أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - رغباتنا بين الخفاء والعلن !!














المزيد.....

رغباتنا بين الخفاء والعلن !!


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 2433 - 2008 / 10 / 13 - 09:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعد العنصر النفسي عنصرا مهما وحاسم في دراسة افعال الانسان وما يصدر عنه من سلوك سواءا كان هذا السلوك مرئي "مادي – ملموس " او تخيلي " غير مرئي – غير ظاهر " ، اذن هو نتاج عملية تفكير، عملية تفاعل مجموعة عوامل نفسية داخلية تنتج فعلا يتحقق في الواقع فيَقيم الفرد على ضوءه وازاء ذلك يقول العلامة الدكتور" فرج احمد فرج" الحكم فعل من افعال العقل يتجسد في "قول" في نطق ينطلق به اللسان "لغة" ولا قيمة لهذا القول والنطق لولا وجود الغير ، الآخرين السامعين ، فالانسان منا يرى نفسه في الاخرين وفي ما يصدر عنه من تصرفات او سلوك او افعال واقعية او على مستوى المتخيل نستدل عنها بالعديد مما ندركه ومنها الرغبة وتحقيقها .
تعرف الرغبة في موسوعة علم النفس والتحليل النفسي بانها احساس الفرد بأن شيئاً ما سوف يشبع حاجته أو يسبب له الرضا والارتياح مثل رغبة الجائع في تناول الطعام بينما تشير الرغبة في التحليل النفسي غالبا الى احد قطبي الصراع الدينامي بين الرغبة اللاشعورية التي تنزع للتحقق ونقيضها ( بسبب قوة الضمير) وترى ادبيات التحليل النفسي ودراساته المتعمقة ان الرغبات الممنوعة تجد سبيلا للإشباع في شكل هلوسي بديل كما نرى في الاحلام على سبيل المثال او في اشباع الرغبة في مستوى تفعيلي في الانحرافات او في اشباع متخيل بديل كما نرى في الامراض النفسية . وخلاصة القول يقول( د. حسين عبد القادر)الرغبة بعامة تشير الى ذلك الدافع الشعوري او اللاشعوري لبلوغ هدف ما وليس من الضروري ان تكون الرغبة مصحوبة بنزوع لتحقيق هذا الهدف .
نحن البشر تتملكنا الرغبات الجامحة منها الرغبة في الامتلاك المفرط او الرغبة في التدمير(العنف والسلوك العدواني) او الرغبة في اثبات الذات من خلال التفاخروالتباهي ( عقدة النقص ) لغرض اظهار التفوق او الرغبات الجنسية المحرمة (الانحرافات الجنسية لدى الرجل والمرأة بانواعها مثل : الرغبات السادية والمازوخية والتلذذ بمختلف الممارسات الجنسية غير السوية لكلاهما ، او رغبات النساء في ممارسة الخيانة او سلوك المومس ... الخ وتطول القائمة) ورغبات اخرى تدميرية تجاه الاخر مثل النميمة والغيبة وتناول الاخرين في خصوصياتهم او الرغبة في ايجاد الوسائل المتنوعة والمختلفة في اخضاع من يحب او من تحب بوساطة ما يسمى بافعال السحر والشعوذة ، هذه الرغبات تنم عن ذات تختلط بها انفعالات المرض والانحرافات النفس – جنسية .
ان البشر الاسوياء لا يبرأون من هذه الرغبات والتشبث بها لانها تعود باللذة لديهم ، هذه اللذة مهما كانت آنية او وقتية لكنها تترك فعلا قويا في النفس وهي بنفس الوقت تجنب الآلم الناجم عن التفكير بها او حتى طرده بشكل مؤقت ، هؤلاء الناس يمارسون الخداع مع انفسهم وهو خداع النفس لنفسها وكلنا يعلم اننا حينما نمارس هذه الرغبات المجنونة نحس باللذة ولكن يحاول الاسوياء منا استنكارها او استبعادها عن حيز الشعور بطردها ونتفق مع قول الفيلسوف "نيتشه" قوله : إن ذاكرتي تقول إني فعلت ذلك ، ولكن كبريائي يقول : لا يمكن أن أكون قد فعلت ذلك ، وفي النهاية تذعن ذاكرتي . ويقول (د. مصطفى زيور) وهي عبارة يستطيع كل انسان ان يجد لها صدى في نفسه .
ان دوافع الرغبات الممنوعة حينما يمارسها البعض من الاسوياء ربما تعبر عن وجود طاقة نفسية غير منصرفه تحاول ان تجد لها منصرفا في مثل هذه الرغبات الجامحة غير المقبولة في بعض الاحيان ، اما غير الاسوياء من البشر فانهم يمارسون رغباتهم هذه بتلذذ خصوصا عند شريحة من المنحرفين ممن يختارون الممارسات الجنسية مع الاطفال او ممن يمارسون الجنس مع الجثث في ثلاجات الطب العدلي او ممن يمارسون رغبات الغيبة والنميمة بشكل فاضح او ممن تستهويه في الرغبة أمرأة صديقة لزوجته او زوجة صديقه او اخت زوجته او من المحرمات ، او ممن يتلذذ بايقاع الالم بالآخر ، هؤلاء الناس تدل شخصياتهم بأنهم يتسمون بالجمود فضلا عن ان دواخلهم تتميز في صراع شديد بين عواطف متناقضة وان حياتهم الانفعالية(الداخلية) تكون دائما في صراع مستمر غير محسوم ، فأذا احبوا لا يخلو حبهم من الكراهية الشديدة .
ان الانسان هو رغبة في رغبة آخر ، هذا الاخر يكافئه في السلوك وفي التوازن وفي العلاقة ، ان الآخر اذا جاز لنا التعبير ان نعده شئ اشبه بجهاز المناعة النفسي ، اذا اختلت هذه العلاقة او غاب مضمونها الانساني السوي صار التدهور والانحراف وربما حتى المرض النفسي لذلك فان التدهور في معادلة الجانب الانساني في الرغبة يجعل منها مجرد غرائز حيوانية وهي تنعكس بذلك على كل وظائف النفس الاخرى بل والجسد ايضا في نهاية المطاف ، واقصد به هنا ( الجسد) هو ان لايكون رغبة في الاستعراض لاجل المكسب المادي وتحقيق اللذة(رغبات المومسات في ممارسة الدعارة لغرض الانتقام) حتى اذا ما تقدم الانسان بالعمر وهزل جسده اصبح مثل حصان السباق حينما تكسر رجله فيقتل رأفة به ، اما الانسان فيتحول الى مجرد تضاريس خدشه على عكس النظر الى الانسان في وحدته وكينونته ، في فاعليته وايجابيته ، في سعيه الدائم ومداومته على البناء واعادة البناء في جيله او الجيل الذي يليه . وخلاصة القول لنا ان نستنتج بأن الرغبات الخفية او المعلنة انما هي دوافع ونوايا محجوزة او مكبوتة .



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون بين حلم التحلل وقيود التدين الخاطئة
- التبرير .. لعنة ام رحمة !!!
- شئ من سيكولوجية الحب
- محنتي في انفعالاتي ... رؤية في النفس من الداخل
- نفس تئن وجسد يصرخ
- الاتهام بالتعصب ... تعصب
- لماذا السلوك التخريبي عند الطفل ... رؤية نفسية
- توهم المرض .. هل يعيق البعض ؟
- محاولة نفسية لتفسير الخوف عند الاطفال
- تداعيات الكذب عن الاطفال
- شئ من القلق .. شئ من الدقة
- ظاهرة الادعاء بالامام -المهدي - المنتظر واعراض اضطراب الفصام
- الدين .. هل هو اغراق العقول بالتأمل ؟
- الانتماء والاحساس بالتوازن النفسي
- نحو انسنة السلوك .. الانساني
- لا .. لن اهلوس !!!
- حزني اقوى من قدرتي
- بين الألم النفسي ... وألم الجسد
- التوافقات الشخصية وانعكاساتها السلوكية !!
- ادراكنا ... يوجه سلوكنا


المزيد.....




- مصر.. فيديو صادم لشخصين يجلسان فوق شاحنة يثير تفاعلا
- مصر.. سيارة تلاحق دراجة والنهاية طلقة بالرأس.. تفاصيل جريمة ...
- انتقد حماس بمظاهرة.. تفاصيل مروعة عن مصير شاب في غزة شارك با ...
- أخطاء شائعة تفقد وجبة الفطور فوائدها
- وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن توسيع العملية العسكرية في غزة، و ...
- إيطاليا تستهل محاكمة أنطونيلو لوفاتو الذي ترك عاملًا هنديا ل ...
- Oppo تزيح الستار عن هاتفها المتطور
- خسارة وزن أكبر وصحة أفضل بثلاثة أيام صوم فقط!
- دواء جديد قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب المفاجئة بنسبة ...
- خطة ترامب السرية


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - رغباتنا بين الخفاء والعلن !!