أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد زكارنه - رقص على أوتار الجنون














المزيد.....


رقص على أوتار الجنون


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 2443 - 2008 / 10 / 23 - 06:29
المحور: الادب والفن
    


قالتْ: نعتوني بالجنون. . فابتسمتُ
طالبوني بالتعقل. . فحزنتُ
أيُ عقلٍ. . وأيُ جنون
منْ منا يمسكُ زمامَ الأمور؟. .
نعم سيدتي ابتسمي عندما ينعتونكِ بالجنون، فالجنون آيات مدهشة في حكم زمن، فقدَ العقل والتعقل، فلماذا لا تبتسمين، والابتسامة تعدُ نداء النجدة للمغدورين، ومرفأ الراحة للمتعبين، فضلا عن كون الابتسامة عبادة تولِدُ شيئا من الود والحنين، مهما تغيرت الظروف أو تبددت السنين.
كما ان للابتسام قيمةً وجدانيةً وحسية في آن، بدليل انها من أفضل ما منح الله للإنسان، وما أحوجنا لابتسام الجنون، حينما نمارس عادة الكلام علانية بين الكذب والنفاق، وكأننا نُصْعِدُ المطر إلى السماء.



نعتوكِ بالجنون. . والجنون لو يعلمون لغة سامية ذات قانون مستتر مسكوت عنه حينا، مشعٌ وصارخ أحيانا أخرى. . هو الفضيلة في زمن الرذيلة، وهو الطهارة وسط بحر من النجاسة، وهو قدس أقداس العبادة حينما تصبح العبادة تجارة.
هم طالبوكِ بالتعقل، لا لشيء إلا لكون التعقل في قاموسهم من فرط التخاذل، جبن بليغ، وعزف على وتر الخنوع، فلا للجبن عنوان دونهم، ولا للخنوع ملوك سواهم.
سيدتي هل تعلمين لماذا انهار النظام الاقتصادي العالمي؟؟. لان بنك المفاهيم الإنسانية فقد رصيده في سوق النخاسة. . وهل تدركين لماذا اعتمدوا قانون " الخلع " ؟؟. لان تعريف الخلع بحسب قاموس اللغة الجديدة ومصطلحاتها التي خرطتها مخارط الفتنة العمياء، يعني فيما يعني خلع الأخ والشقيق من محل الفاعل إلى محل المفعول به.

إن سألتني لماذا حرروا فلسطين والعراق وأفغانستان من أصحابها العرب والمسلمين؟. . أقول: حتى يتمكنوا من احتلال تخوم بؤرة الحيوان في عقل الإنسان، ولكي نصادق على صكوك الغفران الممنوحة للمسلم الذي يستبيح دم أخيه المسلم من الوريد إلى الوريد، لنصدق نبوءة أحدهم بان الانقلاب إنما هو فتح عظيم، فلا يتبقى أمامنا إلا مبايعة ذلك الأمير الذي توج حكومته الانقلابية بتاج "الحكومة الربانية"، فضلا عن ضمان عدم اعتراضنا حينما يعتلي أحدهم المنابر مناديا في المسلمين يوم ذاك الفتح العظيم قائلا: أيا قابيل إن قتلك لهابيل إنما هو طريقك إلى الجنة فاقتله.

سيدتي: أتعلمين ما هو مفهوم " الجرح الدامي" ؟. هو عندما يمتلك الإنسان القدرة على الإنشطار حينما يعلن جهرا انه قتل الحق انتقاما من حواء التي غوت آدم. . أتدرين لماذا؟؟. لان الخطيئة في شريعة من ليس لهم شرع ولا شريعة تكمن في انسنة الحواس إن تجرأت وهزها شيئا من الفن والحياة، بالرغم من جرأة أحلام مستغانمي التي جهرت بالقول ذات يوم: إن الفن هو كل ما يهزنا. . وليس بالضرورة كل ما نفهمه.

إزاء هذه التناقضات علينا ان نضحك ملء حناجرنا لنتلمس بيت القصيد كيف غدا الجنون من رحم الإنسانية وليداً؟. وبات التعقل دربا من الأوهام، حيث ما زال هناك متسعٌ من إراقة الدم الحرام. . والسؤال كم من الوقت يلزمنا كي نَحْنيَ للجنون هاماتنا؟. وكم من الوقت سيمضي لنعلم ان التعقل يعني حضورنا؟.

لهذه الأسباب وغيرها وبينما كنتِ سيدتي تتساءلين من منا يمسك زمام الأمور؟. خيروكِ بين نعمة التعقل ونقمة الجنون فماذا ستختارين؟؟؟. مع الآخذ بعين الاعتبار ان للأولى في الدنيا بيتا وفي الآخرة دارا، وللثانية نعت بالهذيان وغرفة اعتقال، ولتعلمي ان في الاختيار رقصا على الأوتار.



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح تلك الخطيئة التي لم تكتمل
- إعدام فرعون على يد إمام الدم
- البعد الرابع بين ضرورة التغيير وحتميته
- نحو سلطة رابعة
- المشهد النقابي ومدعو المسؤولية
- صفعة على وجه المحتل
- بين الواقع المرير وعقدة البديل.. نحن في خطر
- الإسلام السياسي والأيات الشيطانية للإدارة الأمريكية
- هنية والتورية في اللغة السياسية
- المسيرة التعليمية سفينة في مهب الريح
- إلى إمرأة عابرة
- الأعراس الفلسطينية في الإمارة الإسلامية
- رسالة عتاب من مواطن فلسطيني إلى الشيخ يوسف القرضاوي
- العالقون بين الحرية الفكرية والفبركات الإعلامية
- بين حوار القوة وقوة الحوار
- كنز الوثائق وكَشف المستور
- جدلية الحيادية بين الحزبية والوطنية
- الموظف بين الأسئلة المبصرة والإجابات العمياء
- الخوارج بين المشروع الأمريكي والراية الإسلامية
- نداء .. لماذا لا يرحل هؤلاء فيرتاحوا ويريحوا ؟


المزيد.....




- العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...
- سلوكيّات فتيات الهوى بكولكاتا نقلها إلى المسرح.. ما سرّ العي ...
- الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة تصل إلى ليبيا لتول ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد زكارنه - رقص على أوتار الجنون