سامان كريم
الحوار المتمدن-العدد: 2452 - 2008 / 11 / 1 - 07:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم تبق َ سوى ايام معدودة لانتخاب رئيس جديد في أمريكا. تجري الحملة الإنتخابية في الصراع الحامي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بين ماكين و أوباما. الصراع اساساً هو على نهجين مختلفين تماماً فيما يخص دور الولايات المتحدة الامريكية على الصعيد العالمي. أمريكا فشلت في تحقيق إستراتيجيتها" النظام العالمي الجديد، نظام ذو قطب واحد بقيادة أمريكا". حاولت أمريكا بإدارتها المختلفة ومنذ سقوط جدار برلين، تحقيق هذه الإستراتجية، في النهاية فشلت في تحقيقه وإنهار هذا الحلم النيوليبرالي بقيادة بوش الإبن. نرى اليوم بوادر سقوط كل المقومات التي وفرت لامريكا قيادتها للعالم منذ عام 1944.
أوباما يمثل خط التغيير، ولكن ليس "التغيير" بمعنى التغيير لمصلحة الجماهير في امريكا، وليس التغيير لمصلحة خفض ضرائب العمال والموظفين، ليس التغيير لتطوير وتوسيع نظام الخدمات الاجتماعية، وليس التغيير لرفع الحد الادنى من الاجور او لتوسيع رقعة حرية الراي، او اعطاء حق اوسع للمنظمات العمالية... بل التغيير الذي يقصد به اوباما وحزبه هو الإقرار بالفشل ضمنناً، وتغيير إستراتيجية امريكا في الحقبة القادمة. وذلك من خلال أزالة إستراتيجيات وسياسات المحافظين الجدد الذين قادوا امريكا الى الانهيار" كقطب بلا منافس". أزالة الحرب الاستباقية، سياسة "محور الشر والبلدان المارقة"، إزالة سياسية "عدم إشراك" اوروبا وخصوصا فرنسا والمانيا و بريطانيا و بلدان مثل الصين وروسيا في دور مؤثر على الصعيد العالمي... أوباما يمثل هذه "الإزالات" وبهذا المعنى يمثل الحالة الواقعية لامريكا اليوم، التي تترنح تحت ازمة إقتصادية عميقة، و سياسية عميقة جدا على الصعيد العالمي. اما ماكين وهو احمق مثل رئيس اليوم متعنت و مصصم على المضي قدما حسب سياسات" المحافظين الجدد" وخصوصا فيما يخص" أقتصاد السوق" و " السياسية الخارجية". هذه السياسة والنهج واجهت إحتجاجات جماهيرية كبيرة في امريكا خلال 9 سنوات منصرمة. إذن هل يختار المواطنين في امريكا تغيير اوباما. حتى أن هذا الاختيار هو أهون بكثير من أختيار ماكين والجمهوريين، ليس للمواطنين في امريكا بل للعالم اجمع. ولكن على العمال والجماهير في امريكا ان يفكروا الى متى لديهم فقط أختيارين، وكلاهما من طبقة واحدة، وهي البرجوازية وكبار الراسماليين العالميين.
#سامان_كريم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟