ترجمها عن الألمانية بهجت عباس
زار الشاعر راينر ماريا ريلكة ( ولد في براغ عام 1875 وتوفي في سويسرا بسرطان اللوكيميا عام 1926 ) الحديقة النباتية في باريس التي تقع على الضفة اليسرى لنهر السين بناء على توصية من صديقه النحات ( رودن )، والتي تقع في وسطها حديقة حيوان صغيرة، فنظم قصائد كثيرة في حيواناتها وهذه واحدة منها.
تحت شجر الزيزفون التركي المزهر المورق
على حوافي المَرج المعشوشب
تـتـنفس الببغـاوات بهدوء في مواقعها المتـأرجحة
وقد هـزّها الحنين إلى أوكارها
فأخذت تفـكِّـر في أوطانها
التي، وإن لم تقع أعينـُها عليها، لا تتـغيَّر.
غربـاءُ في هذه الخضرة المتـزاحمة كموكب استعراض
تتـباهى وتـتعالى وتشـعر أنها فوق الجميع
وفي مناقيرهـا الثمينة المصنوعة من اليشم واليشب
تعـلـك شيئاً رمادياً وتقـذفـه بعيداً
لأنها لا تستـسيغ طعمـه
ومن تحتها تلـتـقط الطيور الحزيـنـة مـا قذفـته
بينـما تنحني الببغاوات الساخرة من فوقها انحناءة استهزاء
وبين كلتـيهـما تفرغ أواني الطعام سريعاً
وتـبدأ بالـتأرجح مرة أخرى وتـنـام وتراقب
وبألسـنها السّـود التي تنطق الكذب عن طيب خاطر
تـعبث بسلاسل الأغلال في أرجلها. تنـتظر المشاهدين