أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد زكى - الأناركية، أو الحركة الثورية في القرن الواحد وعشرين















المزيد.....



الأناركية، أو الحركة الثورية في القرن الواحد وعشرين


احمد زكى

الحوار المتمدن-العدد: 753 - 2004 / 2 / 23 - 05:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ديفيد جريبر وأندريه جروباتشيك
ترجمة : احمد زكى
يتضح أكثر فأكثر أن عصر الثورات لم ينته بعد.  وبنفس المنوال يتضح أكثر فأكثر أن الحركة الثورية الكوكبية في القرن الواحد وعشرين، لن تكون هي تلك الحركة التي تستمد أصولها من التقاليد الماركسية لحد كبير، أو حتى من الاشتراكية بمعناها الضيق، ولكنها سوف تستمد أصولها أكثر كثيرا من الأناركية.

في جميع الأنحاء من أوروبا الشرقية حتى الأرجنتين، ومن سياتل حتى بومباي، تتوالد من الأفكار والمبادئ الأناركية رؤى وأحلام راديكالية جديدة.  وغالبا ما لا يطلقون على أنفسهم، أولئك المدافعون عن هذه الأفكار، اسم "الأناركيون".  انهم مستودع أسماء اخرى: أنصار التسيير الذاتي - autonomism، اللا- سلطوية - anti-authoritarianism، الأفقية - horizontality، الزاباتيستية - Zapatismo، الديموقراطية المباشرة - direct democracy...  وعلى الرغم من ذلك، يبقى أن يكتشف المرء فيهم جميعا نفس جوهر المبادئ: اللامركزية، الانضمام التطوعي للجمعيات، المعونة المتبادلة، نموذج شبكات العمل، وفوق كل شيء، نبذ فكرة أن الغاية تبرر الوسيلة، بل وإهمال فكرة أن شغل الفرد الثوري الشاغل هو الاستيلاء على سلطة الدولة ثم يتلوه، بعد ذلك، البدء في فرض رؤيتهم بقوة السلاح.  فوق كل شيء، الأناركية، كأخلاقيات للممارسة العملية – وقد تطورت لتصبح الفكرة بناء مجتمع جديد "من داخل قشرة القديم" – هي الإلهام الأساسي "لحركة الحركات" (المؤلفان جزء منها)، التي هي من البدء اقل تركيزا على مسألة الاستيلاء على سلطة الدولة منها على مسألة فضح، ونزع شرعية، وتفكيك آليات الحكم؛ مع الظفر بمساحات أوسع فأوسع من التسيير الذاتي والإدارة بالمشاركة داخل هذه المساحات.

توجد أسباب واضحة لجاذبية الأفكار الأناركية عند مطلع القرن الواحد وعشرين: أكثرها وضوحا، هو السقوط والكوارث التي لحقت بعدد كبير جدا من تجارب القرن العشرين التي استهدفت هزيمة الرأسمالية بالاستيلاء على جهاز الحكم.  بدأ عدد كبير من الثوريين إدراك أن "الثورة" لن تأتي كلحظة عظيمة أسطورية القداسة، مماثلة للاجتياح الهائل لقصر الشتاء [في الثورة السوفييتية – المترجم] مثلا، ولكنها عملية طويلة جدا استمرت وتستمر معظم فترات التاريخ الإنساني (حتى ولو أنها مثل بعض الامور قد تتسارع بعد تلكؤ) ذاخرة باستراتيجيات الانطلاق في حشود واستراتيجيات المراوغة في المكان مثلها في ذلك كمثل كل المواجهات الهائلة، والتي هي، في الواقع، لن ويجب ألا تصل إلي نقطة نهاية محددة، ذلك هو اعتقاد كل الأناركيين.

انه شيء يثير الارتباك قليلا، ولكنه يمنح عزاءا هائلا: لسنا مضطرين للانتظار إلى أن "تحدث الثورة" حتى يسطع علينا وميض الحرية المنشودة.  فكما يقول التعاونيون الكرايمثنيك - Crimethinc، أعظم دعاة الأناركية الأمريكية المعاصرة: "تتحقق الحرية فقط في لحظة الثورة.  وهذه اللحظات ليست نادرة الحدوث كما تعتقد."   واقعيا، محاولة خلق تجارب غير مغتربة، تجارب ديموقراطية حقيقية، بالنسبة للأناركي، هي أمر أخلاقي لازم؛ وذلك يتحقق فقط عن طريق صنع شكل التنظيم الخاص بالمرء في الزمن المعاش، محاكيا بصورة تقريبية على الأقل، لما يمكن أن يكون عليه المجتمع الحر في المستقبل، وعلى الصورة التى يكون كل شخص، في يوم من الأيام، قادرا على أن يحياها، بشرط أن يكون قادرا على أن يضمن إن ذلك الشكل التنظيمي لن يؤدي إلى الانتكاس مسببا كارثة.  الثوار العابسون الفاقدون لروح المرح الذين يضحون بكل المتع من اجل القضية لا يستطيعون سوى إنتاج مجتمعات عابسة خالية من المرح.

من الصعب توثيق هذه المتغيرات لان الأفكار الأناركية تكاد لا تجد أي اهتمام أكاديمي لهذا الحد.  لا يزال الآلاف من الأكاديميين ماركسيون، ولكن لا يوجد تقريبا أكاديميا أناركيا واحدا.  هذه الفجوة من الصعب تفسيرها.  فهي تعود في جانب منها، بلا شك، إلى خاصية انجذاب الماركسية الدائم نحو الأكاديمية بينما تفتقد الأناركية لذلك الميل بشكل واضح: الماركسية، رغم كل شيء، الحركة الاجتماعية الكبيرة الوحيدة التي ابتدعت علي يد حامل لدرجة الدكتوراة - Ph.D.    تفترض معظم بيانات تاريخ الأناركية أنها كانت مماثلة جوهريا للماركسية: برزت الأناركية كبنات أفكار لعدد معين من مفكري القرن التاسع عشر (برودون، وباكونين، وكروبتكين...) ، واستمرت حينئذ في الهام منظمات الطبقة العاملة، ودخلت في نسيج النضالات السياسية وانقسمت إلى شيع...    

في الحسابات المعتادة، تأتي الأناركية عادة، كابن عم الماركسية الأكثر فقرا، نظريا مصابة بداء الفلات فوت الذي يعوق سيرها؛ ولكن يقف العقل أمامها متدبرا، ربما، لحماسة عواطفها وإخلاصها.  حقا المقارنة متكلفة.  لم يعتقد "مؤسسو" الأناركية في أنفسهم انهم يبتكرون شيئا جديدا على نحو خاص.  لقد رأوا في مبادئها الجوهرية – المعونة المتبادلة، والاشتراك التطوعي في الجمعيات، والأنصبة المنصفة في عملية صنع القرار – أنها مبادئ قديمة قدم البشرية.  وهو نفس الشيء مع فكرة نبذ الدولة وكل أشكال العنف الهيكلي، وعدم المساواة، والسيطرة (الأناركية تعني حرفيا "بدون حكام") – حتى الافتراض بأن كل هذه الأشكال هي على نحو ما على علاقة ببعضها البعض ويدعم كل منها الآخر.  لم ير احد في أي منها [المبادئ الجوهرية للأناركية] كما لو أنها مذهب جديد مذهل، ولكنها ميل طويل الأمد ومستمر في تاريخ الفكر الإنساني، وأمر لا يمكن سجنه في نظرية عامة من الأيديولوجية.

على احد مستوياتها، الأناركية هي نوع من الإيمان: هي الاعتقاد بان معظم أشكال عدم المسئولية، التي تبدو أنها تجعل من وجود السلطة ضرورة، هي في الحقيقة مؤثرات يتسبب وجود السلطة نفسه في حدوثها.  في الممارسة العملية، برغم أنها محل تساؤل مستمر، الأناركية هى جهد موجه لتعريف كل علاقة للقهر أو كل تراتب هرمي كهنوتي في المعيشة الإنسانية، وهي تحد لهذه العلاقات حتى تبرر وجودها، وإذا لم تستطع – كما هي الحالة دائما – تصبح جهدا لتقليص مدى نفوذ هذه العلاقات وهكذا تفسح المجال للحرية الإنسانية.  بالضبط كما يقول الرجل الصوفي أن الصوفية هي لب الحقيقة وراء كل الأديان، منطق الأناركي في الجدل أن الأناركية هي السعي الحثيث من اجل الحرية وراء كل الأيديولوجيات السياسية.

لدى مدارس الماركسية دائما مؤسسون.  وبالضبط، كما أن الماركسية انبثقت من عقل ماركس، فهكذا لدينا اللينينيون Leninists، والماويون Maoists، والالتوسيريون Althusserians... (لاحظ كيف أن القائمة تبدأ برؤساء الدول وتتدرج بلا فواصل حتى تصل إلى أساتذة الجامعات الفرنسيين – الذين بدورهم يستطيعون توليد شيعهم الخاصة: لاكانيون Lacanians، وفوكوديون Foucauldians...)

مدارس الأناركية على العكس، تنبثق من بعض أشكال المبادئ التنظيمية أو أشكال الممارسة العملية: النقابيون الأناركيون Anarcho-Syndicalists، الأناركيون الشيوعيون Anarcho-Communists ، والانتفاضويون Insurrectionists ، والبرنامجيون Platformists ، والتعاونيون  Cooperatives ، والمجالسيون  Councilists ، والفردويون Individualists وهكذا دواليك.

يتمايز الأناركيون بما يفعلونه، وكيف ينظمون أنفسهم من اجل القيام بتنفيذه.  وفعلا هذا ما قد ينفق الأناركيون جل وقتهم في التفكير والجدل حوله.  انهم لا يهتمون كثيرا بمناقشة نوعية القضايا الاستراتيجية أو الفلسفية العريضة، تلك التي تحتل تفكير الماركسيين مسبقا، مثل: هل الفلاحون طبقة ثورية محتملة؟  (الأناركيون يعتبرون أن هذا السؤال يقرر الفلاحون إجابته بأنفسهم) أو ما هي طبيعة شكل السلعة؟  فضلا عن انهم يميلون إلى الجدل حول ما هي الطريقة الديموقراطية حقا لعمل اجتماع، وعند أي نقطة يتوقف التنظيم عن تمكين الناس ويبدأ في إسكات الحرية الفردية.  هل القيادة أمر سيء بالضرورة؟  أو، على نحو آخر، حول أخلاقيات معارضة السلطة: ما هو العمل المباشر؟  هل يجب أن يدين المرء شخصا آخر اغتال رأس الدولة؟  متى نقول نعم لرمي الحجارة؟   

مالت الماركسية، من ثم، لتكون حوارا نظريا أو تحليليا حول الاستراتيجية الثورية.  والانا ركية تميل لأن تكون حوارا أخلاقيا حول الممارسة الثورية.  كنتيجة، وحيث أنتجت الماركسية نظريات لامعة لنماذج الممارسة العملية، غالبا ما كان الأناركيون هم الذين قاموا بتنفيذ تلك التطبيقات نفسها.

في هذه اللحظة، يوجد نوع ما من التمزق بين أجيال الأناركية: بين أولئك الذين تشكلوا سياسيا أثناء الستينات والسبعينات – الذين لم يحطموا قواعد العادات الحلقية المنغلقة للقرن الماضي – أو ببساطة الذين ما زالوا يعملون في ظل نفس هذه الشروط، وبين النشطاء الأكثر شبابا الذين لديهم الخبرة الأكبر، من بين عناصر اخرى، بقضايا السكان الأصليون، وقضايا المرأة، وقضايا التوازن البيئي والثقافات الحاسمة.  ينتظم الفريق الأول بشكل رئيسي من خلال اتحادات فيدرالية أناركية ذات وجود ظاهر جدا مثل IWA, NEFAC, IWW.  الجيل الجديد يعمل بشكل أكثر وضوحا في شبكات عمل الحركة الاجتماعية الكوكبية، شبكات عمل مثل العمل الكوكبي للشعوب، التى توحد تعاونيات الأناركيين في أوروبا وفي الأماكن الأخرى مع جماعات تتنوع من نشطاء الماوري في نيوزيلندا، وأهالي الصيادين في اندونيسيا، أو نشطاء النقابة الكندية لعمال البريد (2).  الأخيرون – ما قد يشار إليهم على نحو عام "بحرف الـ a الصغير"، هم الأغلبية الآن وبشكل كاسح.  ولكن في بعض الأحيان يكون من الصعب اكتشافهم، حيث أن العديد منهم لا يصخبون بالإعلان عن انتماءاتهم عاليا.  انهم كثيرون.  فى الواقع، الذين يأخذون المبادئ الأناركية في معاداة الحلقية ويتبعون مبدأ الغايات اللانهائية على محمل خاص من الجد، يصلون إلى الدرجة التي يرفضون عندها الإشارة إلى أنفسهم ’كأناركيين‘ ولنفس هذا السبب بالذات. (3)

ولكن الأمور الجوهرية الثلاث التي تسري في كل ظاهرات الأيديولوجية الأناركية تتواجد عندهم وبشكل محدد – معادة الدولة، معاداة الرأسمالية، السياسات المجازية prefigurative (أي أنماط التنظيم التي تتمثل عن وعي العالم الذى تريد خلقه.)  أو، كما قد صاغها احد المؤرخين الأناركيين للثورة في أسبانيا "جهد فكري ليس فقط في مجال الأفكار ولكن في حقائق المستقبل نفسه". (4)   وترى هذا موجودا في أي شيء، من أول تعاونيات مربى الفاكهة حتى موقع الإعلام البديل على الانترنت INDYMEDIA.ORG، كل منهم نستطيع تسميتهم أناركيون بالمعنى الحديث للكلمة. (5)   في بعض البلاد، هناك درجة محدودة جدا من الالتقاء في نقطة أو اخرى بين الجيلين المتجاورين، غالبا ما تأخذ صورة متابعة الآخر لما يفعله كلا منهم – ولكن لا شيء أكثر من ذلك.

احد الأسباب هو أن الجيل الحديث يهتم كثيرا جدا بتطوير أشكال جديدة من الممارسة أكثر من الجدل حول النقاط الأكثر تفصيلا في الأيديولوجية.  والذي يترك انطباعا أعظم في النفس هو تطويرهم للأشكال الجديدة في عملية اتخاذ القرار، وهي على الأقل بدايات ثقافة بديلة للديموقراطية.  المجالس المفصلية الشهيرة في أمريكا الشمالية، حيث ينسق فيها آلاف النشطاء الأحداث الجماهيرية الضخمة عن طريق الاتفاق بالإجماع، وبدون هيكل قيادة رسمي، تبرز كأكثر الأشكال مدعاة للإعجاب.

وفعليا، حتى إطلاق وصف "الجديد" على هذه الأشكال قد يكون مخادعا إلى حد ما.  مقاطعات الزاباتيستا المدارة ذاتيا في شياباس، هي واحدة من مصادر الإلهام الكبرى للجيل الجديد من الأناركيين، وهي تقوم في المجتمعات المحلية الناطقة بلغة التزلتال والتوجولوبال، تلك المجتمعات التي كانت تستخدم عملية الاتفاق بالإجماع في اتخاذ القرار لآلاف السنين – والآن فقط اعتمد الثوار هذه العملية ليضمنوا للنساء وصغار السن أصوات بنسبة عادلة.  في أمريكا الشمالية، نشأت "عملية الإجماع" من الحركات النسوية في السبعينات أكثر من أي شيء آخر، كجزء من رد فعل عام عريض على نمط فحولة القيادة الذكورية الذي ساد اليسار الجديد في الستينات.  فكرة الإجماع ذاتها تم استعارتها من جماعات الكويكرز، الذين بدورهم، يقولون انهم استلهموها من ’الأمم الستة‘ وممارسات سكان أمريكا الأصليين.

غالبا ما يساء فهم الإجماع.  فكثيرا ما يسمع المرء ناقدين يدعون أن الإجماع سوف ينتج نمطية خانقة ولكن بالكاد لا يلحظ ذلك احد ممن شاهدوا فعليا الإجماع وهو يبنى في الممارسة العملية، على الأقل، وهي في ظل توجيه من ميسَرين facilitators مدربين ذوي خبرة (تبدو بعض التجارب الحديثة في أوروبا، حيث تندر مثل هذه التقاليد، ساذجة لدرجة ما).  في الحقيقة، الافتراضية الفاعلة وراء ذلك هي انه لن يستطيع احد بشكل حقيقي تحويل الآخر بشكل كامل إلى وجهة نظره هو، أو بمعنى اصح عليه ألا يحاول ذلك.  البديل، بيت القصيد في عملية الإجماع هي أن تسمح لجماعة باتخاذ قرارها في مجرى عام من الحركة.  فبدلا من التصويت على الاقتراحات صعودا وهبوطا، يتم تحليل الاقتراحات وإعادة تحليلها، وصنفرتها وإعادة تركيبها، أي أن هناك عمليات مساومة وتخليق تتم، حتى ينتهي الواحد منا إلى أمر ما يستطيع كل فرد منا أن يعيش به.

عند الوصول إلى المرحلة النهائية، التي هي فعليا "مرحلة اكتشاف الإجماع"، هناك مستويان محتملان للاعتراض: يستطيع المرء أن يعلن "أنا اتنحى جانبا"، وهو ما يعني "أنا لا يعجبني هذا ولن أشارك ولكنني لن أعرقل أحدا يفعله"، أو "المعارضة block"، التي لها نفس تأثير الفيتو.  يستطيع الفرد أن يعترض فقط إذا ما شعر أن الاقتراح المقدم ينتهك المبادئ أو الأسباب الجوهرية لكونه عضو في الجماعة.  يستطيع المرء أن يقول أن الوظيفة التي يحيلها الدستور الأمريكي للمحاكم، بإسقاط القرارات التشريعية التي تنتهك المبادئ الدستورية، نفس هذه الوظيفة تحال هنا لأي شخص لديه الشجاعة ليقف فعليا ضد الإرادة المشتركة للجماعة (رغم أن هناك بالطبع طرق لمواجهة المعارضات غير المبدأية).

يستطيع المرء أن يستمر في التحدث على هذا المنوال عن الأساليب المدهشة العالية التكنيك لدرجة الكمال التي تم تطويرها لتأمين كل هذا العمل؛ عن أشكال تحقيق الإجماع المعدل المطلوب بين الجماعات العديدة كبيرة العضوية؛ عن الطريقة التي يدعم بها الإجماع نفسه اللامركزية حيث يضمن ألا يرغب احد في طرح مقترحاته أمام الجماعات الواسعة إلا إذا كان يضمن المساواة بين النوع داخله ويضمن كذلك حل المنازعات...  النقطة هي أن هذا هو شكل من أشكال الديموقراطية المباشرة التي هي نوع مختلف تماما عما نربطه عادة بالمصطلح – أو، بالنسبة لهذه النقطة، تختلف في نوعها عن نظام تصويت الأغلبية المتبع عادة عند الأجيال الأولى للأناركية الأوروبية أو أناركية أمريكا الشمالية، أو كالتي تستخدم مثلا في مجالس الطبقة الوسطى المدينية بالأرجنتين - asambleas، (بالرغم من أنها ليست الطريقة المستخدمة بواسطة الجماعات الأكثر راديكالية – piqueteros ، ومنظمات العاطلين عن العمل، الذين يميلون إلى العمل بواسطة الإجماع.)   بمزيد من الاتصال بين الحركات المختلفة دوليا، وانضمام جماعات السكان الأصليين والحركات من أفريقيا واسيا والاوقيانوس بتقاليدهم الراديكالية المختلفة، نرى بدايات إعادة صياغة عالمية لمفاهيم جديدة عن ماهية "الديموقراطية" التي يجب أن نعنيها، ديموقراطية بعيدة كل البعد بأقصى ما نستطيع عن البرلمانية النيوليبرالية التي تروج لها القوى العظمى العالمية حاليا.

مرة اخرى، من الصعب تتبع هذه الروح الجديدة من الخلق والتركيب بقراءة اغلب الأدبيات الأناركية الموجودة، لان هؤلاء الذين ينفقون معظم طاقاتهم في المسائل النظرية، بدلا من صنع الأشكال الناشئة للممارسة العملية، هم على الأغلب الناس الذين يحافظون على المنطق الانقسامي الحلقي القديم.  الأناركية المعاصرة مطبوعة بتناقضات تفوق الحصر.  فبينما ترتبط الجماعات الصغيرة - a، ببطء شديد بالأفكار والممارسات المستلهمة من حلفائها السكان الأصليين وتضمها لأسلوبها التنظيمي أو مجتمعاتها المحلية البديلة، تكون العلامة الرئيسية في الأدبيات المكتوبة هي ظهور طائفة البدائيون - Primitivists، تلك العصبة شريرة المحتوى التي تدعو إلى الإلغاء التام للحضارة الصناعية، وحتى في بعض الأحيان إلغاء الزراعة أيضا. (6)   يبقى بعض زمن، وهي مسألة وقت، قبل أن يخلي هذا القديم أو على الاحرى هذا المنطق الطريق لشيء أكثر قربا من ممارسات الجماعات التي تقوم على أساس الإجماع.

ما هو الشكل الذي قد يكون عليه هذا التركيب الجديد؟  بعض الملامح يمكن رصدها خلال الحركة الحالية.  ذلك أنها سوف تصر على التوسيع الدائم لبؤرة اللا سلطوية، وتبتعد عن النظرة الطبقية الضيقة بمحاولة الاحاطة "بكلية التسلط والسيادة"، بمعنى، تسليط الضوء ليس على الدولة وفقط، ولكن على علاقات النوع أيضا، وليس على الاقتصاد فقط، ولكن أيضا على العلاقات الثقافية وعلى التوازن البيئي، والجنس، والحرية في كل صور يمكن أن تصل إليها، وكل من هذه الصور سوف ينظر اليها ليس من خلال المنظور الوحيد لعلاقات السلطة، ولكن أيضا من خلال معرفة بالمفاهيم الأغنى والأوسع والأكثر تنوعا.

هذا التوجه لا ينادي بالتوسع اللانهائي للإنتاج المادي، أو يتبنى موقف أن التكنولوجيا محايدة، ولكنه أيضا لا يقف ضد التكنولوجيا في حد ذاتها.  بدلا من ذلك، انه سوف يألف ويستعمل أنواع شتى من التكنولوجيا بما يناسب.  انه، لا يشجب فقط المؤسسات في حد ذاتها، أو الأشكال السياسية لذاتها، انه يحاول وضع تصورات لمؤسسات جديدة وأشكال سياسية جديدة للعمل ومن اجل المجتمع الجديد، متضمنة أساليب جديدة للاجتماعات، وأساليب جديدة لصنع القرار، وطرق جديدة للتنسيق، على نفس الخطوط التي تسير عليها توا مع الجماعات المؤتلفة - affinity groups وهياكل المفصلة – spokes councils.

أنها لا ترفض الإصلاحات لذاتها وفقط، ولكنها تحدد وتنتصر لإصلاحات غير إصلاحية، تلبي الاحتياجات المباشرة للناس، وتحسن من ظروف حياتهم في المكان والزمان في نفس الوقت الذي تتحرك فيه نحو مزيد من المكاسب، وواقعيا، نحو التغيير الكلي الشامل. (7)

وبالطبع على النظرية أن تلاحق الممارسة العملية وتسير معها.  على الأناركية المعاصرة أن تتضمن، حتى تصبح ذات فاعلية كاملة، ثلاثة مستويات على الأقل: النشطاء العمليون، منظمات الشعب، والباحثين.  فى اللحظة الراهنة المشكلة هي مع المثقفين الأناركيين الذين يريدون السير لأبعد من الطراز القديم، لأبعد من عادات الطليعة - العادات القديمة الانعزالية للماركسية التي ما زالت تحوم كثيرا على عالم المثقفين الراديكاليين بشبحها- وهم على غير يقين بالمفترض أن يكون عليه دورهم. 

تحتاج الأناركية لأن تصبح ذات قدرة على الاستجابة.  ولكن كيف؟  على احد المستويات تبدو الإجابة واضحة.  يجب ألا يلقي المرء محاضرات، وألا يملي مواقف، ولا حتى يفكر بالضرورة في نفسه على انه أستاذ، ولكنه يجب أن يصغي، ويجب أن يسبر عمق الأشياء، وان يكتشف.  أن يثير الأسئلة ويكشف المنطق الضمني للأشياء المميزة لأشكال الممارسة الراديكالية الجديدة.  أن يضع نفسه في خدمة النشطاء عن طريق تزويدهم بالمعلومات، أو بواسطة فضح مصالح النخبة المسيطرة التي تدارى بعناية خلف الخطاب المفترض انه موضوعي ومسئول، بدلا من فرض نسخة اخرى من نفس الخطاب.  ولكن فى نفس الوقت يدرك معظم الناس أن كفاح المثقفين يحتاج إلى إعادة تأكيد لمكانه.  يبدأ الكثيرون في الإشارة إلى واحد من مواطن الضعف الأساسية في الحركة الأناركية اليوم، منسوبة إلى زمن، فلنقل، كروبتكين أو ركليوز أو هربرت ريد، وهو بالضبط إهمال المثال، إهمال الرؤية، وهو التغاضي عن فعالية النظرية.  كيف تنتقل من العمل بمفاهيم علم السكان إلى العمل تحت هدى مفاهيم اليوتوبيا – نموذجيا إلى رؤى طوباوية كثيرة بقدر الإمكان؟  إنها بالكاد لمصادفة أن يكون بعض من أعظم الماهرين في الإقناع بالانضمام إلى صف الأناركية في بلاد مثل الولايات المتحدة هم كاتبات خيال علمي من الحركة النسوية مثل ستارهوك واورسولا ك. لوجوين (8)

احد الطرق ليتحقق ذلك هو ما يتم والأناركيون يستردون لأنفسهم خبرات الحركات الاجتماعية الأخرى التي تحمل نظرية، وأفكار أكثر تماسكا مستمدة من الدوائر القريبة من، والتي هي فعلا مستلهمة من، الأناركية.  ولنأخذ مثالا من فكرة اقتصاد المشاركة، والتي تمثل رؤية اقتصادية أناركية متكاملة الأركان والتي تضيف إلى، وتصحح تقاليد أناركية اقتصادية.  منطق منظري "الباريكون" يقول بوجود ليس فقط مجرد طبقتين رئيسيتين في الرأسمالية المتقدمة ولكن يوجد فيها ثلاث طبقات رئيسية: ليس فقط البروليتاريا والبرجوازية، ولكن أيضا "طبقة المديرين - coordinator class " التي يكون دورها هو الإدارة والمتابعة والإشراف على عمل الطبقة العاملة.  هذه هي الطبقة التي تتضمن مراتب الإدارة العليا والمستشارين والخبراء المتخصصين الذي يتمحور حولهم نظام السيطرة – كالمحامين والمهندسين الاستشاريين والمحاسبين، وهكذا.  انهم يحافظون على وضعهم الطبقي نتيجة احتكارهم للمعرفة والمهارات والعلاقات.  كنتيجة لذلك، يحاول الاقتصاديون والآخرون أصحاب هذه الأفكار خلق نماذج لاقتصاد يقوم نظامه الهيكلي على إنهاء التقسيم القائم بين العمل الذهني والعمل البدني.

والآن حيث أصبحت الأناركية بشكل واضح محور الإبداع الثوري، أنصار مثل هذه النماذج وبشكل متزايد، إذا لم يكونوا في حالة التفاف حول العلم، فهم بالضبط، من ثم على الأقل، يشددون على الدرجة التي تتفق فيها رؤيتهم مع الأفكار الأناركية. (9)

ولقد بدأت تحدث أيضا أشياء مماثلة على صعيد تطور الرؤية السياسية للأناركية.

الآن، في هذه المساحة تتقدم الأناركية الكلاسيكية فعلا بخطوات على الماركسية الكلاسيكية، التي لم تقم أبدا بتطوير نظرية للتنظيم السياسي على الإطلاق.  دافعت مدارس أناركية مختلفة في غالب الأحيان عن أشكال نوعية جدا من التنظيم الاجتماعي، ولو أنها غالبا متباينة جدا عن احدها الآخر بشكل ملحوظ.  ويبقى، أن الأناركية قد مالت ككل لتقديم المفهوم الذي يحب الليبراليون تسميته "بالحريات السلبية"، ’شكل الحريات‘، أكثر من مفهوم ’الحريات إلى‘ الواقعي.  وغالبا ما يحتفل الأناركيون بهذا الالتزام كدليل على تعددية الأناركية، وعلى تسامحها الايديولوجي، أو قدرتها على الإبداع.  ولكن نتيجة ذلك، كانت النفور من الذهاب إلى ابعد من تطوير إشكال تنظيمية صغيرة الحجم، واعتقاد بأن إشكال التنظيم الأكبر حجما، والأكثر تعقيدا، يمكن ارتجالها فيما بعد في نفس الإطار.

وقد حدثت استثناءات.  حاول بيير جوزيف برودون أن يقدم رؤية شاملة لكيفية عمل مجتمع تحرري. (10)   وهي الرؤية التي اعتبرت عموما أنها فشل كامل، ولكنها دلت على الطريق لرؤى أكثر تطورا، على شاكلة رؤية أنصار التوازن البيئي الاجتماعي الأمريكيين الشماليين "المقاطعات التحررية – libertarian municipalism".  هناك عملية حيوية لتطوير، على سبيل المثال، كيفية إيجاد توازن بين مبادئ سيطرة العمال – التي يشدد عليها أنصار الباريكون – والديموقراطية المباشرة، التي يشدد عليها أنصار التوازن البيئي الاجتماعي. (11)

وما تزال هناك تفاصيل كثيرة يجب أن تقرر مثل: ما هي المجموعة الكاملة للبدائل المؤسسية الايجابية التي يتبناها الأناركيون تجاه المؤسسات التشريعية الراهنة، والمحاكم، والبوليس، والأجهزة التنفيذية العديدة؟  كيف نقدم رؤية سياسية تشمل التشريع، والتنفيذ، وإصدار الأحكام، وسلطة تنفيذ الأحكام، وان تشرح هذه الرؤية كيف يمكن تحقيق كل ما سبق ذكره بفعالية وبطريقة غير سلطوية – وليس عن طريق منح أمل طويل الأمد، ولكن عن طريق إعلامنا بالإجابات الفورية على نظامنا الحالي الانتخابي، والتشريعي، والقضائي، والشرطي، ونظام المحاكم، وهكذا، إعلامنا بخيارات استراتيجية كثيرة.  من الواضح انه لا يمكن وجود خط سياسي حزبي أناركي يتعلق بذلك أبدا، على الأقل، فالشعور العام بين منظمات الأناركيين الصغيرة حرف- a، هو إننا في حاجة لرؤى ملموسة عديدة.  وما يزال العمل في بدايته، ما بين التجارب الاجتماعية الفعلية داخل المجتمعات المحلية المدارة ذاتيا في أماكن مثل شياباس والأرجنتين، وبين الجهود التي يبذلها نشطاء/مثقفين مثل الشبكات المشكلة حديثا مثل منتديات شبكة البدائل الكوكبية - Planetary Alternatives Network، والحياة بعد الرأسمالية - Life After Capitalism، الذين يراكمون نماذج اقتصادية وسياسية ناجحة. (12)  من الواضح أنها عملية طويلة الأمد.  ولكن القرن الأناركي، اليوم، قد شرع فقط في بدايته.

 


--------------------------------------------------------------------------------

ديفيد جريبر، أستاذ مساعد بجامعة يال في الولايات المتحدة وناشط سياسي.  أندريه جروباتشيك، مؤرخ وناقد اجتماعي من يوغوسلافيا.  كلاهما يشترك فى شبكة البدائل الكوكبية (PAN).

 

(1)   هذا لا يعني أن الأناركيين يجب أن يكونوا ضد النظرية.  ربما انهم لا يحتاجون إلى نظرية عليا، بالمعنى المتعارف عليه اليوم.  من المؤكد انهم لا يحتاجون نظرية أناركية عليا واحدة.  ذلك سوف يكون مناقضا لروح الأناركية.  أفضل كثيرا، كما نعتقد، هو شيء ما، لصيق بروح عمليات صنع القرار الأناركية: إذا ما طبقناه على موضوع النظرية، فهذا يعني القبول بحاجتنا إلى تعدد المنظور النظري الأعلى، يوحد بينهم فقط فهم والتزامات مشتركة محددة.  فبدلا من مناظير نظرية عليا تقوم على أساس الحاجة لبرهنة خطأ افتراضات الجانب الآخر الجوهرية، فإنها تبحث عن اكتشاف مشاريع معينة يدعم بها كل منهم الآخر.  وليس لمجرد أن النظريات المختلفة غير قابلة للقياس بمعايير واحدة من عدة زوايا، فلا يعني ذلك انه من غير الممكن تعايشهم معا أو دعم وجود احدهم للآخر، وهذا لا يعني شيئا أكثر من حقيقة أن كل الأشخاص لديهم رؤى فريدة عن العالم وأيضا غير قابلة للقياس، ولا يعني ذلك انهم لا يستطيعون أن يكونوا أصدقاء، أو محبين، أو يعملون معا في مشاريع مشتركة.  والأكثر من النظرية العليا، ما تحتاجه الأناركية هو ما يمكن أن يسمى بنظرية دنيا: تستقر مع هذه الأسئلة الحقيقية المباشرة التي تنشأ من مشروع التغيير.

(2)    لمزيد من المعلومات حول التاريخ المثير لشبكة العمل الكوكبي للشعوب، نقترح كتاب "نحن في كل مكان": المد الذي لا يقاوم ضد الرأسمالية الكوكبية.  شاهد أيضا موقعهم: www.agp.org

(3)   مقالة ديفيد جريبر "الأناركيون الجدد"، نيو لفت ريفيو، عدد يناير/فبراير 2002.

(4)   انظر دييجو عباد ده سانتيلان، بعد الثورة، نيويورك، 1937.

(5)  لمزيد من المعلومات قم بزيارة موقعهم   www.indymedia.org

(6)   راجع جيسون ماكوين، "لماذا أنا لست من دعاة البدائية"، صحيفة الرغبة المسلحة.  موقع: www.arnarchymag.org   وراجع أيضا، جون زيرزان، البدائية المستقبلية ومقالات اخرى، Autonomedia، 1994.

(7)   راجع أندريه جروباتشيك، نحو أناركية اخرى، فى كتاب سن جاي، وانيتااناند، وارتورو اسكوبار وبيتر واترمان، المنتدى الاجتماعي العالمي: ضد كل الإمبراطوريات، نيودلهي: فيفكا 2004.

(8)     www.starhawk.orgراجع ستارهوك، شبكات القوة: ملاحظات عن الانتفاضة الكوكبية، سان فرانسيسكو 2002.  انظر أيضا

(9)   مايكل ألبرت، اقتصاد المشاركة، فرسو، 2003. انظر أيضا: www.parecon.org

(10)   شلومو افينيري، الفكر السياسي والاجتماعي عند كارل ماركس. لندن: دار نشر جامعة كمبريدج، 1968.

(11)   انظر،   Murray Bookchin Reader ، تحرير جانيت بيهل، لندن كاسل 1997.              انظر موقع معهد الايكولوجي الاجتماعي: www.social-ecology.org

(12)   لمزيد من المعلومات عن الحياة بعد الرأسمالية: http://www.zmag.org/lacsite.htm



#احمد_زكى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساحة حرية: منتدى المرأة العالمي
- نحو أناركية أخرى
- الأناركيون الجدد


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد زكى - الأناركية، أو الحركة الثورية في القرن الواحد وعشرين