أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل السعدون - الكائن الإنساني إذ يتجاوز الحدود الزائفة لحجمه الفسيولوجي والعقلي…!















المزيد.....


الكائن الإنساني إذ يتجاوز الحدود الزائفة لحجمه الفسيولوجي والعقلي…!


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 751 - 2004 / 2 / 21 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حسب الموروث الإنساني الذي وصلنا عبر العصور ، ومن خلال الاختبارات العلمية الحديثة ، واعتماد أجهزة الفحص دقيقة الحساسية للإشعاعات الإلكترونية المنتجة في المخ ، وعبر الرصد والملاحظة والاختبارات في علم الباراسيكولوجي ، عرفنا من أسرار الكائن البشري ما لم نكن نعرف ، وأمكن تفسير ما كان عسيرٌ تفسيره إلى ما قبل بضعة عقودٍ من السنين  …!
مما عرفناه  من عجائب أسرار الكائن البشري ، أنّ لديه مرونة هائلة وقدرة عظيمة على تجاوز حدود حجمه الفسيولوجي ، وحجم معطياته الحسية وقواه العقلية …!!
تلك المرونة تتمثل في قدرة الحواس على تجاوز حدودها الفسيولوجية القياسية ، وقدرة الجسم على تجاوز حدوده الجغرافية القياسية ، وقدرة الخلية المفردة على توسيع مديات وظيفتها ، كماً ونوعاً ، كما وقدرة العقل على تجاوز حدوده التفكيرية والتي هي بالمحصلة حدود المُتلقى من الخارج عبر التربية والوراثة وانعكاسات الحواس في مستواها الاعتيادي الواطئ …!
هذه المرونة الواسعة ، سعةٍ خيالية خارقة في أحايين كثيرة ، تعتمد أصلاً على نمطٍ أو مستوى رفيعٍ وشفافٍ وعميقٍ من الوعي بالذات والخارج ، أكبر بكثير من هذا الوعي الذي نعتمده عادةٍ في حياتنا اليومية …!
وقد ُرصدت عبر أجهزة الكشف الحديثة الحساسة للغاية ، مويجاتٌ مخيةٌ كهرومغناطيسية متباينة في الكثافة والطول الموجي ، في حالات أو مستوياتٍ مختلفة من الوعي ، وأدق تلك المويجات ,أكثرها عمقاً تلك التي تُنال في حالات التأمل أو الشفافية الروحية الخالصة ، إذ تكون المويجات من فئة ( ألفا) ، في حين تلك التي هي أدنى منها ، مويجات ( بيتا ) ، وهناك نوعٌ ثالث لمستوىٍ ثالث من الوعي …!
وعيُ الألفا ، هو ذلك الوعي الداخلي العميق الجميل للذات والكون ، والذي يمكن أن تناله لحظةْ ، ثم تعكف على تعميقه بالثقافة الروحية وبالممارسة والمران الروحي المتدرج …!
إنه وعيُ الذات والكون والروابط السرُية الخبيئة التي تشدُ عناصر الكون صغيرها وكبيرها ، جمادها وحيّها إلى بعضها ، وهو الأيمان العميق بوحدانية الكون وسعته ولا نهائيته وخلوده ، والأيمان لاحقاً وفي مرحلة ربما متقدمة من المراس والتثقيف بأن هناك مكنوناتٌ خبيئةٌ كامنةٌ ، وهناك تراتبية غير مرئية ، تبدأ بالواحد الأحد الخالد المطلق ، ثم تمتد عبر شبكةٍ دقيقة الخيوط إلى العناصر المختلفة من المحسوسات والملموسات ومظاهر الطبيعة وأجسام الأحياء والجمادات …!
الوصول إلى هذا المستوى من الوعي والفهم والأيمان ، هو سمةُ أهل الحقيقة من المتصوفة مثلاً ، وبعض وهج الحقيقة ، يناله الشعراء الحقيقيون ( لا النظّامين ) ، وبعضه يناله السحرة الحقيقيون ، والكثير منه ناله الأنبياء ، وبين هؤلاء وأولئك يقعُ الروحانيون بمستوياتهم المختلفة ، من معالجون روحانيون إلى فلكيين وقرّاء الطالع ، و…و…و…الخ …!
تلك القدرات ، كانت في العصور الخوالي ، من نصيب الكهنة والسحرة والروحانيون ، وبحجم أكبر مما هي عليه في العصور الحضارية المتأخرة …!
لقد تدهورت العلوم الروحية مع تعقد الحضارة وتوسعها ، وتلك ضرورةٌ كان لا بد منها ، إذ إن شفافية ومرونة العلوم الروحية ولا محدوديتها وصعوبة طقوسها وعدم القدرة على منهجة العمل الروحي وصعوبة نيل الوعي الفائق في أي وقتٍ يشاءه المرء ، دفع إلى تطوير العقل وتغليب وعيه الاعتيادي القائم على تراكم الخبرات وانعكاسات الحواس ، ثم توريثها فسيولوجياً وتربوياً إلى الأجيال …!
وكما إن مستوى الوعي الاعتيادي ، ينتج نمطه الحياتي ، ويتأثر بذات الآن بهذا النمط ، فأن إنتاج وعي عقلي فائق ، يفترض بذات الآن ( ولكي ما يدام ) ، يفترض نمط حياتي معين ، يغلب عليه طابع الشفافية الأخلاقية والأثرة والحب والترفع عن الماديات والشهوات مضافاً لطقوسٍ تبدو غريبة في عيون الإنسان العادي ، وتؤدي إلى اتهام الروحاني أما بالهبل أو الجنون أو تعاطي السحر الأسود ( وتلك الطقوس ، هي في واقع الحال منشطاتٌ  ومخصباتْ للوعي المرهف الحاد) ، وبكل تلك الأحوال فأن من الصعب التنازل عن العقل الاجتماعي ووعيه الواطئ والعيش الآمن في ظله ، والركون إلى هذا الذي لا يمكن حبسه في بيت العقل أو الجسد …!!
في تصوري ( وهو تصورٌ قديمٌ لكثيرٌ من البحاثة والمفكرين ) أنْ الأنبياء عاشوا هذه التجربة ، وتواصلوا مع عوالم مما يقع خارج حدود العقل الاجتماعي ( الذي هو رهين المحبسين …الجسد الفسيولوجي ، والجسد المجتمعي ) ، وبغض النظر عن صحة أو زيف ما أدعوه أو بعض ما أدعوه من تواصلٍ مع الرب ( الواحد الأبدي القديم ) ، وبغض النظر عن طبيعة وصفهم لهذا الرب ، خواصه وهويته والتي أسهب البعض منهم فيها ، فأن مما لا شك فيه أنهم توصلوا إلى قبسٍ من الحقيقة …!
المشكل كما ذكرنا في ما سلف ، أن العلم الروحاني ، دقيقٌ شفافٌ ، وإن الانتقال من مستوىٍ من الوعي عالٍ إلى مستوىٍ آخر واطئ ، هو انتقال غالباً ما يكون سلسٍ ، وبالتالي فأن هناك إمكانية للخلط بين الرؤية الحقّة المنتجة من الوعي الخارق ، وتلك المنتجة من الخيال وأحلام اليقظة ( الوعي الواطئ )  ، ولهذا فأن من المشروع الشك ، وبقوة بكثير مما قاله الأنبياء ، مما هو واطئ القيمة ، غير عادلٍ وعسيرٍ على العقل احترامه ، لأنه منافٍ وبقوة لحقيقة الربّ وعظمته ورحابته وجماله وعدله …!
مثل هكذا مستوىٍ واطئ من الإبداعات التشريعية والتفسيرات والأساطير والعبادات ، تجده في جلّ الأديان السماوية والوثنية ، التي راد مسيرتها ، عباقرةٌ روحانيون ، أختلط عليهم ما هو من الرب على ما هو من شطحات الخيال ، ومن إبداعات العقل في مستواه الاجتماعي ( الأناني والمادي والنفعي ) …!
وإذا كان المبدع الأول ، مبدعاً حقيقياً ومالك لزمام الروحانية ، والقدرة على الوصول إلى ناصية الرب ، فأن التابعين المقلدين ، ما كانوا يمتلكون إلا مصالحهم السياسية والسلطوية ومخاوفهم وأطماعهم في رضا الرب ومرضاة الناس ، ولهذا فقد أثقلوا المُنتجْ الإبداعي بالتفاصيل الغير مجدية ، والتطبيقات العملية السلطوية والتنظيمية ، وبذات الآن جردوه من أجمل ما فيه ، وهو الجانب الروحي ، وما فيه من فرص لإعادة إنتاج المستوى الفائق من الوعي ، مما أمتلكه النبي ذاته …!
هذا ما يصح على الأتباع ، في كل الأديان ، ولو نظرت إلى هرون ، لوجدته غير موسى ، ولو نظرت إلى بولس ، لوجدته دون يسوع في الروحانية ، وقد أثقل الأتباع وإلى يومنا هذا بما لم يقله يسوع …!
ويصح الأمر ذاته على الخلفاء الذين جاءوا بعد محمد …!
لو ننظر إلى التطرف في عصرنا ، وهو بالمناسبة شبه قاصر على الإسلام ، نجد أن الغلو في تطبيق الغث قبل السمين ، والمنتج من الوعي الواطئ على ذلك الذي أنتجه الوعي الحقيقي المرهف العميق ، هو السبب ( بين أسبابٍ عديدة ، بعظها سيكولوجية وتربوية واقتصادية )  في ظهور هذا الإرهاب …!
إن مسؤولية مفكرينا ومثقفينا ، التمعن في جوهر الأديان ، والنظر إليها كما نحن فاعلين هنا ، من خلال منظار العلم  وأدواته المادية  ، والعقل والبصيرة الروحية الجريئة ، التي تطلق جناح الرب من قفص النبي المبدع الملهم ، وأتباعه ( وكم في الأتباع من روحانيون زائفون ) ….!



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام …هذا الدينُ اللعنة ….!
- هذا الذي كان حبيس مستنقعه العفنْ …!!
- شاعرنا الكبير سعدي يوسف … ما الذي يريده بالضبط …؟؟
- هل أدلكم على حاكمٌ ….لا يظلم عنده أحد …!!
- حكايةٌ عن الفأر لم تحكى من قبل ..! قصة ليست للأطفال
- لا لاستهداف قوى الخير من قبل سكنة الجحور…!
- مظاهرات السلام وقبح خطابنا العنصري
- حشرجات الرنتيسي البائسة …. لمن يسوقها …؟
- ولليسار العراقي رأيٌ… يثير العجب …!
- رحيل حشود الأرواح
- الذي شهد المجزرة
- خطبة جمعة على التايمز
- لا تنسوا غداً أن تشكروا…بن لادن
- بعد تحرير العراق …لن تكون خيارات الفاشست هي ذاتها خياراتنا
- تهنئة لموقعنا الرائع بمناسبة سنويته الأولى
- نعوش ….ونعوش أخرى
- خريطة المنطقة العربية بعد سقوط صدام حسين
- الفتى الذي حارب الكفار وحده…!!
- على خلفية النشيد …
- استنساخ


المزيد.....




- نخب -صداقة العمر-..4 صديقات يُعدن إحياء صورة لهنّ بعد 35 عام ...
- السعودية تتقدم على مصر ودولة عربية تلحق بهما.. ترتيب القوة ا ...
- -الكتاب الأبيض-.. استثمارات الصناعة العسكرية والدفاع في أورو ...
- اليوم العالمي للنوم: إليك خمس نصائح إن فعلتها في الصباح تمنح ...
- كالاس: واشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إل ...
- علاج بطعم الموت لمدة 10 دقائق
- مصري يدخل موسوعة غينيس ويحطم رقما جديدا خلال صيامه
- عاصفة مدمرة في كاليفورنيا (فيديو)
- المجلس الوطني الكردي يرفض الإعلان الدستوري السوري المؤقت
- أرمينيا وأذربيجان تتوصلان إلى -اتفاق سلام- بعد نحو 40 عاما م ...


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل السعدون - الكائن الإنساني إذ يتجاوز الحدود الزائفة لحجمه الفسيولوجي والعقلي…!