خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال
(Khaled Juma)
الحوار المتمدن-العدد: 2445 - 2008 / 10 / 25 - 04:08
المحور:
الادب والفن
وذا موجُ الحكايةِ يا ابنَةَ الجبلِ البعيدْ، ورثنا جليدَنا كعصفورين دائمَي الرحيلِ دونَ شهوةٍ لبيتٍ ونافذة، أيهما الوردُ وأيهما الناظرُ من شرفة التاريخِ؟ وأيهما النعاس وأيهما الحلم؟ أيهما الريشُ وأيهما الأفقُ؟
قد تعرفين في يومٍ تأتيكِ فيه نبوّةٌ يهرب منها الآخرون.
لا تعترفي بالحقائقِ فربما الناياتُ وحدها من يحرس النار في آفاق الحلم، وأنا لا أختبر نفسي بما يكفي لأشرح هزيمتي أمام عينيك المتسائلتين في فراغ المكان عن ذهابي القصيرِ إلى نفسي، كنتِ روحاً فَجَّرَتْ إسمنتَ المكان.
أوراقٌ كمطرٍ فجائيٍّ تحثُ النصوصَ العنيدةَ في دمي الذي يتراجع أمام طوفان الموسيقى في صوتك الراكضِ على مصاطبَ خجولةٍ، تتكتكُ القطراتُ على زجاج روحِك وأنحني لألُمَّ إيقاعاتِها ضربةً ضربةً فيخذلني النشيدُ ويسرقني الحنينُ ومسافةُ القيامةِ.
أرْتَبِكُ مثل قوسِ كمنجةٍ مكسورٍ في يد طفلةٍ تتعلمُ كيف ستصبح امرأةً في نوتةِ الوقتِ، يخبزُها الحنينُ المؤجّلُ إلى الأنوثةِ فينسجُها المكانُ من لَحْمِهِ مثلَ كائنٍ في كتاب الأطفالِ، وتستحي من حرارة الحلمِ فترتدي صوتَ الوردِ في فضاء الكلام.
فضةٌ المكانِ هائلة المقامِ تخرجُ من حَرَجٍ في يدٍ تقاومُ عبثَ الفكرةِ واستسلامِ الحريةِ لحريّتِها النائمة، تحضرُ قصصُ الجدّاتِ على طبقٍ من بحارٍ ملوّنةٍ وترتّلُ الطبيعةُ نجماً غارقاً في وهمِهِ، والفضاءُ مخموشٌ كوجهٍ ناقصٍ في لوحةٍ متروكةٍ للمطر.
الطبيعة تغازل أساورها في شجرٍ مستمرٍّ كالبكاءِ الطويلِ على مجازرَ لا تنتهي، الطبيعةُ سرُّ أسرارِ الله في حكمته العميقة، والطبيعة لغةٌ من مرمرِ الرؤيا..
لا تتركي وجه الطبيعةِ دونَ إسمٍ كي لا تختنق الفصول.
17 تشرين أول 2008
#خالد_جمعة (هاشتاغ)
Khaled_Juma#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟