أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حبيب تومي - كلمة رثاء للصديق المرحوم سالم اسطيفانا من القوش














المزيد.....

كلمة رثاء للصديق المرحوم سالم اسطيفانا من القوش


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 2452 - 2008 / 11 / 1 - 04:04
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


كان خبراً محزناً ذلك الذي طرق اسماعنا بوفاة الصديق سالم اسطيفانا . من غريب الصدف وأنا اكتب عن تلك المرحلة التي التحقنا بها في صفوف الثورة الكردية ، وكان ذلك في العقد السابع من القرن الماضي ، وفي فقرة فيها بدأت اسرد ممن تحضرني اسماؤهم من الذين ساهموا بالثورة في تلك الفترة ، وذكرت من وافاهم الأجل ومن الذين لا زالوا على قيد الحياة في دول المهجر او في الوطن لا سيما في القوش ، وذكرت الصديق سالم اسطيفانا وأشرت على اسمه بانه يعيش مع عائلته في القوش ، وبعد سويعات معدودات وأنا أتقلب اخبار شعبنا في مواقع الأنترنيت ، فوقع نظري على النبأ الحزين بوفاة الصديق سالم اسطيفانا .
إن كل من تعرف على سالم سيعلم الكثير عن الجانب البارز من شخصيته وهو قضاء ردح كبير من حياته في سوح النضال والكفاح .
إن سالم اسطيفانا ينتمي الى عائلة القوشية أصيلة اشتهرت بعطائها ومواقفها النضالية الثابتة ، وكنت على علاقة من الأخوّة والصداقة مع هذه العائلة الكريمة ، ولا سيما الصديقين سعيد ونجيب منذ فترة الدراسة المتوسطة والثانوية ، أما المرحوم سالم فقد تعززت معرفتنا وصداقتنا بعد التحاقي بالثورة الكردية مع توما توماس .
لقد كان سالم إنساناً هادئاً رصيناً شجاعاً ، كل ما يحمله من رصيد من متاع الدنيا هو تاريخ نضاله ، فلم يكن يطمح الى جمع الثروة والمال بقدر ما كان يصبو الى تحقيق اسباب المعيشة له ولعائلته فحسب .
لكن محور حياته وجل تفكيره كانا يدوران في حلقة النضال والكفاح في سبيل الشعب ولم يكن ثمة امراً مهماً يشغله عن هذا الجانب المحوري من حياته .
في مطاوي 1964 ـ 1965 كانت عائلتي قد شردت من القوش نتيجة ملاحقة السلطة لأقارب كل من كان ملتحقاً مع توما توماس ، وفي فترة المفاوضات كنا نزور الأصدقاء في القوش وبعد ذلك نعود للمبيت في بيتنا . إن هذه الفترة قد عززت من معرفتنا وصداقتنا ورأيت في سالم إنساناً سهلاً بسيطاً لا يتشبث برأيه في المناقشات ، وغالباً ما كان يحدثني عن الملاحقات التي كان يتعرض لها بسبب مواقفه السياسية وأفكاره ، وعن تجربته بهذا الصدد كان يقول :
إن افضل مكان للاختفاء عن عيون السلطة هو الأحتماء بالدوائر الحكومية ، ويضيف انه كان يذهب الى بعض الدوائر المزحمة بالمراجعين ويبقى هنالك ينتظر وكأنه مراجع ينتظر دوره ، في حين انه اسمه كان قبل ايام قد نشر في الجرائد على انه من المطلوبين .
بعد عام 1968 حينما نزلت الى بغداد وكان هنالك بعض الأنفراج في الأوضاع ، زارني المرحوم سالم في الدكان الذي كنت املكه في منطقة السعدون وباركني على الزواج ، ثم طلبت منه ان يتزوج هو ايضاً لا سيما وهو اكبر مني بحوالي عشر سنوات . فقال لي : كيف اتزوج في هذه الظروف ، وإنه ينتظر تحسن الظروف ليقدم على الزواج .
فقلت له إن أنتظرت تحسن الظروف لاسيما السياسية منها يا أخي سالم ، سوف تبقى طول عمرك دون زواج ، فعجلة التغير ، ولا اقول التطور ، عندنا تسير نحو الأسوأ في المحصلة النهائية ، فتزوج اليوم أخي سالم افضل لك من الغد . وفعلاً كانت عجلة التطور في العراق إن صح التعبير تدور دائماً نحو الأسوأ .
لقد سافر سالم الى القوش وهو عاقد العزم على الزواج ، فكان له ماشاءالله من البنين والبنات وكوّن عائلة كريمة محترمة . ولعل موقف الألاقشة من ابنه النبيل آزاد يوم نقل الى مستشفى في الموصل وتهافت الشباب الألاقشة لهذا المستشفى للتبرع بالدم كان دليلاً على محبة هؤلاء الشباب واعتزازهم بشخص الشاب المؤدب آزاد وعائلته الألقوشية الكريمة .
في سفرتي الأخيرة الى القوش طلبت من صديق الطفولة نوئيل عوديش ان نقوم بزيارة لهذه العائلة ، ولكن في نفس الفترة صادفت الأخ سالم في الجمعية الثقافية وتصافحنا هناك ، وكان يبدو عليه التعب وثقل السنين .
أجل إنها السنون التي لا ترحم ولا تفرق بين الغني والفقير ، بين الملك والشحاذ ، بين العالم والجاهل ، بين السعيد والتعيس ، إنه الموت الذي يساوي في حكمه لكل المخلوقات . ماذا نفعل إن كانت لحظة الموت مكملة للحظة الولادة بعد وجود مؤقت على اديم هذه الأرض ؟
إنه الموت المتربص بالأنسان في كل لحظة ، انه الزائر المباغت الداخل دون استئذان الذي غيب صديقنا سالم اسطيفانا .
نقدم التعازي القلبية لولده آزاد ولكل افراد العائلة الكريمة وللاصدقاء الأعزاء سعيد ونجيب وعزت ، ولجميع آل اسطيفانا الكرام .
ونتضرع الى الرب ان يتغمد المرحوم بوافر رحمته ويسكنه فسيح جناته ، ولكم جميعاً الصبر والسلوان .



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابلة مع الأب الراهب دنخا عيسى رئيس دير السيدة في القوش
- بأي حق تلغى قوميتنا الكلدانية من مسودة الدستور الكوردستاني ؟
- تأسيس حزب الأتحاد الديقراطي الكلداني كان ضرورة تاريخية
- رابي سركيس آغاجان أرى طِحناً بلا جعجعة .. وتعقيبات لابد منها
- وبعون الله انتصر الأسلام في معركته الكبرى في الموصل
- البرلمان يسلب حقوقنا والأرهاب يقتل شبابنا ويشرد شعبنا المسيح ...
- في القوش وبغديدا مسيرات جماهيرية مفرحة لكنها مؤسفة أيضاً
- اهكذا تكافئون سكان العراق الأصليين يا برلمان العراق ؟
- هل افلح المنافحون عن رابي يونادم بالدفاع عنه ؟
- يوم تلألأت سماء صوريا بكوكبة الشهداء الكلدان
- الحركة الديمقراطية الآشورية معنية بتقديم توضيح او اعتذار
- القوش بعد ان ولّى زمن ( اللنكَات )
- الأيزيدية شعب أصيل يهاجر بعيداً ودلخواس يصارع من أجل البقاء
- وترفضون الحكم الحكم الذاتي لشعبنا . إنها حقاً ضحالة سياسية
- القوش وعنكاوا التباين في مواكبة الزمن
- أضواء على المجلس الشعبي .. والحركة لديمقراطية الآشورية
- نواقيس خطر الهجرة تقرع عالياً تنذر بنهاية شعب أصيل
- حكومة المالكي والحكم الذاتي لشعبنا وتمثيله في البرلمان
- القوش ما احلى الرجوع اليكِ
- محاولة لمقاربة اقليم كردستان وسنغافورة


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حبيب تومي - كلمة رثاء للصديق المرحوم سالم اسطيفانا من القوش