أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - بيرس والعودة للمربع الأول ..؟؟















المزيد.....

بيرس والعودة للمربع الأول ..؟؟


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2447 - 2008 / 10 / 27 - 07:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.......واضح جداً انه منذ مؤتمر أنابولس في تشرين ثاني من العام الماضي،ورغم كثرة الحديث والتفاؤل بالنتائج التي سيتمخض عنها هذا المؤتمر،فيما يتعلق بالمفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية،إلا أنه ورغم كل الصخب الإعلامي والكثير من اللقاءات العلنية والسرية الإسرائيلية – الفلسطينية،فإنه لم يتم إحراز أي تقدم ملموس في القضايا الجوهرية من قدس ولاجئين وحدود وسيادة واستيطان،بل أن الأمور بالنسبة للفلسطينيين حتى في القضايا الهامشية والحياتية، بفعل سياسات وممارسات الاحتلال أصبحت أكثر صعوبة وتعقيد،وباختصار "تمخض الجبل فولد فأراً" فالاستيطان من ذلك التاريخ وحتى الآن تضاعف عشرات المرات،والحواجز العسكرية زادت بشكل كبير،ناهيك عن الزيادة في تقطيع أوصال الأرض الفلسطينية،وكذلك زيادة التغول والتوحش في ممارسة واعتداءات قطعان المستوطنين على شعبنا وأهلنا،والتي وصلت حد إطلاق الصواريخ على البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية،وإعدام مواطنين عزل بدم بارد،بمباركة وتشجيع من أعلى المستويات السياسية الإسرائيلية.
هذا الفشل الذريع يؤشر إلى عمق الأزمة،وعدم وجود نية حقيقية وصادقة عند الإسرائيليين لدفع استحقاقات العملية السلمية ولو بالحد الذي يلبي الحدود الدنيا من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني،ففي داخل إسرائيل لا يوجد ولا يتوفر أية قيادة إسرائيلية،تقدم على عمل من هذا النوع،دون أن تنتحر سياسياً،فالمجتمع الإسرائيلي غير ناضج لصنع السلام،حيث أظهرت استطلاعات الرأي مؤخراً أن 76% من الإسرائيليين يرفضون السلام مع الفلسطينيين،ورغم المحاولات التي جرت من خلال لقاءات القمة والزيارات المكوكية للقيادات الأمريكية للمنطقة،إلا أنها لم تنجح حتى في التوصل إلى اتفاق سقف أو إعلان مبادئ،ينقذ ماء وجه الأطراف التفاوضية،ويبقي على نهج التفاوض قائماً.
والقيادات الإسرائيلية البارعة في المماطلات والتسويف،بمختلف تلاوينها الحزبية والسياسية من اليمين واليسار،متفقة على سياسة واحدة،ألا وهي مفاوضات الفلسطينيين دون إعطاءهم شيء،فمن "شامير" الذي كان يخطط في مدريد لمفاوضة الفلسطينيين عشرات السنين دون إعطائهم شيء،إلى "نتنياهو" الذي قال لا تنازلات للفلسطينيين دون ثمن،و"بيرس" نفسه الذي يطمح إلى سلام اقتصادي،بعيداً عن تقديم تنازلات مثل انسحاب شامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967،وهو المعروف عنه رغم كل دمويته وما قام به هو وحزب العمل الذي يعتبر أحد أبرز أبائه الروحين،قبل أن ينتقل إلى حزب "كاديما"،من زرع للمستوطنات في الضفة الغربية،فهو رغم كل ذلك عند معسكر الاعتدال العربي "حمامة سلام وحمل وديع لم يرتكب لا مجزرة ولا مذبحة" لا في لبنان ولا فلسطين.
فهذا المراوغ البارع والوجه غير الحقيقي لإسرائيل،وجد أنه لا بد لضمان استمرار المفاوضات العبثية والمارثونية، من الهاء العرب والفلسطينيين في شيء جديد قديم،ألا وهو المبادرة العربية للسلام والتي أقرت في القمة العربية- بيروت /2002،وردت عليها إسرائيل باجتياح الضفة الغربية ومحاصرة مقر الرئيس الراحل أبو عمار في رام الله،ومن ثم شن حرب عدوانية على لبنان في تموز/ 2006 .
وهذه المبادرة العربية ورغم الكثير من الملاحظات عليها،وما أبدته من تنازلات وخصوصاً فيما يتعلق بحق العودة للاجئين الفلسطينيين،فإن إسرائيل لم تبدي قبولاً لها،وبقي النظام الرسمي العربي يستجدي إسرائيل وأمريكا من أجل قبولها،ولكن إسرائيل كانت تزداد صلفاً وعنجهية،مقابل نظام رسمي عربي يزداد عجزاً وانهياراً.
و"بيرس" بحنكته وخبرته الطويلة،أدرك أن المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية ،وصلت إلى طريق مسدود،وكذلك النظام الرسمي العربي وأمريكا،وخشية من انهيار هذا النهج ودعاته في الساحتين العربية والفلسطينية،فلا بد من شيء يبقى على هذا النهج والخيار قائمين،حيث يجري الحديث عن لقاءات علنية وسرية في أكثر من عاصمة أوروبية تشارك فيها شخصيات فلسطينية وعربية وإسرائيلية وأمريكية وأوروبية،لتفعيل مبادرة السلام العربية،وفي الخط الموازي أعلن "بيرس" أنه يتوجب على إسرائيل مفاوضة العرب كمجموع،وليس خوض مفاوضات ثنائية مع الفلسطينيين،وتوجه الى القاهرة وعقد لقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك،وهناك أعلن أن إسرائيل مستعدة لقبول المبادرة العربية،بعد التفاوض على بنودها،أي الهبوط بسقفها الهابط أصلاً،وخوض جولات طويلة من المفاوضات حول هذه المبادرة،أي العودة بالمفاوضات الى المربع الأول التفاوض من أجل التفاوض،وفي هذا السياق تستغل إسرائيل هذه المفاوضات،من أجل فرض الوقائع على الأرض،وبما لا يبقي شيء للتفاوض حوله.
والمستهجن والمستغرب أنه رغم كل الذي يجري،من كذب وزيف وخداع،إلا أن هناك في الساحتين العربية والفلسطينية،من يتعاطى مع الأمور على قاعدة"عنزة ولو طارت"،فهو عدا عن فقدان الإرادة ورهن قراراته ومواقفه إلى الآخرين، فهو لا يقف ضد نهج المقاومة والممانعة فقط،أو يستقوي بهما،بل يعمل على ضربهما وشن حرب عليهما،والتشكيك في قدرتهما على تحقيق الانتصارات واستعادة الحقوق،على الرغم أن الوقائع والحقائق على الأرض،تقول أن هذا النهج والخيار يحقق المزيد من الانتصارات في أكثر من ساحة وجبهة،من أفغانستان ومروراً بالعراق ولبنان ونهاية في فلسطين.
ان التساوق مع أطروحات"بيرس" لن تقودنا،إلا نحو المزيد من الضعف والانهيار،وتعزيز حالة الضعف والانقسام في الساحتين العربية والفلسطينية،ناهيك عن مخاطر ابتلاع ما تبقى من الأرض الفلسطينية وتهويد القدس وأسرلة سكانها،وممارسة التطهير العرقي بحق سكانها العرب،وبحق العرب الفلسطينيين في فلسطين/1948 .
وأنه لا بد من مراجعة شاملة،مراجعة فيها الكثير من الجرأة،من أن العملية السلمية وفق هذه الآليات قد ماتت وولت إلى غير رجعة،ولا بد من استثمار كل عوامل القوة العربية،من أجل فرض معادلات جديدة في العملية السلمية والمفاوضات مع إسرائيل،بحيث يعاد طرح ملف القضية الفلسطينية والمفاوضات معها على المؤسسات الدولية ومرجعياتها قرارات الشرعية الدولية،كبديل عن الرعاية والمرجعية الأمريكية والرباعية،وبدون ذلك سنبقى ندور في حلقة مفرغة،والدوران فيها يكلف المزيد من الخسارة أرضاً وحقوق.
راسم عبيدات
القدس – فلسطين
26/10/2008
[email protected]




#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحملة الشعبية الأوروبية وكسر الحصار ...؟؟
- هل يرفع-الفيتو-الأمريكي عن الحوار الوطني الفلسطيني ..؟؟
- لهذه الأسباب يجب الاصرار على اطلاق سراح أسرى الداخل ..؟؟
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/ عام من الخسارات الثقيلة ..؟؟
- زعرندات وعربدات المستوطنين ليست أعمال غوغائية فقط،بل تعبير ع ...
- المحامية الأمريكية -شارلوت كييتس- ومحاكمة سعدات ..!!
- حول ظاهرة التحرش الجنسي العلني / بالنساء في المجتمعات العربي ...
- لماذا يتصاعد الجدل الآن حول التسنن والتشيع والتنصير ؟؟؟
- سنة تلخيص ....سنتان خلاصات واستنتاجات.....وعشر سنوات آليات ل ...
- تساؤلات برسم شهداء القدس...!!!؟؟
- النشرة الاخبارية لعيد الفطر السعيد/ 2008
- الأسرى الفلسطينييون ما بين قمع ادارات السجون وصفقة-شاليط-... ...
- أولمرت - بوش/ نهايات مأساوية....!!!
- هل هناك مجال للعودة للحرب الباردة ؟؟
- رغم الصخب والتسريبات الاعلامية/ لا اتفاق في الوقت المستقطع
- الفلسطينيون ولعبة المتاهات.....!!!!
- أمريكيا اللاتينية ....كرامة....عزة.....تحدي ..../ العرب الرس ...
- بين -إسترينا طرطمان- و-يتسحاق فالد- ....!!
- رسائل الى الأسرى في السجون ...!!!
- بيت ريما .....مجدي الريماوي ......بلعين ........أشرف أبو رحم ...


المزيد.....




- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...
- زاخاروفا ترد على تصريحات بودولياك حول صاروخ -أوريشنيك-
- خلافات داخل فريق ترامب الانتقالي تصل إلى الشتائم والاعتداء ا ...
- الخارجية الإماراتية: نتابع عن كثب قضية اختفاء المواطن المولد ...
- ظهور بحيرة حمم بركانية إثر ثوران بركان جريندافيك في إيسلندا ...
- وزارة الصحة اللبنانية تكشف حصيلة القتلى والجرحى منذ بدء -ا ...
- -فايننشال تايمز-: خطط ترامب للتقارب مع روسيا تهدد بريطانيا و ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - بيرس والعودة للمربع الأول ..؟؟