أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كاظم حبيب - رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس مجلس الوزراء في العراق حول اغتيال الشهيد كامل شياع !















المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس مجلس الوزراء في العراق حول اغتيال الشهيد كامل شياع !


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2443 - 2008 / 10 / 23 - 08:27
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


منذ شهرين سقط شهيد آخر للثقافة العراقية هو السيد كامل عبد الله شياع. وكان هذا المواطن الشهيد الذي اغتيل على أيدي مسلحين مجهولين وعلى الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم 23/8/2008 في وسط بغداد , كما جاء في التقارير الصحفية المنشورة , مستشاراً لوزارة الثقافة العراقية في ثلاث حكومات متتالية , منها حكومتكم الراهنة قبل اغتياله , وأحد أبرز مثقفات ومثقفي العراق وصاحب مشروع ثقافي وطني وديمقراطي عراقي أصيل. وهذا يعني أن المواطن المغدور كان موظفاً كبيراً في جهاز الحكومة التي تترأسونها منذ ما يقرب من سنتين.
وقد أثار مقتل الأستاذ كامل شياع الاحتجاج والاستنكار والإدانة الواسعة في صفو الشعب العراقي في الداخل والخارج وبين المثقفات والمثقفين العرب والأجانب ممن عرفوه وعملوا معه وتعرفوا على ثقافته وقيمه الإنسانية وخلقه الرفيع وطموحاته المشروع في نهوض عراق ديمقراطي فيدرالي موحد ومزدهر. لقد كان كامل شياع واسع الأفق والثقافة , رحب الفكر , يساري المنهج , مستقل التفكير , مفتوح على جميع الأفكار والثقافات لا يطيق القيود الحزبية والسياسية أو العمل التقليدي.
وكان المثقفون والمثقفات على قناعة مبدئية في أن رئيس الوزراء العراقي , باعتباره مسؤولاً مباشراً عن الموقع الذي عمل فيه الأستاذ كامل شياع , سيبادر كحالة طبيعية واعتيادية , إلى تشكيل لجنة خاصة , تماماً كما حصل بشأن قضية الشهيد صالح العقيلي من التيار الصدري , أو مع شهداء قناة الشرقية الإعلاميين , للتحقيق بأمر اغتيال شهيد الثقافة ووزارة الثقافة العراقية السيد كامل شياع. ولكن لم يحصل ذلك حتى بعد مرور شهرين على اغتياله ولم يصدر أي شيء يشير إلى ذلك من قريب أو بعيد ! وكان هذا الموقف موضع استغراب الجميع وقلقهم في آن , فالتمييز في التعامل مع المواطنات والمواطنين أخذ طريقه في الممارسة العملية حتى مع الأموات , مع شهداء الشعب العراقي الذين سقطوا على أيدي قوى الإرهاب والمليشيات المسلحة.
إن هذا الموقف يثير احتجاج الإنسان الواعي ويدفع به إلى التفكير في الأسباب الفكرية والسياسية التي وقفت ولا تزال تقف حائلاً بين السيد رئيس الوزراء وبين الشهيد كامل شياع حتى بعد استشهاد الأخير , في حين كان رئيس الوزراء مستعداً لاتخاذ خطوة التحقيق السريع عند استشهاد شخص من معسكره الفكري والسياسي , من التيار الصدري في حين لا شيء يحصل حين استشهدت شخصية ثقافية ديمقراطية يسارية مثل كامل شياع. إن هذا التعامل يثير غضب واستياء الناس الطيبين في العراق.
ليس هناك من وقف ضد تشكيل لجنة تحقيقية خاصة للكشف عن قوى الإرهاب التي اغتالت النائب صالح العقيلي , بل حيا الجميع هذا الإجراء السليم , ولكن سيطر الاستغراب والدهشة والاستنكار على الجميع حين لم يتخذ نفس الإجراء بشأن استشهاد مستشار وزارة الثقافة السيد كامل شياع.
لا يمكن أن أجد أي مبرر لكم في اتخاذ موقفين متباينين إزاء جريمة واحدة وبحق مواطنين عراقيين , بل أجد نفسي كمواطن عراقي مجبراً على القول بأن هذا الموقف لا يتناسب أبداً مع مسؤولية رئيس وزراء كان ولا يزال يتحدث عن المساواة بين المواطنين , أجد نفسي مضطراً أن أرفع صوت الاحتجاج عالياً ضد هذا الموقف , وأطالبكم بصوت مرتفع بتشكيل لجنة تحقيق خاصة تعمل بسرعة للكشف عن المجرمين القتلة الذين اغتالوا السيد كامل شياع , مستشار وزارة الثقافة العراقية وتقديمهم إلى المحاكمة وإعلان نتائج التحقيق على الملأ.
من الضروري أن أشير , وأنتم أدرى بذلك , إلى أن جرائم اغتيال كثيرة ارتكبت في العراق وشكلت لهذا الغرض لجان تحقيق ولكن "لا خبر جاء ولا وحي نزل" صدر للملأ بشأن أعمال هذه اللجان والنتائج التي انتهت إليها , في ما عدا ما حصل بشأن عدد محدود من القضايا ومنها قضية الشهيد العقيلي وشهداء قناة الشرقية.
في نهاية العام الماضي 2007 قتل من عائلتي ثلاثة أحبة , ابن أختي (السيد أحمد جواد الهاشمي) , وزوجته (نسرين وهاب الصافي) وابنته (زينب) ذات الخمسة عشر ربيعاًٍ , ذبحوا في بيتهم في بغداد من الوريد إلى الوريد وفي منطقة تسيطر عليها ميليشيات جيش المهدي , ومن قبل عناصر ترتدي ملابس الشرطة العراقية وتقود سيارة شرطة عراقية وتستخدم أسلحة الشرطة العراقية. وجهت رسالة إلى السيد وزير الداخلية جواد بولاني طالباً التحقيق في الموضوع , ولكن حتى هذه الرسالة لم تلق في وزارة الداخلية من يأخذ على عاتقه الإجابة عليها. وحين تحدثت مع مسؤولين كبار في وزارة الداخلية حين كنت في بغداد في ربيع هذا العام (2008) قيل لي إنها بالتأكيد حولت من موظف إلى آخر واختفت في أحد الأدراج لتغفوا مع مثيلاتها من الطلبات التي يتقدم بها بنات وأبناء الخايبات من غير الأحزاب الإسلامية السياسية , أو أن أحداً متسللاً في أجهزة وزارة الداخلية من ذات العصابة التي غدرت بعائلتي في بغداد قد أخفاها ليمنع التحقيق بالجريمة.
أعرف أن الجرائم التي ترتكب في بغداد كبيرة , وأعرف أن ليس سهلاً الكشف عن كل الجرائم التي ترتكب في العراق , ولكن من غير المعقول أيضاً :
** أن يكون هناك تعاملاً غير متساوٍ وقائم على التمييز إزاء الشهداء أيضا حتى من قبل رئيس الوزراء , كما حصل في جريمتين ارتكبتا في فترة زمنية متقاربة , جريمة ضد صالح العقيلي وقبلها جريمة ضد كامل شياع؛
** عدم نشر المعلومات عن التحقيقات الجارية ليعرف الناس نتائج التحقيق , إذ أن الشهداء هم بشر وليسوا أشياء لا غير , ولهم عائلاتهم الذين ينتظرون معرفة نتائج التحقيق؛
** ثم لا يعلن عما حصل للمتهمين أو القتلة المجرمين الذين اعتقلوا بشأن البعض من تلك الجرائم.
** وأن وزارة الداخلية , بمن فيهم وزير الداخلية ومكتبه , يهملان رسالة ترد من مواطن عراقي , أياً كان موقعه في المجتمع يستفسر فيها عن جريمة بشعة ارتكبت ضد عائلته مثلاً.
إن حركة واسعة بدأت في أوساط المثقفات والمثقفين العراقيين في الداخل والخارج , حركة ترفض السكوت عن هذه الجرائم التي ترتكب في العراق وعن التمييز الذي تمارسه وزارة الداخلية وأجهزة الأمن الداخلي في التحقيق والكشف عن الجرائم المرتكبة بحق الناس.
وكمواطن عراقي أطالبكم بالتعامل المتساوي مع المواطنين ومع شهداء الشعب العراقي ومع التحقيق لاكتشاف قوى وأسباب الجريمة البشعة وإنزال العقاب بهم عبر المحاكم العراقية. أطالبكم بالإجابة على رسالتي هذه وبصورة مفتوحة أيضاً رغم مشاغلكم الكثيرة!
مع التحية والتقدير.
كاظم حبيب
برلين في 121/10/2008





#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاختلاف في الرأي فضيلة والحوار الديمقراطي هو سبيلنا الوحيد ...
- ما الدور والمكانة التي تسعى إليهما إيران في المعادلة الإقليم ...
- ما الدور والمكانة التي تسعى إليهما إيران في المعادلة الإقليم ...
- عدنان شينو : الفنان التشكيلي المتميز والإنسان المبدع
- يا حكومة العراق .. المسيحيون مواطنون وليسوا جالية أجنبية في ...
- لنخيب آمال جمهرة الصيادين في الماء العكر وأعداء الشعب العراق ...
- كامل شياع ومعركة الحياة الثقافية الديمقراطية والإنسانية في ا ...
- هل انتهت مهمات ودور ميليشيات جيش المهدي في العراق ؟
- قراءة في مقالة -صورة الإسلام في ألمانيا-
- الآلوسي مثال طيب!
- سلاماً أيها المناضل المقدام , وداعاً أيها الإنسان الفذ !
- الأزمة الأمريكية , اسبابها وعواقبها!
- هل المالكي بمستوى التحديات القادمة؟ الخطوة الأولى وماذا بعد؟
- كامل شياع ضحية التناقض والصراع بين التوحش والتمدن في العراق!
- نادي الرافدين الثقافي العراقي في برلين وإمكانياته الثقافية و ...
- رسالة تأبينية
- من هي القوى التي اغتالت الإنسان والمثقف كامل شياع ؟
- الخزي والعار للقتلة الأوباش .. للوحوش السائبة في بغداد .. ال ...
- أليس مفيداً للعراق أن يتابع دروس الجزائر مع الإرهاب الإسلامي ...
- منظمة حقوق الإنسان في الدول العربية ألمانيا (أمراس)


المزيد.....




- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كاظم حبيب - رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس مجلس الوزراء في العراق حول اغتيال الشهيد كامل شياع !