|
شاعر الجغرافيا ! أفسد علما فجعلوه رمزا ! - 15
صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 2439 - 2008 / 10 / 19 - 06:46
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
نواصل قراءتنا المباشرة في فكر دكتور حمدان . من واقع كتابه العمدة " شخصية مصر – دراسة في عبقرية المكان :
في صفحة 16 يتساءل دكتور حمدان " :.. أهي ردة بصورة مباشرة ، أو غير مباشرة الي الفرعونية والبربرية والآشورية ؟ ... الخ .."
تعليق : تلك الاسماء حديث المعاصرين ن ابناء كل بلد ليست ردة ، وانما هي مجدهم الحضاري القديم الحقيقي والأصيل . والا فلماذا القذافي أكثر الصارخين صخبا لأجل ما يسمي وحدة عربية : لماذا سمي ابنه " هنيبعل " ؟ - ذاك الاسم الامازيغي – الذي هي أصل وفصل سكان ليبيا لا العربية ...
وسل الأخ العقيد امين الامة العربية .. ! : لماذا احتفل عام 2008 بذكري انتصار قائد أمازيغي – قبل التاريخ الميلادي علي المصريين ؟!، ولماذا اطلق علي ابنه اسم أمازيغي - الأمازيغ هم أصل الليبيين . قب احنلال العرب ليبيا ومنع لغتهها وفرض العربية . - .
وسلوا الناصريين : لماذا أقام عبد الناصر تمثال رمسيس بميدان باب الحديد . وغير اسمه الي ميدان رمسيس . فهذا يحدث في عصره .. وابحثوا عن الأسماء البابلية الآشورية التي عادت للعراق من جديد للمدن العراقية في عهد البعث العربي .. وغير هؤلاء . فتلك امثلة سريعة ..
والسبب هو : أن تلك هي الحقيقة . تلك هي الانتماءات الحقيقية والتاريخية لتلك الشعوب . أما العروبة فهي قفص تم حشر تلك الشعوب والبلاد فيه حشرا كما الدجاج عقب الاحتلال التتاري البدوي لتلك البلاد . وبالسيف وفرضت عليهم اللغة والدين العربيين . وها هم وجدوا أنفسهم في قفص ليس بيت حقيقي لأي منهم . فكل واحد يمثل تمثيلا علي الآخرين انتماءه للقفص المحبوس معهم فيه بينما هو يعرف بيته الحقيقي وانتماءه الحقيقي ويبطن في قرارة نفسه حبه وولاءه لأصله الحقيقي . وللعروبة التمثيل والتدجيل والهتاف : امجاد يا عرب امجاد ..! – كل منهم يدجل علي الآخرين ويتغني ويتشدق كذبا بالقفص المحبوس في لغته وديانته منذ مئات السنين ولابد وأن تلك الشعوب ستهجر ذاك القفص يوما ما قرب ذاك اليوم أم بعد ..
وبغض النظر عن عدم وجود وحدة قائمة الآن . حتي نتكلم عن محاولات انفصال .. وبغض النظر عن الكيفية التي قام بها توحيد – استعمار ودمج تلك البلاد ونسبها للعرب قسرا - .. أو حتي كان ذلك اختيارا من لشعوب !
بغض النظر عن كل ذلك ..
فان تفرد الشخصية الجغرافية وعبقريتها .. هما دليل قاطع علي الاستقلالية ، وعلي ضرورة وجوب الانفصال لأنه الأصلح نظرا لاستقلالية وخصوصية المكن وعبقريته التي لا يجوز ابخاسها بمن وبما هم دون مستوي العبقرية .. ! ولو كانت هناك ثمة وحدة قائمة . / أما الذي قال عبقرية مكان وخصوصية جغرافية . فهو نفسه دكتور جمال حمدان ..! .
كثيرا ما اقرأ سطورا للدكتور حمدان فاظنه غير فاهم لما يتكلم فيه . أو غافل . وبعد سطور أخري أفاجا بأنه اما فاهم ويخلط بين الفهم واللافهم ، واما أنه كان غافلا ثم تدارك فيما بعد وراح يبرر او يصر ويكابر بدلا من مراجعة وتصحيح فكره قبل اتخاذ القرار النهائي للكتابة منعا للتخبط . – وسترون نموذجا لذلك في احدي الحلقات القادمة - .
ولذلك نجده يعود ليقول في صفحة 17 : ليتدارك ما قاله في السطور السابقة ص 16 " ولهذا فان من الخلط ان نظن ان الحديث عن تفرد الشخصية الجغرافية وعبقرية المكان لهذا القطر العربي او ذاك يدعي تدعيم الانفصالية
تعليق : كيف لا يدعم الانفصالية التفرد الجغرافي التام . ولاسيما ان كان التفرد التاريخي التام مضاف للتفرد الجغرافي .. فجغرافيا وتاريخ مصر بخلاف ليبيا .. وجغرافيا وتاريخ اليمن وحضارته القديمة غير جغرافيا نجد والحجاز وبداوتهما المعاكسة للحضارة عند اليمن ... وهكذا ..
// لو قلنا أننا جيران وكنا أحباء متعاونين متحابين .. أتري ذلك افضل أم الادعاء بالكذب والتلفيق اننا أخوة وأشقاء بينما نحن اعداء ألداء وخناجرنا في ظهور بعضنا البعض ؟! أيهما أفضل ؟!
وفي صفحة 17 : أيضا نجد اصرارا منه واستماتة علي أن التنافر الجغرافي والاختلاف التاريخي يثري ولا يخرب دعوة القومية العربية ..! وكل ذاك الهري والفري لاحظوا أنه خارج وضد موضوع الكتاب الذي هو شخصية مصر .. التي كبر جغرافيتها وعظم أهرامهما ثم ربطهما في ذيل ناقة عربية !
صفحة 18 : " ولا يشجع الولاءات الوطنية في وجه الولاء القومي العربي أو علي حسابه .. الخ .
تعليق : وأين هو ذاك الولاء القومي العربي ؟! وما هي صوره وأشكاله ؟!
وبنفس الصفحة ( رقم 18 ) نجد نكتة تخفف عنا وتروح قليلا .. ولا ندري ان كان دكتور حمدان يقصدها فعلا نكتة أم لا ..؟! اذ يقول :
" في الوطن العربي يمكن أن تنجح وحدتنا أكثر كلما تذكرنا الجغرافيا والتاريخ أكثر وأكثر .. ) .
تعليق : !!!! وهكذا جعل من تناقضات وتفاوتات الجغرافيا والتمايزات التاريخية للبلدن الناطقة بالعربية . هي مدعاة لنجاح وحدة بينها ...! وهذا يعني أن المصريين - مثلا - كلما تذكروا جغرافيا اليمن المختلفة تماما عن مصر وطبيعة جغرافيا و حرارة الجو الرهيبة في الحجاز و نجد . التي لا تطاق بالنسبة للمصري وتذكروا تاريخ اعتداء العرب علي بلادهم واحتلالها علي يد عمرو بن العاص وتذكروا الحرائق والقتل والسلب والنهب واسر النساء – وكذلك أهل العراق – نفس الشيء – وسوريا وباقي الدول .. كلما تذكرت شعوب تلك الدول فظائع العرب الاسلاماويين الأوائل ضد بلادهم وأجدادهم . كلما نجحت فكرة قيام وحدة عربية بينهم !/ فيا مثبت العقول في الرؤوس ثبت لنا عقولنا من قبل أن تطير ..
ولعلكم تضحكون اكثر عندما يواصل مكررا بنفس الصفحة – 18 – " بل وربما جاز لنا أن نقول ان الجغرافيا والتاريخ هما طوب وحدتنا العربية وملاطها ، أو هما لحمتها وسدتها " .. ..
وفي صفحة 19 : " فما نري في شخصية مصر مهما تبلورت او تجوهرت الا جزءا من شخصية الوطن العربي الكبير . الملحمية الثرية "
تعليق : كأنني أستمع لنشيد غنائي وحدوي قومي من تلك التي كان يلحنها عبد الوهاب وتغنيها المجموعة عبد الحليم وشادية ونجاة وصباح ووردة وفايدة كامل . وذلك في الستينيات الماضية في عهد الزعيم المتعورب . الحاكم لمصر بالدبابة والبوليس / عبد الناصر .
وبنفس صفحة 19 . نجد ما يبدو انه فعلا نكتة ، حيث يقول " .. ومع ذلك فانه يبقي أملا كيرا من آمال هذا الكاتب ( أي يقصد نفسه . دون ذكر الاسم . تواضعا ) ان تتاح له في المستقبل سلسلة كاملة في الشخصيات العربية واحدة تلو الأخري ابتداء من المحيط حتي الخليج " ....
أرأيتم ؟!! هكذا كان دكتور حمدان يأمل أن يؤلف كذا وعشرين كتابا آخر مثل شخصية مصر . عن باقي الدول المعوربة والمتعوربة ...!
ولعل القاريء سال نفسه : ان كان هناك ثمة ضرورة لعمل كتاب مسخرة .. آخر مثل كتاب شخصية مصر . لكل دولة من الخليج للمحيط . اوليس من الأجدر والاقدر والاحق . ان يقوم بتلك المهزلة أحد اساتذة الجغرافيا بتلك الدول الاخري ؟! أم لأن أساتذة الجغرافيا بكل تلك الدول سوف يستحون من عمل تلك الفعلة الشائنة . التي تفسد علم الجغرافيا وتخوض خوضا غريبا غير عاقل في باقي العلوم الأخري لأهداف غير مفهومة – ما لم تكن غير بريئة من الغرض السياسي الفاقد للأمانة العلمية - ؟!
والي الحلقة القادمة ..
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشيخ امام في مونتريال!!
-
الناس والحرية 15- بانوراما -
-
من علوم الكفار .
-
الارهاب المصري بالعراق!!
-
شاعر الجغرافيا ! افسد علما فجعلوه رمزا ! - 14
-
تلفيق قضية لصحفي مصري - محمد يوسف -
-
ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية.الانهيار ومستقبل الاشتراكية
-
شاعر الجغرافيا ! أفسد علما فجعلوه رمزا ! 13
-
الناس والحرية 14
-
العراقيون : هل هم شعب صدامي ؟ 2/2
-
العراقيون : هل هم شعب صدامي ؟!
-
شاعر الجغرافيا ! أفسد علما فجعلوه رمزا ! - 12
-
تهاني شهر رمضان 2
-
غراميات الكتاب والمفكرين والابتزاز السياسي
-
اعتذار
-
شاعر الجغرافيا ! أفسد علما فجعلوه رمزا ! -11
-
شاعر الجغرافيا ! أفسد علما فجعلوه رمزا ! - 10
-
الناس والحرية 13
-
شاعر الجغرافيا ! أفسد علما فجعلوه رمزا ! - 9
-
ومتي يعتذر القذافي للشعب الليبي ؟!
المزيد.....
-
مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا
...
-
وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار
...
-
انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة
...
-
هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟
...
-
حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان
...
-
زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
-
صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني
...
-
عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف
...
-
الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل
...
-
غلق أشهر مطعم في مصر
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|