أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين القطبي - استخفافا بدماء الشهداء المسيحيين...














المزيد.....

استخفافا بدماء الشهداء المسيحيين...


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 2434 - 2008 / 10 / 14 - 08:15
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


يواجه المسيحيون في العراق التهديد بهولوكوست جديدة، تعيد الى الاذهان في افضل صورها عمليات التهجير الجماعي لليهود الى اسرائيل بعد العام 1948، والترحيل القسري للكورد الفيلية التي تواصلت بين 70-1980، الى ايران، فقد بدأت التراجيديا لهذا المكون ايضا في نزوح قسري من مناطقه باتجاه كردستان واوربا.

والجرائم التي تقع بحق المسيحيين اليوم هي فرصة طيبة لكل جهة باتهام الجهة المقابلة لها، والادعاء بانها وراء الجرائم التي تقع للمدنيين، وهذه على ما يبدو قد اصبحت الميزة الغالبة في سوق المزايدات السياسية والتكفيرية في العراق.

عرضت قناة الجزيرة الفضائية "الاثنين" لقاءا للشيخ حارث الضاري يتهم فيه الاكراد علانية بالقيام بعلميات "قتل وابادة" المسيحيين، وهذا الاتهام يكرره خلفه كل الذين عرفوا بعقدة الاكراد مثل المطلك والنجيفي والقدو...الخ

فاما ان يكون الاكراد فعلا هم المجرمون الحقيقيون، وهنا يجب توفير دليل واحد على الاقل، واما ان يكون هؤلاء السادة، المعروفون بعلاقاتهم بالتيارات الدينية التكفيرية، يمارسون عملية التضليل من اجل اخفاء هوية القاتل الحقيقي.

واعتقد ان هذه الوقفة تمثل فرصة طيبة للامساك برأس الخيط من اجل معرفة الجاني الحقيقي، سواء لاولئك الذين يمتلكون فكرة مسبقة عن الجهة الاجرامية، او للذين يبحثون بصدق عنها. فهي اما ان يكونوا الاكراد فعلا، او هم من يتهمونهم، من القوى القومية والدينية المتطرفه.

اما المزايدة واستخدام دماء الضحايا ونكبة العوائل المهجرة، فانها لن تدخل في باب الصراع السياسي المشروع، بل تعتبر استخفافا بهذه الدماء، واحتقارا لهذه العوائل ومعاناتها، ومن يوضف هذه المعاناة في سبيل مكاسبه السياسية فانما يعلن على الملأ مقدار من الخسة ونزع الضمير، بل يشارك في الجريمة عن طريق تشجيع القاتل الحقيقي على الايغال بارتكاب هذه الجرائم.

وهنا اريد ان احدث العاقل بما يليق، الاكراد يحكمون جزءأ من العراق (او من كردستان) منذ العام 1991، ورغم الانفلات الاداري، وفوضى المؤسساتية التي سادت انذاك، لم يسجل ثمة حادث ديني واحد، او تطاول على كنيسة، او تهديد، بل ان وجود المسيحيين في عينكاوا، شقلاوة، سيميل، زاخو وكل المناطق المسيحية التي توفر لها قوات البيشمركة الحماية، رفلت بامان لم يحضى به الاخرون للاسف في اي نقطة من العراق.

بينما عانى المسيح في كل مناطق العراق من عمليات منظمة للطرد الجماعي، او الاختطاف، او سرقة الفتيات، او تفجير الكنائس والمحلات التجارية، بل اجبر في بعض الاماكن على دفع الجزية باعتبارها السنة الاسلامية في التعامل مع "النصارى".

ولم تنفي القوى الاسلامية المتطرفة، التي يعمل الضاري والنجيفي والمطلك..الخ على تبرئتهم، لم تنفي هذه القوى حقيقة ضلوعهم في الجرائم، بل اعتبرت ذلك على الدوام جهادا مقدسا، سواء وجه ضد المسيحيين او الايزيديين او الصابئة، بل حتى المسلمين من الطوائف المقابلة.

انا لا اقول ان القاتل الحقيقي هو الذي يلقي التهمة على الاكراد من اجل اخفاء جريمته، ومن ثم اشعال صراع قومي ديني بين المسيحيين والاكراد يكون فيه هو المستفيد الوحيد، ولكنى اجزم ان من يحاول اخفاء هوية القاتل الحقيقي بمجرد القاء التهم دونما ادلة انما هو شريك بالجريمة، وان الدماء تقطر من بين اصابعه ايضا، وعليه يجب ان توجه اليه الادانه، او على الاقل اعتباره رأس الخيط المفقود في هذه الجرائم بحق الانسانية، ويجب على المتضررين الدعوة الى الكف عن استغلال هذه الكارثة الانسانية في سوق المزايادات السياسية لان ذلك يعد استخفافا بدماء الشهداء، واذلالا للعوائل المنكوبة.

وهنا اتوجه الى بعض الاخوة المسيحيين الذين يعيشون في الخارج بالدعوة لمراجعة الذات، من اجل تشخيص من هو العدو؟ من هو الفاعل الحقيقي؟ ومن هوالمستفيد من معاناة المسيحيين؟ فان الاصطفاف في خانة القتلة انما يزيدهم عزما على مواصلة الجريمة حتى اخر مسيحي في العراق.

وحدث العاقل بما يليق فان اعترض فلا عقل له.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: رائحة حرائق قومية في المطبخ الامريكي
- انا المؤمن، ورجل الدين هو الكافر
- فشل الاسلام السياسي في حل المشاكل القومية
- بشائر الشر
- الماكي وعروبة قرة تبه
- الخونة الاكراد... الاكراد الخونة
- هل يزور المالكي مخيم المسفرين الكورد في ازنا
- صرخة جريح في اعماق بئر
- مشاهدات عبد الكريم كاصد في المدينة الفاضلة
- كركوك صعبة وفهمناها!
- ألو.. ناصرية..؟
- لا تحرقوا كركوك
- الشهرستاني يسوق النفط الكردستاني
- مجانين تركيا وارهاب نوري المالكي
- واتفق العرب واسرائيل... حول الاكراد
- وللأنثى مثل حظ الذكرين
- حكومة كوردستان مطالبة ب
- شيعة سنة، خلاف انتهى منذ الف عام
- صدام مشافش حاجه
- شبح امرأة في البرلمان الكويتي


المزيد.....




- فيديو يُظهر لحظات إطلاق النار في حرم جامعة ولاية فلوريدا
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن
- روسيا تستعرض درونات ومعدات عسكرية جديدة في بغداد
- وسائل إعلام: واشنطن ستسحب مئات الجنود من قواتها في سوريا
- اكتشاف طبي ثوري: علاج جديد لمرض باركنسون باستخدام الخلايا ال ...
- مقتل نحو 40 في هجوم للجيش الأمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي ...
- كولومبيا.. 3 قتلى و26 مصابا بتفجيرات استهدفت قوات الأمن
- مجموعة من العسكريين الأوكرانيين تستسلم في كورسك
- يوتيوبر أمريكي يواجه تمديد احتجازه في الهند بعد مغامرة خطيرة ...
- واشنطن تعلق على مصير سفينة قمح متجهة من أراضيها إلى اليمن


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين القطبي - استخفافا بدماء الشهداء المسيحيين...