أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد المطير - لا تخطئوا التعبير فالمسيحيون ليسوا أقلية ..!














المزيد.....

لا تخطئوا التعبير فالمسيحيون ليسوا أقلية ..!


جاسم محمد المطير

الحوار المتمدن-العدد: 2446 - 2008 / 10 / 26 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مسامير جاسم المطير 1527
من الأخطاء المتداولة في تصريحات بعض السادة القادة أو بعض الكتاب الأفذاذ يطلقون على المسيحيين العراقيين أنهم من ( الأقلية ) سواء في مقالاتهم أو في تصريحاتهم على الشاشات الفضائية ..! بعضهم يطلق هذا ( اللقب ) بحسن نية .. بعضهم يطلقه من دون معرفة الأصول العراقية .. بعضهم يطلقه لأغراض سياسية .. وبعضهم الآخر يطلقه بسبب التداخل الديني بالسياسة وهو الأمر الأكثر خطورة .
لقد كان المسيحيون العراقيون وما زالوا جزءا رئيسيا من صميم نسيج المجتمع العراقي القديم والحديث وكان الكثير من أبنائهم وما زالوا حتى اليوم جزءا أساسيا في دينامكية الإبداع العراقي بمختلف أجناسه حتى في العصر العراقي الحديث ابتداء من الأب انستاس الكرملي وليس انتهاء بشاعر الحداثة سركون بولس وبشاعر الحب والوطن ألفريد سمعان ورائد الصحافة العراقية روفائيل بطي وغيرهم .
بعض السياسيين العراقيين المعاصرين يحتكمون إلى العددية الديموغرافية في إطلاق صفة ( الأقلية ) على مليون مسيحي في العراق الذي بلغ تعداد سكانه 30 مليون نسمة . هذا الاحتكام خاطئ في أصوله وفروعه وهو في واقع الحال جزء من الظاهرة الطائفية السائدة في العراق بالوقت الحاضر .
الطائفيون وحدهم يتداولون صفة ( الأقلية ) للتقليل من الانتماء الوطني العميق للمسيحيين العراقيين بل أن هؤلاء الطائفيين يريدون استنفار العصبية الدينية لدى المسيحيين العراقيين بقصد إدانتهم لاحقا . ورغم ما عاناه المسيحيون من قمع وقتل واضطهاد وتشريد منذ تأسيس الدولة العراقية وحتى اليوم على يد أجهزة القمع البوليسي في أثناء النظام الملكي وعلى يد البعثيين عام 1963 وما بعدها وقسر أعداد هائلة منهم إلى الهجرة إلى استراليا وايطاليا والولايات المتحدة الأمريكية في مختلف العهود التي مرت على العراق إلا أن الأغلبية المسيحية ظلت صامدة في موطنها الأصلي ، العراق ، وقد حافظوا بنضالهم وتضحياتهم على قوميتهم الأشورية والكلدانية والسريانية كما حافظوا على لغتهم الأصلية إلى جانب إتقانهم اللغة العربية إيمانا منهم بضرورة التعايش الأخوي بين الحضارات الإنسانية جمعاء . وظل حضورهم الحضاري قائما ومستمرا ومتصاعدا ومشعا في حضارة وادي الرافدين وفي حضارة الإنسان العراقي المعاصر بالرغم من تناقص عددهم على مر العصور الدكتاتورية البغيضة التي مرت على الشعب العراقي كله ورغم التهديدات المخططة التي كان المسيحيون يواجهونها بينما كانوا وما زالوا حتى اليوم من اكبر دعاة التسامح والانفتاح والتعددية .
المسيحيون مؤسسون لوطن اسمه العراق ،
هم ليسوا من الطارئين .
ما جرى لهم في الشهر الماضي في الموصل من اغتيال وتهجير لا يمكن إلا أن يزيدهم صلابة في وطنيتهم ويزيد تمسكهم بالهوية العراقية الموحدة .
هذه الهوية ينبغي على الدولة العراقية وعلى الأحزاب الديمقراطية الحق أن تحميها بكل قوة سواء في سهل نينوى أو في جنوب العراق أو في بغداد العاصمة . إنها هوية وطنية كبرى يجب عدم السماح بذوبانها بالهويات المذهبية السائدة كما يراد لها ، مع الأسف الشديد ، في العراق الحالي . بل المطلوب هو فسح المجال واسعا أمام مسيحيي العراق لكي ينهضوا كباقي أبناء الشعب العراقي بدور قيادي في سياسة الوطن وإدارته وأعماره وترسيخ روحه الديمقراطية مما يشعرهم بجوهر وطنيتهم ومساواتهم في الحقوق والواجبات وإقصاء البعد الديني في كل نظرة سياسية أو ثقافية تتنافى مع الديمقراطية المنشودة من الشعب العراقي كله . فلكل مواطن عراقي حقوق متساوية للجميع كما أن الحق والعدالة والحرية لجميع العراقيين .
أما الكوتا ( الذمية ) فيجب على الجميع إسقاطها من قاموس السياسة العراقية .
أود هنا تذكير جميع ( الأكثريات ) العراقية أن المعلم بطرس البستاني رائد التنوير العربي حاول جاهدا أن يحل المشكلة الطائفية التي كانت تعصف بالمنطقة العربية كلها منذ أكثر من قرن ونصف مثلما تعصف بها حاليا عن طريق طرح الشعار التالي: الدين لله والوطن للجميع. واتخذ من هذه العبارة شعارا يضعه على رأس الجريدة التي أسسها عام 1860 ثم انتشرت هذه العبارة لاحقا وأخذها عنه الزعيم الوطني المصري سعد زغلول لتوحيد كلا شقي مصر الإسلامي والمسيحي، كما أخذتها مختلف الأحزاب التقدمية العربية .
نحن أجيال عراقية متعاقبة كافحنا وما زلنا نكافح حتى اليوم من أجل أن يكون الدين لله والوطن للجميع وهو درس تعلمناه من المسيحي التنويري بطرس البستاني .
****************************
• قيطان الكلام :
• بعض العقول السياسية تقول : إن القضية ليست سوى مسألة والمسألة ليست سوى مشكلة والمشكلة هي القضية ..!!
****************************
بصرة لاهاي في 24 – 10 – 2008



#جاسم_محمد_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد المطير - لا تخطئوا التعبير فالمسيحيون ليسوا أقلية ..!