|
لعبة سفر ...
عبد العاطي جميل
الحوار المتمدن-العدد: 2450 - 2008 / 10 / 30 - 01:41
المحور:
الادب والفن
1 ـ قبل قلت ؛ " ليت لي مجازا أو جوازا أطير فيه .. "
ـ 1 ـ كأني في نشوة شرك وقعت .. صادتني خطوة رجعة حين رأت ، أسلمت روحها .. شربت من دنان شوق ما يكفي .. كيف أسكرت مجازي ، فبات شعري يهذي في ربى وجدي ؟.. كيف تسافر ـ سفينة حزينة ـ تحمل روحي أنى ارتحلت وتترك جسدي حطبا لا يغني ؟... وكأني آدم الفطيم قضمت تفاح أرض .. فأين دونها أمضي ، وهي خارج شطي تمضي ؟ .. تمد شراعها تبحر خارج نخيلي ربما تزهر أو تزهد ... فأنا على حافة انتظار أرقب عودتها قبل أن ترحل قبل أن تسأل عن ضياع رغبة و ليال غربتني فسلمتني إليها ...
ـ 2 ـ أنت مدينتي وأنا مدينك فأمري ... أنت سفين يعبرني طول غياب بغوايته ويعبر معابد دهشتي إلى رغيف ظن وعسل سؤال ... مدي حنانك نسهر قمري يعاتبه غياب .. واشهري نواديك يناديك وحي مجاز وافتحي شوارع شعر تتغن شواعر عشق بشهداء وطن يتخلى ... أنت قريتي وقرى قلب يتهجى أبجديات صحو وعناد في عينين ناريتين ... وأنا قرينك رضعنا جمر وطن يغيظ أحلاما لا تبيض لكن ، تباذ ...
2 ـ أثناء قالت روح ؛ " سأتذكرك هناك ... "
ـ ش ـ ليتني بئر سهر وذكريات مطر أو حجر في قعر بحر أو على ظهر جبل أنام .. أو على صدرك أضيء ليل نهار فأرتاح .. فيا ليتني قمر أسهر وأدعي في صبحي المنام .. ويا ليتني شجر كلما رمتني يد رميتها بفاكهتي دون ضجر ...
ـ م ـ شاعرك حزين كإله خانه العباد .. ولما يصدقه الأنبياء .. أهدى كتاب خيبته يهدد بخراب البلاد .. وكان جميلا يبسط جناته لعشاق وفقراء .. ينحت سيرته في مسودات وجد من صلصال بسطاء .. ربما يجيء زمن يقرأ رقيماته الظمآى لحب وصحو وسكر وجنون ... شاقني شوقك إلي .. فكيف لا أسكر من إدمان شوق أدماني ؟ ...
ـ س ـ وكأن ذاكرتي عداد من سقم أو عداء يسري .. كيف أوقف تدفقي من شوق أعمى وروحي خارج بدني تبيت ؟ .. يسألني عنها ليلي ؛ " هل باتت روحي في غير جسدي أم ضلت مثلي في سهر وفي سفر ؟ " ... وكأني كتاب عشق مشرعا أبيت لا يقرأني غير أرقي وأخاف من ذاكرة تمحو تيهي فأضيع ومسوداتي في بياض لا ينتهي ... وأنا دلو لا أسرار لي أكتم عطشي وأحمل مائي خارج أعماقي وأروي رفاقي ...
ـ ا ـ ودوما أقول ؛ " وطني يتشكل في غدي وإن رحلت دونما ترددي " ... أعرفني من ألفي وأبحث عن يائي في سفري.. فكيف لا يحتلني سهري الآن ، وقد بات قدري ؟ ...
ـ ل ـ وقال جسد ؛ " حاولت مرارا يا روحي ... " لا صوت يعلو فوق صمتي في هذا الليل .. نام الجيران وقرأ المسمى فقيها ـ ولا أسميه ـ من سورة نساء "... شاي أخضر غير منعنع يسود كأسي .. وعيني على هاتفي أرقب صوتا ربما يجيء من هناك .. خاب انتظارشوق في لغتي .. وخار لساني .. حواسي ترسم شطحات تتفوضى على إيقاع عنيد .. هل للفجر أن يتريث فأغفو قليلا ؟ .. أوقف زحف ثرثرة وأسألني ؛ " لماذا أندفع كل صمت ؟ " أما يكفي ما حبرت من نسيب في حزن من شجن في حبيب كي أعلن انتمائي لموج ظنون ؟ .. أما يكفي ما تجرعت من القوافي في رشق الجنون ؟ .. لم كلما عقلنت عبارات انفعلت .. وكلما انفعلت تمنطقت الإشارات ؟ ...
ـ ل ـ هذا الصباح نثر خريف ريحه في جسدي وروحي ترحل في ربيع تزهو .. كيف لا يعتل بدني في غيابها وهي مناعتي وشمس وجودي ؟ ... وحدي على سرير أسرهيامي لكراسة القلب أسمع الشيخ يتلو قصيد ملحون عن هجر يحكي فأبكي أقول ؛ يعنيني .. وعيني تكتب بدمع سيرة الغياب ...
ـ ي ـ عذراء تشرب ودلوي يسكر ولها من لماها .. فأضيع وطنا بين محيط وخليج .. روحي وجسدي بين جزري ومدي .. فأذكر أني قلت حين عربد حبري ؛ " ليس حبا إذا لم يحملك طريق جسد إلى الروح شهيدا " ... فالجسد والروح صنوان لسؤال مزمن هو الوجد ...
ـ ل ـ وقالت روح ؛ " سأسافر دوما كي تبدع .. " هرب النوم من عيني إليها ...
3 ـ بعد
ـ ق ـ دعوتها إلي هنا اعتذرت من تعب ؛ " سأنام حسب توقيت هناك " أردفت ؛ " تركت روحي هناك تحتضر ونصفها هنا ينتظر وأنا بينهما أعتذر فهل تدري بما أشعر ؟ ... خبأني النوم عن أحزاني سبحان روحي ؛ زوجان متكاملان ... " ...
ـ م ـ ربما قلت ؛ " نحن عصفوران جريحان أنت هناك أنا هنا لنا جناحان يدميهما شوق فهل يجدي انتظار أو اعتذار ؟ .. فالاحتضار والاعتذار موت والنوم يخفي ولا يجدي وأنا أرقب صحوك شمسا عن بالي لا تغيب .. لا أقنع ، أريدك شمسا تشرق لا شمسا تغيب " ... ربما أضفت ؛ " أعترف أني قصرت في عشقك سأخفيه عني كي لا يصيبني ضجر .. فوجدك يخيفني فتخونني الصور .. كيف أنحته مجازا دون أن تلاحقني لعنات مطر .. تلك التي أغرقتني فيك فأدمنني سكر السهر .. وفاض كأس صبري فضعت أشكو القدر .. فهل لي من سبيل يخفي دمعا انهمر .. وقلبا انشطر .. ؟ أنت بين روحين موزعة وروحي كلها أسيرة نبلك المخمر ... دربك أنيق علمني السير العميق فكيف لي أنتظر ، وهل ينتظر غريق .. ؟ " ... وربما تداركت ؛ " نصف كأس لا تكفي كي أسكر الليل كله يا شمس ليلي " ...
ـ ر ـ عاجز عن جموحك رغم أني .. شعور حاد يلازمني .. فتسألني ؛ " ما هو ؟ " .. إنك هناك ، وإني هنا أخفيك عني ...
أكتوبر 200
#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انتماء ...
-
سيدي إيفني..آيت باعمران...
-
شارع يسكنني ...
-
... على حزنك
-
على كل لسان
-
توليفة حزن ...
-
أراها
-
ريح سؤال
-
وقفة
-
رسختني
-
وطن لا يتسع لفكرة
-
لست أنا
-
بستان نسيان
-
كاهنة
-
ذاكرة سفر
-
بعد الخمسين
-
حوار البحر والنخيل
-
أقبل العيد
-
منطق الطير ومنطق الشر
-
عطلة إجبارية
المزيد.....
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|