أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - الكوليرا لاتدخل المنطقة الخضراء !














المزيد.....

الكوليرا لاتدخل المنطقة الخضراء !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2433 - 2008 / 10 / 13 - 08:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا يعلن يوميا عن اصابات جديدة للكوليرا في معظم انحاء العراق الا المنطقة الخضراء ؟ هل هناك اصابات لم يعلن عنها ، ام ان المنطقة محصنة من الاوبئة والهواء والماء والغذاء والدواء الملوث اضافة لحصانتها الامنية ؟ لماذا لم يصب اي وزير او مدير او برلماني او حزبي كبير او احد المراجع العليا والدنيا او احد باشوات واغوات العهد الجديد ، السؤال هنا يشمل قوات الاحتلال الامريكي ومتعددة الجنسيات ايضا المنتشرون كالجراد في كل العراق حيث يزيد عددهم على ربع المليون اذا حسبنا على اعدادهم الاصلية اعداد مرتزقة الشركات الامنية والمقاولون الاجانب وحماياتهم الخاصة ؟
الاجابة على هذه الاسئلة حتما ستساعدنا على حل معضلة انتشار الكوليرا ومكافحتها خاصة وان الامر لا يتعلق فقط بوباء الكوليرا فهناك اوبئة اخرى غير معلنة وبعضها غير مكتشف ومنها وباء التسرطن الساري في الولادات الجديدة بسبب من الاشعاعات التي اثخنت بها القذائف الامريكية جسد العراق ، وبسبب من فقدان العراق لاي نوع من انواع المناعة الصحية صار ليس بالغريب ان نسمع بعودة الامراض المنقرضة للحياة مجددا ـ كالطاعون والجدري والجذام ـ !
المنطقة الخضراء معقمة الشوارع والازقة وفيها اعمال الصيانة والادامة فورية ، الكهرباء فيها لا تنقطع والماء اما معلب اويعامل بخصوصية لتطهيره والهواء فيها مكيف اما الغذاء فهو معتمد على مواد صالحة للاستخدام البشري ، والخدمات الصحية داخلها ممتازة ، وهناك اطباء مختصون جاهزون لاستقبال مرضى المنطقة في اي وقت واذا تطلب الامر فان الطائرات جاهزة لنقل اي حالة خطرة تستدعي العلاج المركز والدقيق والطويل !
اذن وفرة النظافة والتعقيم والكهرباء والماء والغذاء الكافي والمعافي والدواء الشافي والخدمات الصحية ومستلزماتها كلها ساعدت على حصانة المنطقة الخضراء وهذه كلها غير مؤمنة للعراق كله لذلك اصيب العراق ولم تصب المنطقة الخضراء !
هنا لابد لنا من احترام منطق المحتل في هذه الجزئية حيث يعتبر الحالة الصحية جزءا اساسيا من الحالة الامنية ، فعنده الامن الصحي والخدمي والغذائي والدوائي والنفسي اجزاء متكاملة لصنع حالة الامن العامة لقواته ومن يخدمها ، اما ازلام الاحتلال فهؤلاء لم يتعلموا من اسيادهم حنكة هذه المعادلة ، فتراهم يعلنون ان العراق آمن ويخر امان وهو سائر ليكون قدوة لكل بلدان الشرق الاوسط باحترام حقوق الانسان والحيوان والبيئة وفي التنمية البشرية المستدامة وفي التعليم ومحو الامية ، بحيث يتسابق العراقيون المغادرون للعودة السريعة والتنعم بما يسيح في دولتهم من نعم ، وعلى اثر ذلك ذهب رئيس الوزراء راجيا الدول المانحة حث العراقيين لديها على العودة للوطن ، خاصة وان سعر برميل النفط قد تجاوز حاجز المئة دولار واعمال القتل العشوائي قد خفت !
اذا كان المواطن العراقي في الشمال لا يعاني من المفخخات والعبوات وتعددية الميليشيات فانه يعاني من استبداد المتسلطين على رقابه ومن فسادهم ومن تخلفهم وعجرفتهم وبالتالي فهو يعاني من شحة الخدمات كافة ومن اوبئة فتاكة ومن ضيق الحالة المعاشية وكتم الاصوات وعليه تجده لا يتوانا عن التفكير بالهجرة او المعارضة السرية او الصمت الحانق ، وحالة المواطن في الوسط والجنوب تزداد سوءا رغم الهدوء الظاهري التي يصوره حكام المنطقة الخضراءعلى انه نتيجة لسياساتهم الناجحة فتراه هو ايضا يفكر بالهجرة او المعارضة السرية اوالصمت الحانق وعليه فالعراق كله من شماله الى جنوبه دولة غير امنة دولة تعج بفوضى المتحاصصين عنصريا وطائفيا وبرعاية خبيثة من محتل اجني غاشم يمنح السيادة الشكلية بيد وينتزعها باخرى عبر معاهدة طويلة الامد !
البيانات الرسمية ورغم التكتم والتلاعب الحكومي بها فانها تشير الى تصاعد اعداد ضحايا الكوليرا حيث وصل الرقم المعلن حتى الان الى 306 اصابة مؤكدة ، ان ابناء شعبنا يتساقطون بالعشرات يوميا اما بالقتل الاحتلالي المباشر او بالقتل غير المباشر بواسطة حرمانهم من ابسط حقوقهم الشرعية كبشر لهم حاجة للخدمات الصحية ولهم الحق بشرب ماء نقي ووفرة واستخدام الكهرباء كباقي رعايا دول العالم لاستيفاء مستلزمات الحياة الضرورية الى جانب حقه بحصوله على غذاء صالح للاستخدام البشري وبحقه في الحصول على عمل وتعليم وسكن ياويه ، واقع الحال يشير الى ان توفر هذه الحقوق يعني حرمان لصوص المنطقة الخضراء من مصادر ثرواتهم وعليه فلا حقوق انسانية للمواطن العراقي الا بتخلصه من هؤلاء الحكام محتلين وازلام ، واقامة دولة متحررة قادرة على استيعاب كل مواطنيها بعيدا عن عبودية الامريكان واتباعهم العنصريين والطائفيين ومن يسايرهم !






#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما لا يكون الشيوعي خائنا لقضيته!
- الثورة التي علمت العالم ما لايعلم !
- اسألوا الشعب ماذا يريد
- 11 سبتمبر حلقة من سلسلة حرب النجوم !
- لا تنتظروا المهدي فهو لن يأتي !
- ليس امام أوباما الا العراق !
- - موتكم علينا - !
- كل عام والبارزاني رئيس!
- الراية الحمراء فنار لتحقيق الحلم الاخضر!
- طلقة في سوق الصفارين !
- ازهار الشر الديمقراطي في عراق اليوم !
- محمود درويش فضاء للتجاوز !
- العراق والحسم المنتظر !
- توقيت ايقاض الصراع النائم في القوقاز ؟
- من الأحق بالتعويض العراق أم ايران ؟
- الرأسمالية وتلفيقة الدولة المستمرة
- رأي في الدعوة الى اتحاد يساريي الخارج !
- مسعود البرزاني مولع بجداول التقسيم !
- أمريكا تقود العالم نحو الهاوية !
- صحوة ضمير مطلوب تجذيرها لانقاذ كركوك


المزيد.....




- مصر.. فيديو صادم لشخصين يجلسان فوق شاحنة يثير تفاعلا
- مصر.. سيارة تلاحق دراجة والنهاية طلقة بالرأس.. تفاصيل جريمة ...
- انتقد حماس بمظاهرة.. تفاصيل مروعة عن مصير شاب في غزة شارك با ...
- أخطاء شائعة تفقد وجبة الفطور فوائدها
- وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن توسيع العملية العسكرية في غزة، و ...
- إيطاليا تستهل محاكمة أنطونيلو لوفاتو الذي ترك عاملًا هنديا ل ...
- Oppo تزيح الستار عن هاتفها المتطور
- خسارة وزن أكبر وصحة أفضل بثلاثة أيام صوم فقط!
- دواء جديد قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب المفاجئة بنسبة ...
- خطة ترامب السرية


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - الكوليرا لاتدخل المنطقة الخضراء !