وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 2440 - 2008 / 10 / 20 - 07:00
المحور:
الادب والفن
منفيون من جنة الشيطان (10)
خمبابا طبعاً
مذ ارتفع داود ملكاً
رأى عند النبع
زوجة ضابط صغير تستحم
أرسل زوجها إلى الحرب
وجعلها تحته
فسالت الدماء على الدماء
واختلطت الحيامن في الأرحام
وتحققت وحدة المملكة
إشتراكية الحيمنة
عولمة البشر!..
ومن يومها..
الجنرال الذي يذهب إلى الجيش
يترك زوجته في حضن الجندي
ففي حضن قن..
كانت أم المناضلين!
ولماذا لا يتوقف خمبابا
عن شنّ الحروب
هل كان يعرف أن أمه عاهرة
تبيع البيض
في قطارات الموصل
فأراد أن ينتقم من الشرف العسكري
لكل الضباط
أم أنه كان يحنّ
إلى جذوره الشعبية
فأرسل نساء الضباط للجنود
وأرسل نساء الجنود للضباط
لترسيخ العدالة النسائية
وتحقيق الانتقام الاجتماعي تحت الجميع
خمبابا.. يا خمبابا..
أيّ أمّ هذه التي ولدتك..
لتزرع الخيبة في أرحام النساء
الخيبة والألم يا خمبابا
هل هو رجل الدين الذي اغتصبك
ذات ظهيرة صيف
بعد الصلاة
بجانب الحيدرخانة
أم الأناشيد البابلية
فشرعت على كل النساء
الخدمة في معابد بابل
وتلبية شهوات قطاع الطرق
لماذا لا تستطيع نسيان الدم
إلا برؤية الدم
أنها أمك التي علّمتك السحر
السحر والرذيلة
عندما أرسلتك إلى خالك
في سوق الخضار
خالك الذي ضاجعك
وأنت صبي غير غرّ..
حتى أفرغ في دمك الحقد والضغائن
ودروس الوطنية..
حملك دمه وهو صغير!..
وفي أي جمهورية
عيّنك أفلاطون
أفلاطون المحامي
ومكتبه في شارع الرشيد..
خطوات يبعد عن تمثال الرصافي
وصورتك خلف ظهره..
مثل د. ه. لورنس
أنت تعرف ماذا أعني..
إلى متى تظنّ
عربة الحرب التي تجرّ رذائلك
وسماوات بغداد..
تنحني وتنحني وتنحني..
تنحني وتنحني من ثقل خطاياك..
ألم تكتفِ بعذرية عشتار
ولا بكارة طالبات المدارس
ولا زوجات المسؤولين..
هكذا أنت
موتاً لا تريد أن تموت
العزلة لا تعرف طريقها
الحكمة فارقتك إلى الأبد..
لا أنت تعترف بالخطيئة
ولا تريد أن تعتذر!
ولا الاعتراف من خصال جرأتك
في وجه الآلهة وقفت
محتمياً بالشعب..
وفي وجه الشعب وقفت
محتمياً بالآلهة..
من ثقل طفولتك
هربت إلى الحرب
ومن الحرب لا تعرف إلى أين..
في الدم لا يكون خلاص..
في الدم نداء وجوع وشهوة
تلك قصمت ظهر أمك..
وساقي خالك
أقول لك..
إذهب الى الجبل
أعلى جبل
وألقي بنفسك
فإذا متّ نجوت
وإن أنت نجوت
وبقيت حياً..
فأنت شخص آخر..
هل تستطيع أن تفهم
يا خمبابا!!…
.....
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟