديدة عن ال ...
- لغة التعميمات سلاح ذو حدين


المزيد.....




- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علاء اللامي - توجان الفيصل ..سلاما !