وليد الفضلي
الحوار المتمدن-العدد: 2440 - 2008 / 10 / 20 - 08:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في كل صباح... وبعد جولتي اليومية في الصحف المحلية والعربية، ينتابني شعور بالقلق...! ويخيل لي أنه لا يوجد في هذا العالم من أقصاه إلى أدناه أي شيء غير سلسلة من الأزمات والاضطرابات، وحزام من الموت والممارسات العنيفة... بل أظن أن العالم سوف يتحول بعد لحظات إلى قطع صغيرة ممزقة...! ولا أعرف إلى أين ستصل صناعة الخراب العالمي؟ عندها ألجأ إلى المحللين الإستراتيجيين أملا في أن أصل إلى تفسير يريحني، أجدهم يُجمعون على أن العالم الآن في طور تحولات كبيرة وخطيرة، و«أن ما قبل... هو مختلف عما بعد...!»،
وأن العالم ما بعد الحرب الباردة قد تغير...
إن العالم بعد أحداث 11 سبتمبر قد تغير...
وبعد أحداث جورجيا قد تغير...
وبعد الأزمة المالية قد تغير... من دون أن نعرف كيف سيكون هذا الـ«ما بعد»!
لا ريب أن التغيير سمة من سمات الحياة، ولكن في تصوري أننا نعيش «مأزقا إنسانيا» كبيرا يتمثل في «تيه» الإنسان المعاصر،
فبقدر ما نتقدم، نحن عاجزون عن صون كرامة الإنسان...
وبقدر ما نطرح من أسئلة نحن عاجزون عن تقديم الإجابة... و
بقدر ما نتكلم نحن عاجزون عن أن نطبق...،
وبقدر ما نستهلك نحن عاجزون عن أن نصرف نفاياتنا...
ومن التجليات الأخرى لهذا المأزق الإنساني إفراغ العقل من قيمته،
فلم تعد الجامعات ومراكز البحث العالمية قادرة على التنبؤ...!
ولم تعد النظريات الحديثة قادرة على تفسير المتغيرات،
لم يعد المثقفون والمفكرون قادرين على اكتشاف قوانين حركة التغيير...!
من دون شك إن هذا المأزق الإنساني ما هو إلا حصيلة الأفكار المغلوطة والمشاريع الزائفة، سواء أكانت من الأصوليين أم من الحداثيين، فكلاهما استلب قيمة الإنسان، وظن أنه وحده القادر على فهم أعطابه، ليتفرغ بعدها في خلق مقدساته وأصنامه، وينصرف إلى عبادتها.
#وليد_الفضلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟