أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد بن سعيد الفطيسي - الشرق و الغرب ,, ما وراء الصورة المعتمة ؟ ‏















المزيد.....

الشرق و الغرب ,, ما وراء الصورة المعتمة ؟ ‏


محمد بن سعيد الفطيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2441 - 2008 / 10 / 21 - 05:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


‏ بداية وقبل الدخول الى تفاصيل ما نود الوصول إليه من خلال هذا الطرح , والذي يتناول ‏الصورة المشوهة للجزء الشرقي من العالم , وخصوصا العالم العربي منه في الحضارة الغربية , ‏او الجزء الغربي من العالم في أعين أبناء الشرق , كان لزاما ومن باب الإنصاف التاريخي ‏والحضاري والإنساني لكلا الحضارتين أن نتفق على بعض النقاط التي نؤكد على اعتبارها من ‏الثوابت التاريخية التي لا يمكن أن تؤثر بها عوامل المكان او الزمان او الرؤية الشخصية , وعلى ‏رأسها أن في الحضارتين الشرقية والغربية من المآثر والانجازات ما يستحق الاحترام والإكبار ‏والاقتداء , فلا يمكن أن تعمم التهم او تلقى جزافا دون مراعاة لعدد من الحيثيات التي كانت وراء ‏هذا الشرخ الأسطوري بين العالمين او الحضارتين , وهذا على وجه التحديد ما جعل المسافة بين ‏الشرق وخصوصا العربي المسلم منه , والغرب هوة سحيقة , وكان لم تربطها او تجمعها سنوات ‏طويلة من التواصل والتداخل والتبادل الثقافي والجوانب الحضارية والإنسانية المشتركة , مما اثر ‏كثيرا في قدرة الطرفين على فهم العالم وتطوره والتواصل معه 0‏
‏ كما أن هناك وبين كل هذا وذاك , يبقى الجانب الإنساني الذي لا يمكن أن نزج به بشكل او ‏بآخر , بين براثن السياسة وأضراس الحروب والمفاهيم الشخصية لبعض القضايا , فهما على ‏وجه التحديد كانا ولا زالا وسيظلان من الأسباب الرئيسية والمباشرة لرسم تلك الصورة الإنسانية ‏والحضارية المغلوطة والمشوهة للشرق في عيون الغربيين , او الغرب في عيون الشرقيين , - ‏وللأسف الشديد – ومن باب الحياد والإنصاف التاريخي , فان نظرة الغربي المشوهة الى الشرق ‏لم توجه للعرب والمسلمين فقط , بل تعدت ذلك التخصيص الذي يتصوره الكثيرون الى بقية ‏أجزاء الشرق , - أي – الشرق اللامتوسطي او الأقصى , وهو ما أطلق عليه في تلك الفترة ‏بالخطر الأصفر , ( ويتجلى هذا مثلا في الصورة الساخرة التي رسمها الأدب الغربي الشعبي ‏لليابانيين والصينيين , كقصارى القامة وذوي الوجوه الصفراء الجامدة والنفوس التي يكتنفها ‏الخداع والغموض , كذلك بادل الصينيون واليابانيون الغربيون باحتقار مماثل , فرعايا ‏إمبراطورية السماء الصينية , او رعايا إمبراطورية الشمس اليابانية , يرون في الإنسان الغربي ‏الأبيض نموذجا للبربري , المبتذل والغضوب والغير قادر على التحكم بمشاعره وتصرفاته , ‏والذي يريد بأي ثمن فرض دينه وتجارته ) – انظر كتاب شرق وغرب : الشرخ الأسطوري ‏للأستاذ جورج قرم 0 ‏
‏ وهو ما يؤكد أن الصورة المبتذلة والمشوهة للإنسان الشرقي وأديانه وحضاراته الإنسانية ‏في عيون الغرب بشكل عام عبر التاريخ , لم توجه دائما وبشكل شخصي الى المسلمين والعرب ‏او الدين الإسلامي والحضارة الإسلامية والعربية , بل تعدتها الى مختلف أرجاء الشرق الأوسط ‏والأقصى , مما يعطي الأمر في هذا الجانب بعدا نفسيا وجغرافيا ومعرفيا , مع التأكيد على ‏ضيق وتقلص مساحة الهوة بين الغرب والشرق الأقصى مع بداية العقود الخمسة الأخيرة من ‏القرن العشرون , واتساعها أكثر فأكثر مع الشرق الأوسط المسلم والعربي خلال نفس الفترة , ‏ولأسباب عديدة عجزنا نحن المسلمين والعرب في الشرق الأوسط خصوصا – وللأسف – من ‏تحقيقها , واستطاع الشرق الأقصى ذلك وبتفوق , ومن أهمها ما حققه وفرضه الشرق الأقصى ‏على الغرب بالقوة والاحترام في المجال العلمي والاقتصادي والعسكري , كما هو الحال مع ‏اليابان والصين وفيتنام على سبيل المثال لا الحصر0 ‏
‏ مع الإشارة هنا الى نقطة هامة في هذا السياق – وهي من باب الإنصاف كذلك - , كما ‏يشير إليها الأستاذ اليكسي فاسيليفيتش جوارافسكي المتخصص في تاريخ العلاقات الحضارية بين ‏الشعوب والقارات والثقافات , والذي يعمل بمعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية , ‏حيث يؤكد هذا الأخير بأنه ( خلافا للموقف الإسلامي الهادئ وحتى اللامبالي أحيانا , كان موقف ‏المسيحيين الغربيين من الإسلام انفعاليا وغير متسامح روحيا , لان الإسلام كان في تصورهم ‏تحديا تطلب ردا ومقاومة واهتماما دائما به , وانه من اجل إدارة الصراع بنجاح مع عقيدة هذا ‏المنافس , الخصم القوي والخطير , كان لابد من دراسته ) , وهو ما تحقق فعلا من خلال ‏الدراسات الإسلامية الكلاسيكية كخطاب غربي حول الإسلام بدءا من القرون الوسطى واستمرت ‏بشكل متواصل حتى يومنا هذا , مع التأكيد على أن اغلب تلك الدراسات لم تكن منصفة وحيادية ‏وعلمية , بقدر ما كانت تأخذ دائما طابع التشويه والتزييف والتحريف العلمي والتاريخي ‏والحضاري 0 ‏
‏ كما أننا نؤكد – ومن خلال هذه السطور - بأننا لن نستطيع أن نحيط بتفاصيل وحيثيات ‏الأسباب والدوافع الحضارية والتاريخية والإنسانية التي زادت من حجم تلك الهوة بين الشرق ‏المسلم العربي , والغرب عبر السنين من خلال هذه السطور المختصرة , كما أن تبسيط الأفكار ‏في هذا الجانب لن يساعد كثيرا على تقديم الأسس الواضحة لفهم القضايا التاريخية المعقدة فهما ‏سليما , ولذا وكما كنا دائما نكرر في مقالات كثيرة , بان مثل هذه المواضيع تحتاج الى دراسات ‏متعمقة وتفصيلية , فلا يؤخذ بالظاهر لفهم الأحداث والمتغيرات الراهنة , او تعكس بعض ‏التصرفات الفردية الحمقاء على أساس أنها وجهة نظر حضارية او ثقافية جماعية مشتركة , ‏فتتخذ عذرا لتعميمها على الإنسان الغربي المسالم , كما أن الغرب لا يحق له أن يتخذ من ‏تصرفات البعض في بلاد المسلمين شماعة يعلق عليها أسباب تدخلاته في الشرق الأوسط , ‏وتحت أعذار واهية ومكشوفة كالديمقراطية وتحقيق العدالة والمساواة او غيرها , وليس ذلك سوى ‏لتحقيق ما يصبوا إليه من أطماع وهيمنة وسيادة على خيرات وثروات هذه الأمة العظيمة 0 ‏
‏ - وللأسف – فان هذه الأسباب الأخيرة , - أي – تعميم المفردات المبتذلة والقبيحة ‏وتوجيهها دون مراعاة او تمهل في اصدرا الأحكام , وبشكل مستهجن ومباشر الى الطرف الآخر ‏من الحضارة , والازدواجية المعيارية في التعامل , كانت من ابرز الأسباب التي أدت الى تفاقم ‏الهوة الحضارية واتساعها ما بين الشرق والغرب , وخصوصا خلال العقود الأخيرة من القرن ‏العشرون وبداية القرن الحادي والعشرون , وتحديدا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر من العام ‏‏2001 م , وهي على وجه الخصوص ما أردنا أن نشير إليه من خلال هذا الطرح , كونها تتكرر ‏وبشكل مستمر حتى يومنا هذا , مواصلة تأجيج نار الفتنة وأذكاها بين طرفي العالم , وقد استغلها ‏البعض من أصحاب المصالح السياسية والعسكرية وغيرهم لنيل مآربهم الشخصية , وتورط بها ‏الكثيرون عبر وسائل الإعلام المشبوهة من كتاب وصحفيين والمحسوبين على الثقافة والتاريخ ‏والسياسة والدين في كلا الجانبين , وفي هذا السياق يؤكد عضو الكونجرس الاميريكي السابق عن ‏ولاية الينوى الأستاذ بول فيندلي ما اشرنا إليه قائلا ( لا اعتقد أن تنميط الإرهاب من نتائج ‏مؤامرة عالمية كبرى تستهدف الإسلام , ولا حتى نتاج مؤامرة قومية على مستوى قومي أميركي ‏‏, ولكنني اعرف أن نشر التنميطات المزيفة يمكن أن يخدم المصالح المتعصبة الضيقة ) 0‏
‏ ومن أمثلة ذلك ما تناقلته وسائل الإعلام الاميركية ومن بعدها العربية في الآونة الأخيرة , ‏وخلال الأيام الماضية حول استغلال المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية العرب ‏لترجيح كفة تأييد الأميركيين لصالحه , وذلك من خلال تحقير المرشح الديمقراطي اوباما وتوجيه ‏الاتهام له بكونه مسلم او عربي , كذلك من خلال دفاع ماكين عن المرشح الديمقراطي عندما ‏نعتته سيدة من مؤيدي المرشح الجمهوري خلال إحدى الحملات الانتخابية بأنه عربي , وعندها ‏قال ماكين " لا يا سيدتي , إنه رب أسرة جدير بالاحترام , " وكان الرجل العربي أقل من "رب ‏أسرة جدير بالاحترام" , وغيرها الكثير منذ الاستفزازات والاتهامات العنصرية التي تفتقر الى ‏الموضوعية والحياد والتنميطات المستهجنة منذ بداية الحملة الانتخابية الاميركية , وفي هذا ‏السياق دعا رئيس المعهد العربي الأميركي جيمس زغبي المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة ‏الأميركية إلى الكف عن استغلال العرب لترجيح كفة تأييد الأميركيين لصالحه , وأعرب زغبي ‏عن انزعاجه من المستوى الذي يستغل فيه اسم "عربي" وكأنه وحل يقذف به المرشح الديمقراطي ‏باراك أوباما , فمنذ متى أصبحت كلمة "عربي" او"مسلم" كلمات قذرة وبذيئة ؟ وتعادل "التطرف" ‏و"انعدام الشرف !! , او أن هناك أمراً خاطئاً في أن يكون المرء أمريكياً عربياً أو أمريكياً مسلم ‏‏0‏
‏ لذا فانه بات من جهة , ضرورة أن تتم صياغة فكر وسطي مشترك بين طرفي الحضارة ‏في الشرق والغرب , يأخذ في اعتباره الإنصاف والحياد والموضوعية الحضارية والتاريخية , فلا ‏يعتبر الغرب المسيحي او حتى العلماني منه في عيون الشرقيين بوابة للانحطاط والتفسخ والمجون ‏لا أكثر , دون النظر الى الجوانب الحضارية الأخرى , وخصوصا العلمية والتكنولوجية منها ‏على سبيل المثال لا الحصر , ولا يعتبر الشرق في عيون الغربيين بكلأ طرفيه , وخصوصا ‏الشرق الأوسط منه موئلا للإرهاب والشر والتخلف , ومحطة للثروات البترولية والنفطية لا غير ‏‏, ودون مراعاة لجوانب ثقافية وعلمية وإنسانية للحضارة الإسلامية والعربية , كانت أوربا ‏وحضارتها على وجه الخصوص أول المستفيدين منها في فترة من الفترات , أما من جهة أخرى ‏فانه لابد من ضرورة نشر الوعي الثقافي ألتسامحي بين أبناء الحضارتين , وخصوصا في كيفية ‏قبول العقائد والديانات الأخرى , وبالتالي كيف يمكن لهذا الوعي أن يصالح ويوفق ويقرب بين ‏الطرفين , لا أن يزيد من اتساع تلك الهوة بالصدام الحضاري بينهما , انظر كتاب الإسلام بين ‏الشرق والغرب لرئيس البوسنة والهرسك السابق الأستاذ والمفكر والمحامي علي عزت بيجوفيتش ‏‏0



#محمد_بن_سعيد_الفطيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة الاقتصادية الاميركية وتأثيراتها على الخارطة الجيواستر ...
- كوارث المستقبل (( انتصار العقيدة العسكرية ))
- سنوات الحسم الروسي
- القوقاز.. بيدق في لعبة الهيمنة العالمية
- اوباما 000 و الطريق الأقصر الى البيت الأبيض
- التخطيط لصناعة المستقبل
- القوانين الفيزيائية وعلاقتها بالظواهر السياسية
- العرب و البحث عن الظل تحت شجرة يابسة
- الحروب القادمة ستبدأ من الفضاء
- إسرائيل ومواسم الاحتفال بجراحنا العربية
- روسيا مدفيديف 00 قراءة في تحديات المرحلة القادمة
- الثقافة السياسية وأثرها على صناعة القرار السياسي الخارجي
- جدلية التعليم والغذاء في العالم العربي
- التحولات القادمة في بنية النظام الجيوسياسي العالمي
- روسيا بين قيصرين
- قضايانا العربية في ضوء الانتخابات الاميركية
- قراءة في آفاق الانتخابات الروسية القادمة
- رسائل السلام والحرب بين العرب وإسرائيل
- العراق ,, قصة مأساة تنتظر النهاية
- في ظلال الهيمنة


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد بن سعيد الفطيسي - الشرق و الغرب ,, ما وراء الصورة المعتمة ؟ ‏