أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - أرامل- ماما أمريكا-!














المزيد.....

أرامل- ماما أمريكا-!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2446 - 2008 / 10 / 26 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عجيب أمر "الخولى" الذى يكون أكثر شراسة ووحشية من سيده " الباشا الاقطاعى"، أو أولئك الذين يقال عنهم بأنهم "ملكيون أكثر من الملك".
ولدينا فى مصر كتيبة من هؤلاء الذين يستحقون لقب المارينز المصريين لأنهم يبدون أمريكيين أكثر من الأمريكيين أنفسهم!
حيث نجد أن هذه الكتيبة ندبت نفسها لمهمة الدفاع عن أمريكا والتهوين الشديد من شان الأزمة المالية التى انفجرت فى أسواقها المالية وامتدت تداعياتها وتوابعها إلى بقية قارات العالم بسرعة سريان النار فى الهشيم.
فى حين أن كبار المفكرين والخبراء الأمريكيين يرون عكس ذلك تماما.
أنظروا مثلا إلى فرنسيس فوكوياما، صاحب الكتاب الشهير الذى أصبح عنوانه على كل لسان " نهاية التاريخ" والذى كان يتصور أن الرأسمالية العالمية، ونموذجها الأمريكي بنحو خاص، قد أصبحت الحقيقة "الخالدة" المنتصرة الوحيدة فى العالم بعد سقوط الإمبراطورية السوفيتية.
فوكوياما نفسه عاد ليكتب هذا الأسبوع مقالاً خطيراً بعنوان "انهيار أمريكا كمؤسسة" يقول فيه أن " أمريكا لن تنعم بوضعها القديم الذى ظلت تتمتع به حتى الآن كقوة مهيمنة على العالم. وهو الأمر الذى أكده الغزو الروسى لجمهورية جورجيا فى 7 أغسطس الماضى".
ورغم انه يعتقد أن الولايات المتحدة قادرة على استعادة نفوذها فى نهاية المطاف فانه يتنبأ بان "قدرة أمريكا على صياغة الاقتصاد الدولى عبر الاتفاقيات التجارية وصندوق النقد الدولى والبنك الدولى ستضعف، وان موارد البلاد المالية ستتضاءل، كما أن المفاهيم والنصائح وحتى المعونات التى تقدمها للعالم لن تحظى بذلك الترحيب الذى تحظى به الآن".
وليس فوكوياما وحده هو الذى يتوقع ذلك، بل هناك الكثيرين، منهم بول كندى أستاذ التاريخ فى جامعة يبيل، ومؤلف الكتاب الشهير "نهوض وسقوط القوى العظمى".
يقول كنيدى أنه " ما عليك إلا أن تنظر معى إلى انكماش نصيب الدولار الأمريكي من احتياطى العملات الصعبة عبر العالم، فكيف يمكن لأى استثمار خليجي أو شرق أوسطى واع أن يظل مرتبطا بسندات مقومة بالدولار وحده، خاصة فى الوقت الذى يبدو فيه أن السياسيين والمصرفيين الأمريكيين عاجزون عن إدارة محل لبيع السمك؟ فمن الطبيعى أن أى رأسمال خليجى سيادى لن يبيع دولاراته بين عشية وضحاها لأن ذلك سيدمره فى النهاية، لكن ما هو شبه مؤكد هو أن هناك من يتجه الآن نحو تحويل بعض مدخراته الى عملات أخرى. ولو حدث ذلك لزاد من تصدع الصرح وسيضطر الكونجرس حينها إلى ترميم الشقوق الظاهرة الضخمة وغير المتوازنة المنذرة بالخطر. وستقوم الرئاسة الأمريكية بطلائها فى جهد يائس للتغطية على الظاهر من هذا التصدع لسنوات أخرى على الأقل، لكن التشققات الداخلية ستبقى كما هى".
وبالطبع فان هذا يحدث بالتوازنى مع "بداية بزوغ مطالبات وممارسة ضغوط لاستبدال النظام المالى الدولى المعتمد على الدولار بنظام جديد يعتمد على سلة من العملات" أو ما وصفه العالم الصينى المعروف شن جيانخون بـ "نظام عادل وشفاف لا يعتمد على الولايات المتحدة".
وهذه فكرة تتردد فى كثير من الأدبيات الأمريكية، والغربية، التى تؤكد أن الأزمة الراهنة ستؤدى عاجلا أو آجلا إلى إقامة إطار عام دولى جديد لتنظيم الأسواق المالية حتى لا يكون اقتصاد العالم ضحية لمغامرات أمريكية. والمتوقع ان يكون هذا النظام الدولى الجديد مرتكزا على دور اوروبى وآسيوى اكبر ودور أمريكي اقل.
وهذا يعنى أننا مقبلون على لحظة تغيير جوهرى فى أسس النظام الاقتصادى والسياسي الدولى الراهن الذى يحتوى على غرائب تدل على عدم عدالته ولا منطقيته. ويكفى أن نتذكر أن دول البينيلوكس (بلجيكا وهولندا ولوكسمبورج). التى لا يصل عدد سكانها مجتمعة إلى ملايين بعدد أصابع اليدين تفوق الصين من حيث القوة التصويتية فى صندوق النقد الدولى الذى ترى الإدارة الأمريكية أنه أفضل محفل لرسم خريطة النظام المالى العالمى!
ولذلك نرى محللا مرموقا مثل فيليب ستيفنس يقول على صفحات "الفاينانشيال تايمز" أن "تحول القوة الاقتصادية العالمية نحو الشرق أصبح شيئا مألوفاً فى الخطاب السياسى.
فالجميع فى الغرب يتحدثون برعب عن سرعة النمو فى الصين وعن بروز الهند كلاعب جيوسياسى، وعن الأدوار المتزايدة للرازيل وجنوب أفريقيا فى العلاقات الدولية".
وأنا " تآكل السلطة المعنوية للغرب الذى بدأ مع حرب العراق قد ازداد بشكل كبير. ولم يعد بامكان المديونيين الغربيين ان يتوقعوا من دائينهم الاستماع إلى توجيهاتهم".
وبصورة أكثر تحديداً وكلمات لا تحتمل أى لبس يقول الفيلسوف البريطانى "جون جرى" فى مقال مهم بعنوان "لحظة الانكسار فى سقوط قوة أمريكا" أن "ما نمر به من غليان فى الأسواق العالمية هو أكثر من أزمة مالية. بل هو تغيير جيوسياسى تاريخى يعاد فيه تشكيل موازين القوى فى العالم دون رجعة، ويعلن فيه انتهاء حقبة الهيمنة الأمريكية التى تعايشنا معها منذ الحرب العالمية الثانية".
هذا ما يراه مفكرون أمريكيون، وغربيون، بينما "المارينز" المصريون مستميتون فى الدفاع عن "ماما أمريكا " .
ولله فى خلقه شئون!!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (2) .. الجماهير تدخل الثك ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (3).. عناصر موالية لعبد ا ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (4).. -إشتراكية- ملطخة بد ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (5) ..النهاية: صفقة غير م ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (6-6).. ملحمة من الأمجاد. ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم1 ..الشيوعيون.. حدوتة مصري ...
- نهاية عصر الدولار
- عادل سيف النصر
- عندما ينافس -تليفزيون الواقع- مسلسلات رمضان!
- مبادرة مبارك الشجاعة: الوطن هو الرابح الأول
- من مبطلات الصيام: تقرير الحريات الدينية
- أشواك فى طريق حب الوطن
- اعتذار.. وباقة ورد.. للدكتور إبراهيم سعد الدين
- الدولة تسحب استقالتها!
- تخاريف صيام!
- تضميد جراح الدويقة .. -حين ميسرة-!
- تقرير درويش: الحكومة ضد الحكومة -2-2-
- رثاء للدويقة.. بقلم أحمد بهاء الدين!
- اختراعات مصرية: الحكومة ضد الحكومة!
- مصر الأخرى!


المزيد.....




- اتهمت جيفري إبستين باستغلالها جنسيًا.. رواية فيرجينيا جوفري ...
- فيديو: انهيار ناطحة سحاب في بانكوك جراء الزلزال يثير تساؤلات ...
- إسرائيل تعلن توسيع نطاق عمليتها العسكرية في غزة مع إخلاء -وا ...
- عملية أمنية أوروبية تطيح بشبكة ضخمة لاستغلال الأطفال جنسيا و ...
- اتهام موظف رفيع في وزارة أمريكية بالقرصنة الإلكترونية
- مستشار ترامب: الرئيس قادر على إيجاد طريقة للترشح لولاية ثالث ...
- مشروبات الجمال والصحة
- -ما حدث في غرينلاند يمكن تكراره في إسرائيل- - هآرتس
- ترامب يستعد لـ -أم المعارك- التجارية: العالم على شفير هاوية؟ ...
- مناورات صينية بالذخيرة الحية حول تايوان تحاكي ضرب موانئ ومنش ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - أرامل- ماما أمريكا-!