أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - الأمراض النفسية والعصبية لدى النساء في العراق .















المزيد.....

الأمراض النفسية والعصبية لدى النساء في العراق .


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2451 - 2008 / 10 / 31 - 10:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعاني المرأة العراقية منذ أمد بعيد من أنواع عديدة من الأمراض النفسية والعصبية ومنها مرض الكآبة والعُصاب الذهني وأنواع الوسواس القهري في كثير من مظاهر الحياة كالغسل والتنظيف المستمر وغسل اليدين المتكرر وتكرار غلق الأبواب والشبابيك وإعادة النظر منها في إنتظار أي قادم يحمل الأذى , وتناول الطعام بكميات كبيرة منعاً للجوع القادم أو التقتير المرضي منعاً للفقر , وتصاب المرأة أيضاً بالقسوة المُفرطة ( السايكوباثية ) فتقوم بضرب الأفراد الأضعف وخاصة الأطفال وقد يصل الأمر الى التلذذ بكَي أو جرح الآخرين والتسبب بالألم المُبرح .
كل هذه علامات مرَضية تدفع بالمرأة الى الشعور المؤقت بالإسترخاء من التشنج العصبي ثم العودة الى بداية دائرة مظلمة من الألم والخوف والرعب الذاتي من الذات ومن الآخرين وقد ينتهي الأمر الى الجنون التام أو الجزئي والإستمرار بهذا يستنزف طاقة الشخص والأشخاص المحيطين .
وتصاب هذه المرأة بالتعب الدائم إلا في حالات التوفز حيث تستنزف معظم أسباب الطاقة لديها ثم تعمد الى إلتهام الطعام بشراهة لتعويض هذه الطاقة والتعويض عن الألم أو الحزن الذي تعانيه أثناء عملية الوسواس القهري والتكرار في الأفعال أو الكلام , وبعد ذلك تنزوي هذه المريضة في زاوية من البيت لإحساسها بأنها منبوذة لِما تقوم به , ولكنها في كل الأحوال تشعر بالندم والألم الشديد ولا يمكنها العودة الى الوراء إذ أن مُسببات سلوكها تكمن في العمليات غير المنظمة والغير منضبطة بالمخ ولهذا أسباب كثيرة منها : -
1 – أسباب وراثية حيث أنها قد تتوارث إمكانية عدم التنظيم هذه من والديها إذا أحاطتها نفس الأسباب والظروف وأحياناً بدون أسباب واضحة .
2 – الجو الإجتماعي المُرعب والذي يشكل حالة من التوفز الدائم ويؤدي الى أن تكون هناك ردود أفعال قوية ومتشنجة وبمستوى الفعل المحيط والذي غالباً مايكون همجياً وشرساً مثل أنواع الحروب أو عمليات القتل العشوائي أو المنظم , وبتكرار هذا يُصاب المُخ بعدم القدرة على ضبط مستوى رد الفعل فيقدم ردود أفعال قوية لأفعال هامشية ويصبح الفرد مختلفاً في ردود أفعاله وغير متحكم بها , بل يكسر السلسلة التي تربطه بالقواعد الإجتماعية أو القيَّم وحتى السلوك الديني , وتأخذ هذه السلسلة بالتفكك ويصبح الإرتباط غير مُسَيطر عليه فيتخبط الفرد بسلوك عشوائي غير مُنظم تسيطر عليه الوساوس وأشباح الرعب والخيالات المرضية .
3 – الظروف الذاتية للفرد الإجتماعية منها والإقتصادية حيث تتهاوى شخصية هذا الفرد أمام هذه الضغوط , وقد تأخذ مساراً طويلاً وفترات زمنية طويلة حتى تصل بالفرد الى الإنهيار وعدم الإنضباط بسلوكه العام , ويأخذ هذا ايضاً أشكال مختلفة وسلوكيات مختلفة .
أُقدم نموذجين لهذه الحالات , النموذج الأول في العراق والنموذج الثاني لإمرأة عراقية مُغتربة في نيوزيلندة .
النموذج الأول : أحست هذه المرأة بإنهيار في وضعها الإجتماعي كإمرأة متزوجة وبالتالي بوضعها الإقتصادي فأُصيبت بالوسواس القهري وأخذت تقوم بتنظيف البيت وكنسه لساعات طويلة أثناء النهار وبقيت على هذا المنوال حتى مماتها , ومن المؤكد أن هذه المرأة كانت تتعذب وتُعذب من حولها .
النموذج الثاني : إكتشفت هذه الحالة أن زوجها يقوم بخيانتها مع إمرأة أجنبية , فقامت بإبعاد أطفالها الى الحديقة ورمي المفتاح الى الخارج ثم صبت البانزين في أرجاء البيت وقامت بإحراق نفسها مع البيت , لكن وضع هذه المرأة لم يأخذ سلسلة طويلة في مسار التعذيب بل إن ماحصل هو عدم إنتظام وإنهيار فوري في عمليات المُخ فإتخذت قراراً عشوائياً للحظات ونفذت هذا القرار , ولو كان عقل هذه المرأة قد حلل وفسر وإستخلص النتائج بشكل طبيعي وغير مرَضي لكانت النتيجة مختلفة تماماً .
لو حللنا الحالتين لوجدنا رغم البُعد الزمني والمكاني والثقافي الذي بينهما إلا أنهما تحملان نفس الإرث الحضاري والقِيَّمي المُثقل بالتخلف وسوء الفهم لمنطق الأشياء وهما تحملان أجيالاً من التفكير الخاطيء للمشاكل الإجتماعية وتصلان الى النقطة صفر في القدرة على الإستيعاب بسبب الكَم الهائل من المشاكل الإجتماعية والإقتصادية وعلى مدى فترات طويلة من الزمن تحملانها معهما أينما ذهبتا كما تحملان إسميهما , فالقهر الإجتماعي هو نفسه في البيت العراقي والنظرة الدونية للمرأة مع التكتيف المستمر لأيدي المرأة العاملة , وتحمل العائلة العراقية مفاهيمها معها أينما ذهبت , ويبقى أن ننظرفي الواقع الحضاري للمجتمع وسوء الحالة الإقتصادية وتدني مستوى المعيشة على أنه مُسبِب أساسي للمشاكل النفسية والعصبية , ويلاحظ إنتشار القيَّم الجديدة المستوردة من الإنفتاح على العالم الخارجي , إلا أننا يجب أن نشير الى القيَّم المستوردة السلبية وليست الإيجابية ( كحب العمل والعلم وإحترام الوقت ) هي التي دخلت الى المجتمع العراقي كألبحث عن وسائل الهروب من الواقع عن طريق المخدرات أو الإنفلات الجنسي أو فلسفة الإنتحار وإختيار النهاية وأشكال اخرى من الفساد الإجتماعي والتي غالباً ما يتبناها الرجل العراقي , وقد تخشى المرأة أن تُمارسها لإعتبارات كثيرة فتُقمع في بيتها وتبدأ هذه المرأة بقظم أظافرها ثم تدخل في متاهة من الأمراض النفسية والعصبية .
إن الحالتين قد إتخذتا شكلين مختلفين لعدم التنظيم العقلي وإمتلاك البرمجة العقلية , الحالة الأُولى إستمرت طوال حياتها في عمل عشوائي أوصلها الى الإنهيار , والحالة الثانية إتخذ العقل لديها قراراً يدل على إنفجار برمجي في وظائف العقل في التفكير والتحليل والإستيعاب وألغت كل برامج التفكير والتحليل وكأن الكومبيوتر العظيم الذي هو العقل الإنساني قد دخل إليه ( فايرس مدمِر ) وألغى كل العمليات العقلية والتي يسودها المنطق وأوحى لها بفكرة واحدة وهي ( الإنتحار ) , علماً بأن الرجل العراقي يسير على نفس التفكير المَرضي للأشياء فهو مجتمع واحد وقيَمه واحدة . والخيانة هنا تساوي دائماً مفهوم القتل , وقد إطلعت على حالات عديدة في وسائل الإعلام بأن رجالاً عراقيين مثقفين ومُغتربين قاموا بقتل زوجاتهم وصديقاتهم بسبب الخيانة .
إن بعض الرجال العراقيين يقومون بدور بارز في قيادة الإنفلات الإجتماعي , فمراكز الدعارة وزواج المُتعة تنتشر في المدن العراقية ويديرها الرجال وبعض النساء , خاصة مع وجود عدد هائل من الأرامل والمُطلقات , ومع إنتشار العَوز الشديد تنحدر المرأة تدريجيأ الى أنواع من الأمراض العُصابية والشيزوفرينيا والتي قد تكون ولادية أو مُكتسبة وكذلك الكآبة أو الإفراط بالأكل والسُمنة أو الإمتناع عن الأكل والإصابة بـ ( البوليميا والنرفوزا ) وأنواع اخرى من الـ ( Eating Disorder ).
أما كثرة الولادات والأجنة المشوهة والتي تجعل المرأة العراقية تُربي وتُرضع كل يوم كائناً مشوهاً يحكي لها عن التشويه الحاصل في مجتمعها حتى وإن لم تفهمه أو تستطيع تحليله , ويُسبب هذا العديد من الأمراض العصبية الحادة وربما الموت المبكر بالإضافة الى الأمراض الجسدية المستعصية والتي بدورها تحعل المرأة العراقية تبحث عن الموت كخلاص لعذاباتها أو رؤية عذابات أطفالها , لذا فالواقع المجتمعي العراقي يحتاج الى ترميم كبير قبل أن نستطيع الحديث عن إمرأة عراقية بكامل قواها العقلية والنفسية لا تشكل خطراً في بيتها أو في مدرستها أو في مجتمعها .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موعد مع الموت .
- العُنف الأُسري مابين الشرق والغرب .
- الكآبة لدى أطفال العراق لماذا ؟؟
- العصا لمن عصى والرصاص ايضاً .
- مساكن العراقيات أم شرفهن .
- أحاديث من بلادي
- بمناسبة عيد المرأة العالمي . من شوه وجه المرأة العراقية !؟
- من يوجه السادية في العراق بعد الإحتلال .
- نساء من بلادي - 1
- لم يمُت بعد .
- الأسباب النفسية لتناول المخدرات .
- نساء على الطريق ... سيناريو تسجيلي من الواقع العراقي
- خرج ولم يعُد ... قصة تسجيلية
- الأسباب النفسية للسُمنة عند النساء في البلدان العربية !!
- الأطفال والمراهقين ذوي الإحتياجات الخاصة - المُعاقين
- خاتمة كتاب العنف والشباب والعقاب
- ما بين القصرين وبين القبرين
- سيكولوجية الفرد العراقي في مراحل التغيير
- دار سينما ( الأيماكس ) الحديثة بعد التغيير
- ماذا عن المرأة بعد التغيير


المزيد.....




- سوريا: -سوء التغذية الحاد- يحدق بأكثر من 400 ألف طفل جراء تع ...
- ماذا يحدث في الأردن؟ ومن هي الجماعة التي تلقت تدريبات في لبن ...
- إصابة ثلاثة أشخاص في غارة بمسيرة روسية على مدينة أوديسا الأو ...
- انقسام فريق ترامب حول إيران: الحوار أم الضربة العسكرية؟
- حريق يستهدف أحد السجون بجنوب فرنسا ووزير العدل يصف تصاعد اله ...
- المبادرة المصرية تحصل على رابع حكم بالتعويض من -تيتان للأسمن ...
- تصاعد الخلاف الفرنسي الجزائري مع تبادل طرد الدبلوماسيين.. فإ ...
- حادث مرسى مطروح: روايات متضاربة بين الأهالي والشرطة المصرية ...
- رشيد حموني : التحول الإيجابي في العلاقة المغربية الفرنسية خي ...
- ما وراء سحب الجيش الأمريكي بعض قواته من دير الزور السورية؟


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - الأمراض النفسية والعصبية لدى النساء في العراق .