أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر الاسدي - ثقافة العنف عند الاطفال














المزيد.....


ثقافة العنف عند الاطفال


حيدر الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2445 - 2008 / 10 / 25 - 05:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


العنف لغة ضد الرفق ويراد به الشدة والخرق وقال ابن منظور في لسان العرب حول تعريف العنف بأنه الخرق بالأمر وقلة الرفق به ، وهو ضد الرفق ، وللعنف أنواع فمنها الأسري ومنها المدرسي وكذلك المجتمعي
وفي المقام أردنا أن نخوض في العنف لدى الأطفال وما هي المسببات وكيف نحد من هذا العنف الذي قد يؤدي بالأذى للآخرين ماديا أو معنوياً ولكي نعمل على إلغاءه عند شريحة الأطفال لان بناء اللبنة الأولى للإنسان تكون بدايتاً من هذه المرحلة كما عبر فلاسفة علم النفس كفرويد وغيره حيث قالوا أن الشخصية السوية تبدأ تربيتها منذ الطفولة ،ونقول أن هناك أمور تنمي وتدفع بهذا الطفل للقيام بهذه التصرفات التي تجمع تحت عنوان العنف عند الأطفال وخاصة اليوم في ارض العراق بلد من علم الشعوب القراءة والكتابة بلد العراقة والحضارة والثقافة والتربية وما نشاهده من تنامي هذه الثقافة في عدد ليس بالقليل من أطفالنا وخاصة في مرحلة المدارس الابتدائية ،ومن هذه الدوافع والمسببات : 1- الإعلام : طبعا ليس كل الإعلام ولكن الإعلام الذي تطغي عليه لغة العنف والترويع والتشريد والتطريد الذي يسمى بالإعلام الأصفر،فيقوم هذا الإعلام ببث أفلام العنف وما تسمى بالاكشن التي تحوي على لقطات قتالية دموية مثيرة وهذا يكون وراء انتشار العنف عند هذا الطفل المشاهد لتلك اللقطات والذي هو بمرحلة استقبال لتعلم كل ما يطرح عليه واليوم نج الفضائيات وأفلام الرعب والقتال قد أخذت مأخذا من وقت أطفالنا بل الأمر ،وهذا الأمر يؤكده علماء الاجتماع حيث قالوا بهذا الخصوص ان أفلام العنف وراء انتشار العنف لدى الأطفال،بل الأمر تعدى هذا حتى وصل العنف والاكشن إلى أفلام الكارتون المفضلة لدى هذه الشريحة في جميع الأوقات . 2- المدرسة : استعمال أسلوب الترهيب والضرب بالعصا في المدارس والسب والشتم والضرب المبرح والسخرية في بعض الأحيان من قبل الأستاذ على التلميذ او من قبل التلاميذ نفسهم على احد منهم كل هذا يؤدي إلى تنامي هذه الثقافة لدى الطفل المتعرض لكل هذه الظروف فيكون أسلوبه وتصرفه متشنجا بالمقابل وقد تؤثر أفعاله على الآخرين خارج هذا الوسط وصولاً بتنامي هذه الثقافة لديه ،وهناك أمرين لابد من الإشارة بالخصوص وهو شعور البعض من التلاميذ الأطفال مع نفورهم من الجو الدراسي بان العملية التربوية تسير وفق منهج الرشاوي والمصالح والمحسوبية والواجهة ،وأخيرا القصور في المناهج الدراسية في زرع ثقافة التسامح والسلام والمحبة بين عموم الناس 3- العائلة : الخلافات العائلية لها تأثير سلبي على تنشئة الطفل لأنها تخلق إنسان غير متزن وبالتالي أمكان استقباله لثقافة العنف لما يلج داخله وارداً بقوة فالطفل حتى يكون سوي فانه محتاج إلى طمائنينة لا جو من المشاحنات بين أفراد العائلة وخاصة الوالدين وان كانا منفصلين فهذا دافع لتنامي هذه الثقافة لدى ابنهم . 4- المجتمع : المجتمع يؤثر على محي وتطوير هذه الثقافة لدى الطفل وبالتحديد من يساعد على تناميها هم رفقاء السوء أصحاب التصرفات الغير سوية وكذلك السخرية من المقربين بصورة مستمرة على الأخطاء المرتكبة من هذا الطفل ونقده باستمرار لفشله فيصبح عدوانيا ، وأيضا المصطلحات الدخيلة على مجتمعنا كعبوة ناسفة وهمر والإرهاب وغيرها ،وأيضا الألعاب المستوردة والمنتشرة بكثرة في أسواقنا كلها تشير إلى لغة العنف بعكس المفروض فلابد من أبدال هذه الألعاب بأخرى فكرية وتنمي القابليات الذهنية ،فمع شديد الأسف أصبح لهذه الثقافة أصول وثوابت من الصعب زحزحتها ولكن العنف ليس غريزيا مع الإنسان بل نما مع تطور الحضارة البشرية ليأخذ صوره شتى ودوافع كثيرة وللعمل على الحد من العنف لدى شريحة الأطفال لابد القيام بعدة أمور ومنها وضع مناهج تزرع ثقافة المحبة والتسامح والسلام بين عموم أبناء الناس وتغير التأمل في المدرسة بدأ بالتصرفات السابقة كالضرب بالعصا والسخرية من الطالب الكسول وصولا بإعداد معلم مربي حقيقي لا كما نراه اليوم من البعض من ضعف الشخصية في عدة جوانب ،وكذلك أخلاء أسواقنا من هذه الألعاب الدافعة والمرغبة لهم بأخذ دور شخصية البطل القاتل فيقول علماء الاجتماع أن تقليد أشخاص آخرين هو ما يولد ثقافة العنف لدى الأطفال وأي تقليد للآخرين هؤلاء الذين يعرضون في أفلام القتال ويصورونهم بأنهم أبطال ليس ألا أنهم يقتلوا كل من حولهم ،وأخيرا يبقى الدور الأهم للإعلام للحث على نبذ هذه الثقافة والعمل بكل الطرق والوسائل على قرضها وتقليلها من خلال توعية هذه الشريحة حول ثقافة المحبة والسلام والمحبة وتقبل الأخر والتحاور والتفاهم بشفافية وأخلاقيه بعد قراءة التاريخ بشكل مشرف وبنظرة فاحصة وليس بالصورة العنيفة التي يحاول أشاعتها البعض، بعيداً عن أثارتهم بمشاهد القتال والعنف لكي نربي وننعم بجيل سوي متفائل محب للحياة ومتسامح مع الآخرين في كل الظروف .



#حيدر_الاسدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة تحليلية لما يجري في الواقع السياسي العراقي
- لنصوت للعراق لا الطائفة
- المراة بين الزهاوي والغرب والإسلام


المزيد.....




- مسلسل White Lotus يجذب المزيد من السياح إلى تايلاند
- أزمة غير مسبوقة في قطاع الصحة بالبرتغال: غرف طوارئ مغلقة وط ...
- علماء يحاولون الكشف عن وظيفة بروتين -أوبسين 3- الغامض في الج ...
- دراسة: هذا ما يخيف سكان ألمانيا حالياً!
- روسيا.. ساعة نووية لاستكشاف المناطق النائية
- لماذا تزايد الاهتمام بإطلاق أقمار صناعية في مدارات منخفضة لل ...
- حاييم وايزمان: -أقود أمة من مليون رئيس-!
- المجلس الأوروبي: نريد المشاركة في مفاوضات أوكرانيا لمناقشة ه ...
- القوات المسلحة السويدية تزيد أنشطتها في القطب الشمالي
- صحيفة: المرتزقة الأجانب في أوكرانيا يخططون للتوجه إلى إسرائي ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر الاسدي - ثقافة العنف عند الاطفال